بحث
بحث متقدم

 

بدمعي وابتسامتي أناديك


بصحوتي وسهادي أناديك


ببعدك وقربك أناديك


الله أكبر كم أهواك


ياكل كلي .......ياأنا


أهواك .....وأهواك.......وأهواك


وكم أحن إلى تقبيل يداك


وأقسم بطهر هواك


لو عيون الدنيا غفت عن إيقاظ محياك

 

لو انزاحت مياه البحر عن شاطئ يداك


بأجفاني سأحمي هواك


رحماك ربي رحماك


ومن يدري بقلبي سواك


اسمك حبيبي نابض كالجنين


في حشايا السنين

 

غرامك شدني أن أكون


كل نبضة كانفجار الشجون


احتضن الحريق ........واكتوي بسكون


رغم اشتعال الظلام ....اهتدي بسلام


فيثور عصف الظنون

 

فغفرانك سيدي


ألا يشفع بقلب المحب بعض الجنون


أم تنسى وصايا رسولنا الحنون


رفقا بالقوارير.....ولغيرة النساء فنون


حبي لك رد كل الخطايا


 

هز في قلب الدنيا الحكايا

بالهم ......بالبوح .....بالكتمان

 

لأجل لقاء أحرفنا أمد يدي

 

فبقربك المكان هو الزمان

 

وبيدي انحت الصخر لأوقظ فيك بعض المعان


ليصفعني غيابك في الحضور


ودمي مهرا يجتاح الشريان


لقائك ياسيدي أمر من بعدك


ورضاك أمر من هجرك


ومازال قلبي يهفو للجنان


يامالكا امري


 

إن بعض الظن سمة الإنسان


وهج حبك في قلبي كالبركان


ظلك تمتد إليه أشرعتي


بكل نبضة موعد إليك يشدني


فافترش أضلعي مهدا لطيفك وانحني

أماه ........وتناديني أماه


إن حميتك من غدر الزمان


وشددت وطأتك بكل أوان

وأيقظت عيناك عند الآذان


وفتحت لك أبواب الدنيا والجنان

ومستقبلك راهنت عليه الأنام

 

وبعمرك أقسمت انك الدنيا وكل الخلان

أتعيدني لقصة كان ياما كان


ام تفرش الربيع وتعيد لقصتي الزهر والألوان


والسطور الخافقة إليك آتية


ستركع همسات الهيام عند أحرفي


وتحنو حنو الدالية


ستبكي عيون العشاق عند مدمعي


وتتوهج الأشواق المتوارية


تلك ياسيدي أحرفي كنت سأتممها


ولكني عند اسمك أضعت القافية


هي من الوجد .......وللوجد سأوصلها
وشكرا

 
 
لأنك تحبني
توهج ليلي وحنيني للقائك فأذن وكبر

ومن دمعي اخلق ابتسامة تزلزل العمر ليكللها ثغر المطر

واغرق الآلام واحمل موج الدنيا ميلادا للحب فينشر

لأنك تحبني

اخترق الصمت للعاشق الولهان من دمعي وعمري كأس ليسكر

 
وألملم لك من سنين العمر عمرا جديدا بعدما تبعثر
فأهبك عمرا شمسه الشوق وليله الحب وأكثر

لأنك تحبني

في كل يوم أنا إنسانة جديدة

وعند خطوتي ارمي من مقلتيك كأس الضجر

وأعيد إلى قيثارة صمتنا صوت الوتر

لأنك تحبني

أضيء الشمس آخر الليل وأعلم النجم معنى السهر

لأنك تحبني

اركع حمدا لله واسجد وأقيم السحر

لأنك البحر والموج وأنا بحبك كل كل الدرر

لأنك تحبني
خجل الحزن في عمري واختبئ خلف رمشيك ثم انتحر

 
ورفرف الأمل فوق ندى القلب
وتفتح الجوري على وجنتي منشيا ثغر الخمر

لأنك تحبني
أنا الشمس والأرض والقمر

والجنان والزهر والعطر

لأنك تحبني صحرائي تزهر وينسكب الندى قبلة على خد الحياة

ويتفجر الينبوع من قلب الحجر

لأنك تحبني

لا أجيد إلا الهوى

وبكل يوم أنا لك الحقيبة والزاد حين السفر

لأنك تحبني

أنا المسافة والحدود والوطن والخلان

وروحي عند محرابك ترتل لك أياما وبين يديك تستقر

لأنك تحبني

ابتكر لك الإحساس بالومى

فأبتدي بالحاء وانتهي بالباء

وأكون القلم والحرف والقافية وآخر السطر
 
لأنك تحبني

أنا البداية والنهاية ومسك الختام
 
وفوق عظامي يورق باسمك الزهر
 
أنا الطفولة والشباب والحكمة والجنون والغيرة

والموج والبحر والتيار والشط والجزر لأنك تحبني

أنا الخيال والمحال والغروب والإشراق

والغي من قاموسي لأجلك(لو أنني)

وانتشل (ال سوف )من أيدي القدر
 
لأنك تحبني

أنا سيدة النساء وملكة العاشقين
 
وأنت التاج والقصر وكل البشر
 
لأنك تحبني

لك مني العهود والوعود بكل رمشه

بأنك الحياة والمرام لآخر آخر العمر

اسدل الليل ستاره ليخبىء بين طيات ظلامه هموم الناس وتعبهم في كل رقعة من رقعات الزمن
وبينما اوراق الشجر تبكي على ارصفة الطرقات والاشجار تتراقص نشوة من ظلمات الليالي
انطفأت اضواء المدينة لتخنق تحتها اروح البشر
ووسط تلك السكينة المظلمة انفجر فجأة صوت طفل صغير ليقطع هدوء الشارع الطويل
انه صوت تحن له القلوب.......وتبكي له الافئدة
كان بكاءه يصارع الرياح القوية ليطير محلقا بين السماء والارض......كأنه يصرخ معترضا على وجوده بجانب القمامة المترامية
رافضا ذاك الوشاح الاسود الذي أخفى تحته كل ملامح البراءة والطفولة بداخله
كانت تسمع بجانبه وطأة اقدام المارة في ذاك الطريق
وفجأة توقفت اقدام رجلا في العقد الثالث من عمره
نظر اليه بشفقة وهمس بحزن شديد :اه ايها الطفل المسكين هل من المعقول ان يرمي اب طفله الذي يجري دمه في عروقه.وهل من المعقول ان تنسى ام امومتها وحنانها لتلقي بها هنا بجانب اقدام المارة
كم اتمنى ان اخذك معي لبيتي ايها الصغير .....ولكن اه من هذه الحياة ومن هذا الزمان
لم يعد يستطيع الرجل تأمين حاجات منزله واطفاله
فأولادي الخمسة مسؤولية كبيرة حتى لتخالها اكبر من عاتقي لذلك سامحني ياصغيري ليس بيدي سوى ان ادعو ان يتلطف الله بك ولتشملك رحمته
تثاقلت خطوات الرجل واكمل مسيره غارقا بهمومه
كان الطفل الصغير يصرخ وسط تلك المدينة الغارقة بالضباب وكأنه كان يعي هموم المارة من جانبه.....
لم يقطع صدى بكاء ذاك الطفل سوى صوت رنين اساور وطقطقت كعب عال
كانت شابة في ربيع عمرها ورغم ضحكاتها المتناثرت هنا وهناك .........كانت نظرة الحزن تملأ عينيها وروحها
لكنهاورغم قسوتها على نفسها اوقفها الحنان بجانب ذالك الطفل
كانت تود لو انها تحمله وتفرغ جعبة احزانها وتبكي على صدره عل دموعها تطهر خطاياها
لكن لم يطل شرودها فمشيت بهدوء
كاد الطريق ان يتثاقل منها ومن خطواتها
نعم رحلت ولكن قلبها ينزف حزنا عليه..........
ومن بين اضواء المدينة الخافتة ومن اول الشارع كانت هناك امراة تتمايل من الارهاق
كاد الظلام ان يخفي ملامحها المختبئة خلف لمسات السنين
كانت شاردة .معاتبة تلك السنوات التي مرت عليها وسرقت منها عمرها واحبابها واحلامها .وتركتها هنا تصارع الحياة والحياة تصارعها
وما ان تهافتت الى مسامعها صوت ذاك الطفل حتى انقطع حبل تفكيرها .فبدأت تبحث بعينيها عن مصدر ذاك الصوت وذاك الطفل الغارق في البكاء
وكلما علا صوت ذاك الطفل كانت ام محمود تعود بذاكرتها سنوات وسنوات الى الماضي
الى ان وصلت امام ذاك الطفل والتقت عيناها بعينيه
فتوقفت تخاطر افكارها ورأت في عيني ذاك الطفل الصغير عيني ابنها الوحيد
كانت عيني ذاك الطفل تلمع للحياة بينما عيني ابنها تغمضان لتفارق الحياة امام ناظريها
فنامت عينا ابنها داخل عيني ذاك الطفل الباكي
وبهدوء تام اقتربت ام محمود لتحمله بكفيها المرهقتان لتشتم منه رائحة ابنهاوكلما اقتربت من عينيه كانت تتابع بهما صورا لاجمل لحظات ابنها
فحملته بحنان ليس بعده حنان وكأنها تحمل نعش طفلها لترقده في قلبها
فسكت الطفل وكانه علم بكل ما بادر الى ذهنها وبدأ يهدأ ونسي برد الشتاء القامع في تلك الزاوية المنسية خلف القمامة. وتسرب الدفء الي قلبه رويدا رويدا حتى سكن روحه
وبتواضع تام رحلت عيناها الى السماء هامسة بالشكر لله على هذه المنحة الرائعة علها تدفء ايامها القادمة
وفجأت تبسمت شفاههابعد ان نسيت الابتسامة لوقت طويل عندما بدأ الطفل الصغيربتحريك راسه باحثا عن حقه في هذه الحياة وبفطرته كان يبحث عن ذاك الصدر الحنون ليشبع منه جوعه ووحدته
رحلت به وما ان وصلت الى غرفتها المتواضعة الباردة حتى انبعثت فيها الحياة من جديد
كانت الغرفة تتراقص نغما على صوت ذالك الطفل الجائع للحياة المخبئة بين طيات الايام القادمةوبشغف كبير استطاعت ام محمود تامين الغذاء وبعض الملابس القديمة لتقيه جوع وبرد الشتاء
ولكن مفاجئتها كانت عظيمة عندما ادركت بان هذا الطفل الوسيم الملامح هو فتاة
ففرحت واطمئنت على ايامها القادمة لان الله رزقها ابنة وصديقة تساندها لطيلة عمرها
فحملتها وبدأت تحادثها كصديقة لها: يالك من صغيرة رائعة الجمال يا ابنتي لقد وهبني الله اياكي لاداوي تشردك بمرارة ايامي عل ايامي تزهر وايامك تثمر
اما ما يشغلني الان هو اسمك ياصغيرتي
اريد ان اعطيك اسما اشكر به الله احسانه علي
نعم احسانه علي فأنت والله احسان
تتابعت الايام وكان لابد لام محمود من مواظبة الخدمة في البيوت فهو مصدرها الوحيد لتوفير سبل العيش لها ولابنتها احسان
اما احسان فلم يكن لها مأوى سوى بيت جارتهم ام ياسرلتعتني بها مع اولادها الثلاثة .كانت تتمنى لو ان الله رزقها بفتاة...وهاقد جاءتها الفرصة للاعتناء بفتاة صغيرة
وستساعدها الايام لتكبر هذه الفتاة امام ناظريها
وبعناية ام ياسر وبحنان ام محمود بدأت ملامح احسان تترسخ وتكبر وبدأ طولها يلاعب نسمات الهواء
مرت السنين الخمسة واحسان تنظر الى هذه الحياة بتلك العيون البريئة
كانت تضحك للحياة..........والحياة تدعوها لتخوض جعبة ايامها ولتكشف اسرار ساعاتها
وما ان قست اظافرها حتى بدات ام محمودتاخذها الى ذاك القصر الكبير.....ذاك القصر الذي لطالما شعرت جدرانه بحزن ام محمود وتعبها وذل اصحابه لها
ولكن هل من المعقول الا يذلوها ....فهم برأيهم اصحاب نعمتها وهم من يطعموها ولطالما كانت النقود تذل الفقير لينال لقمة العيش التي لا تكاد تسد ظمأه
وهل هناك من يرضى لنفسه بالذل الا ان كانت الحياة قد اذلته ودهسته تحت اقدام اقدارها
كانت احسان كلما ذهبت لمساعدة امها تزداد عيونها انبهارا بكل ما تراه.......لا ...ليس بكل ما تراه
لم تكن عيناها لترى فخامة القصر او رقي مفروشاته او تلك السيارات المنتظرة دورها لتسير وتوصل راكبها وحاشيته
انما كانت عيناها تنظر الى مساحة الحديقة الكبيرة وذاك المسبح المليء بالالعاب العائمة .وتلك المراجيح التي تتلاعب بها نسمات الهواء وكلما تأرجحت يتأرجح قلبها شوقا لركوبها
لقد كانت طفولتها تشدها الى تلك الالعاب (فواعجبي من ذنب لم تقترفه طفولتها وما ذنب الطفولة البريئة في عصر العملة الصعبة هل اضحى الدولار يتحكم بالطفولة وفرح الطفولة واحلام الطفولة..........لا ادري)
لكن ماكان يزيد حيرتهاودهشتها هو ابن تلك العائلة انه عادل ابن السيد رستم الوحيد المدلل
كانت تندهش من اناقة ثيابه وترتيبها ومن انتظام وجبات طعامه وتلك الاصناف التي لا تعرف اسمها
لقد كانت طلباته اوامر .....كيف لا.....وهو ابن السيد رستم وامه مدام الهام ابنة اكبر العائلات
كانت احسان تنظر بشوق الي حياة السيد عادل اما هو فكان ينظر الى حب ام محمود لاحسان وتدليعها وحنانها فقد كان يفتقد الى حنان امه ورعاية ابيه لان والده كان مغموسا بعمله وامه كانت منهمكة بالسهرات وبالاهتمام بالجمعيات الخيرية التي تراعي اليتيم والحيوانات
لم يكن والديه برأيهم ينقصون عليه شيئا فجميع الخدم ستقدم له وجبات طعامه وثيابه بالوقت المحدد وهذا كل ما يحتاجه الطفل متجاهلين ذاك الجدار الذي بني بينهم وبين ابنهم الوحيد. لم يدركا انه بحاجة الى العطف والحنان اكثر من حاجته الى الطعام واللباس والنقود المتكدسة بخزنة ابيه والالماس المرصوص على عنق والدته
اما ام محمود فما كانت لتنقص حبها وحنانها للسيد عادل
وكانت تسمح للطفلين باللعب اثناء غياب الوالدين
ومرت الايام وبدأت الاقدار تنسج خيوط المحبة والصداقة بين الطفلين
(يتبع باذن الله)


الجزء الثاني
حتى أنني أدرك للمرة الأولى في حياتي روعة جمال عينيها السارحتين بعالمها الكلثومي
وتلك الخصلات المتدلية على جبهتها مازالت كما رايتها أول مرة .....لم يقترب الشيب منها بعد وكأن الزمن مر بجانيها ولم يترك بصمته عليها ....
كيف لم الحظ هذا الجمال الهادئ من قبل
هل هم الرجال فعلا هكذا !!!!
يبصرون جمال أي امرأة إلا زوجاتهم!!!!
ترى هل هو الاطمئنان الذي يغزونا بعد امتلاكنا لهم!!!
أم أنها أنانية الرجل !!
هل كنت فهلا أنانيا أم أنني كنت محدود الذكاء لكيلا استطيع أن استوعب لماذا كانت تطالبني دوما بوردة حمراء اغرسها بخصلات شعرها ...واتزرع دوما بوجود ماهو أكثر قيمة وفائدة من مجرد وردة ستذبل بعد دقائق.....
وكم كنت أراها سخيفة بجدالها ومطالبتها أن اقطف وردة من سور الجيران أو أي مكان ......
رغم أن زوجتي لم تكن أبدا سخيفة يوما .....
بل حكمتها وانضباطها يشهد عليه الجميع ..
مازلت اذكر رغبتها بان امسك يدها على شاطئ البحر واحتضنها كما احتضنت الشمس البحر ....
لكنها لم تلبث أن فقدت الأمل بي
ليتها لم تفقد الأمل .....ولم تكمل حياتها بعيدة عني
لالا....ليست هي من ابتعدت
بل أنا من أبعدها عني عنوة ......
وكأني كنت أؤمن بفكرة أن الرجل من المريخ والمرأة من الزهرة ......ولم أكن أبالي أن اخلق من الأرض كوكبا يجمعني بها ......
واليوم علي أن اعبر ملايين الكواكب .....
لأحظى بلحظة التقي بها بزوجتي......
ولكني لن اخسر شيئا ......ولن يسوء وضعي أكثر مما أنا عليه الآن ......
سأخطو تلك الخطوة ...وان باءت خطوتي بالفشل
سيكون الفشل أفضل بكثير من أعيش بكل لحظة وهم تمني المحاولة دون أن اعرف نتائجها
استجمع الزوج سنين عمره معاندا انحطاط عزيمته وكأنه يرمي عن كتفيه ثقل سنين طوال شاخت على ظهره....
وعلى نغمات ام كلثوم ترامت خطواته البائسة للاقتراب من زوجته
وبهدوء تام لم تلحظه زوجته جلس بجانبها وامسك بكرة الصوف وقال لها مبتسما والخوف قد غزاه:
هل تودين أن أساعدك
ولكن الكلمات تكسرت على شفتيه
وانسابت جميع الحروف من بين يديه
ولم يعد بمقدوره سوى المكوث صامتا واللعب بكرة الصوف
وكأنه لم يكن في نيته سوى أن يرمي الكرة من يديه إلى ملعب زوجته
لتقرر هي الخطوة القادمة

فهي صاحبة الإقدام بأي خطوة في هذا المنزل
ولم يعد يجيد هو سوى الانتظار بصمت

انتظر وكأن الثواني تمر بأعوام
لكن نظرة زوجته وابتسامتها أعادت نور الشمس إلى زاويته المعتمة ....فأنارت شعاع الأمل على شفتيه واقترب منها قليلا ليهمس لها بأنه مازال يذكر عيد زواجهما ....
ولكن نظرة الاستغراب التي نثرتها زوجته إعادته إلى عالمه الصامت .....
لكنه لم يستسلم فطلب منها أن ترتدي أروع مالديها ليختصر ثلاثين عاما بهذا اليوم
ولم تعارض الزوجة وبينما مل الانتظار منه فاجأته زوجته بإطلالتها
وكأنه يراها لأول مرة في حياته
فامسك بيديها الناعمتين وبكل خطوة كانا يسرقا من الزمن سنين وسنين .....
ووسط الطريق انسحبت يده من يديها
وتسارعت خطواته متجاهلة شيب شعره
واقترب من سور احد المنازل ليقطف وردة حمراء طال انتظارها له
وعاد ليزرع تلك الوردة في بساتين يديها
لترميه نظرتها المصدومة في بساتين بسمتها البريئة
لدرجة انه ظن أن زوجته لم تكمل الخامسة عشر من عمرها
وذاك البريق الذي ومض في عينيها انتشله من هذا الكون ليأسره في عالمها....
فتاه بين يديها
اهو حب جديد أم عشق تأخر كثيرا
لا ادري
غرقت همساته بين أمواج البحر
ولوهلة خجل البحر من رقة مشاعرهما
ونساهم الكون فنسيا الزمن والوقت
وبعد أن غرقت الشمس لأول مرة في بحر عينيهما
غرقت الزوجة بين أحضان زوجها لتغفى على همساته
وقبل أن تسرقها أحلامها همست في أذنه
احبك
ثم غرقت في بحر أحلامها وقد رسمت على شفتيها ابتسامة ناعمة
أضاعت الزوج هذه الكلمة وتلك الابتسامة الشفافة وشردته أفكاره
هل من المعقول أن يكون ثمن هذه الكلمة وردة صغيرة !
وثمن هذه الابتسامة همسة على شاطئ البحر!
لم أكن ادري أن سعادتي وسعادة زوجتي سهلة المنال لتك الدرجة .....
وتلك الأميال الشاسعة التي كانت تبعدني عنها أعبرها بخطوة وهمسة واحدة؟.....
لم أكن أؤمن أن الزوجة والأطفال يحتاجون أشياء أخرى سوى المال
شتته كثيرا أفكاره ولكن عندما استيقظ منها ادر كان زوجته قد فارقت الحياة بهدوء تام ومازالت ابتسامتها مرسومة على شفتيها
لقد كانت آخر كلمة همسة بها هي احبك
نعم لقد تأخر كثيرا ليخطو تلك الخطوة الصعبة السهلة نحو زوجته....
ولكنه استطاع أن يلبسها تاج الأميرة في آخر ليلة لها بين يديه وقبل أن تعيده إلى عالمه
ولكن هذه المرة رسمت له الخطوة الأولى إلى عالم يجمعه بأولاده
وشكرا


 



لا ادري وكان هذا الطقس يقودني إلى تلك الزاوية المهجورة
انه يقودني إلى حيث الظل ويحتجزني هناك
مازلنا في آخر الصيف ....لكن السماء تعلن تنحي الصيف عم مدينتنا ....حتى البحر على نافذتي ثار وتضاربت أمواجه وتهجم وجهه وكأنه مثلي يرفض قدوم الشتاء
لا اعلم لماذا يربطون دوما بين الشتاء ونهاية العمر....
ربما لأنني لم اعد أتقن في هذه الحياة سوى أن ارتمي في زاويتي المهجورة وحيدا ....ألاعب خصلات شعري الشائبة تارة وأطقطق أصابع يدي تارة أخرى
وكأنني أعلن التمرد على هذا الصمت الرهيب بأي صوت أقوم به ....فقط لأثبت وجودي .....
لكنها لم تكترث أبدا ...ومازالت تنسج الصوف شاردة
ومازلت أنا القابع أمامها بلا حراك كأي قطعة من أثاث منزلها أعاند التثاؤب والخمول الرهيب والنظر إليها كأنني انظر للوحة لموناليزا فانسي الوقت وينساني أمامها
وكأنها تبدو إليها أنها تنتقم مني ا وان تثار لأيامها لشبابها لعمرها معي
انه عيد زواجنا الثلاثون
كم أود أن اقتحم عالمها وأقول لها أنني ما زلت اذكر هذا اليوم بأدق التفاصيل
ولكن الخجل يمنعني .....ربما كبريائي يمنعني......
لقد نسيت هذا اليوم تسعة وعشرون عاما......
فكيف أطالبها اليوم بتذكره
وهي من ناشدتني طويلا أن أحاول تذكره لومضة فقط
ربما لم تنساه يوما
ربما هي الآن شاردة بذلك اليوم
لم أكن يوما القدوة المثلى لأي زوج
ولم أكن يوما ذلك الفارس الذي تحلم به أي امرأة
لقد أهملتها كثيرا وغبت عنها طيلة حياتنا الزوجية
والآن.........اشعر وكأنني غريب في منزلي
أو كأنني قطعة أثاث قديمة مر عليها الزمن وتكاثر الغبار فوقها لاقيمة ولا ضرر منها
كم تبدو الآن هادئة وهي تحيك الصوف لحفيدها القادم
لم اعرف يوما أولادي ......ولم افرح يوما بهم
فكيف امثل دور الفرح بقدوم حفيدي الأول لا ادري
بدأت الآن أدرك كم أنا غريب عن أولادي أيضا
حتى أنني لا اعرف أي شيء عن طموحهم ...ذوقهم
ماهي شخصيتهم......أغانيهم وأفلامهم المفضلة ...
كيف يفرحون ....وماذا يفعلون عند غضبهم
ماهي تلك الألفاظ والمسميات التي يتبادلونها مع والدتهم
وكأنها لغة خاصة غريبة عني أو ربما وكأنني القادم من كوكب آخر......
لا أجيد سوى التحديق في عيونهم وشفاههم التي تضحك حينا وتغضب حينا ......يتخيل لي أحيانا أنهم يتهامسون علي بلغتهم الخاصة .....
حتى إنني لا ادري كيف اكتسبوا تلك الأسماء
فانا لم أشارك زوجتي فرحتها بأول خطوة يخطون بها
ولم أرهم يوما بثياب المدرسة
ولم افرح معهم بسقوط أول سن من أسنانهم
ولم أتفاخر بأول حب يخفق له قلبهم
ولم استمتع لحظة بمراحل مراهقتهم ولم الحظ متى خط شاربهم لأول مرة
ترى كيف استطاعت أمهم متابعة انتقالهم من عالم الطفولة ليضحوا شبابا في عالم الرجولة
وكم كانت تفتقدني لأكون الأب الذي يرشد أبناءه بتلك المرحلة.....لقد كانت لهم الأم والأب
وكانت وراء كل خطوة يخطونها في هذه الحياة وأورثتهم شخصيتها القوية المنضبطة الهادئة ......وخجلها الشديد.....
وطيبة قلبها .....وحضورها المميز....مما جعهلم مميزون
وجعلني الغريب النادم على تلك اللحظات المتراكمة لأعبر السنين ...هل كنت وقتها أب أناني فعلا
أم أنني لم أجيد سوى الهروب والاختفاء وراء تلك الخيوط الضائعة خلف متاهات الغربة
ومهما جاهدت نفسي فانا لا أتذكر سوى عودتي من السفر والاختباء بغرفتي .....
كمشاهد سلبي يجلس أخر صف من صفوف المسرح لايعرف حتى ماهو عنوان المسرحية
وكلما حاول أبنائي إدخالي عالمهم وإبلاغي بتلك الرغبات الكثيرة التي لاحدود لها
كنت أرسلهم بغضب إلى زوجتي ....فهي المسؤولة الأولى والأخيرة في إدارة هذه الشركة الخاصة الغائب مديرها دوما
ولطالما أجادة هي دور القائدة والمسؤولة
ذلك الدور الذي احسدها عليه الآن
الم أكن وقتها نصيرا للمرأة ....وامنحها حقها بالمساواة وأكثر من المساواة.... الم يكن هو مطلب كل امرأة في هذا الكون....آم أنها مجرد شعارات وكلمات على يافطات في مهب الريح
وأكثر ما يغيظني هو ذلك الوميض الذي يشرق في أعينهم كلما دخلوا بحديث خاص بينهم مستخدمين تلك اللغة الخاصة وكأنهم بكل لحظة يعلنون لها الولاء والامتنان والشكر
أما أنا فإنني أتجنب حتى إسقاط نظري في أعينهم
أو التدخل بأي حديث خاص بينهم قد يقودني إلى هزيمة نكراء منهم
فانا أدرك تماما أن لااحد في هذا المنزل يشعر بالولاء والامتنان لي وإنني أنا من احتجز نفسه في تلك الزاوية المهجورة من حياتهم
ترى هل استطيع اليوم أن أعيد ترتيب أوراقي من جديد وتقديم طلب حضور في هذا المنزل
هل استطيع أن أتمرد على ذلك لركن المهجور والتبعثر في أرجاء حياتهم
هل استطيع أن أتناسى شيبي ووقاري والمكوث من جديد في مقاعد مدرستهم لاتهجىء من جديد تلك اللغة الخاصة التي يتكلمون بها
وهل ستسمح لي زوجتي باقتحام عالمها من جديد بعد ان أنكرته ثلاثون عاما........

يتبع باذن الله

 

بقلم :مرمر


جاءني مبتسما!!!

وخلف أكتاف البسمة انفجار

يلهث النبض في دمه

رداءه الصمت

تلتحفه الأسرار

توهج الألق

في شرايينه الملغمة

انتحار

ناحت دموعه شهدا

أمر من العُقار

ياطفلتي قالها......

ولف الحلم بعين الانتظار

وشيب أعلى الرأس

يعلن فصلا من عمر الأشجار

أورثني حبك مولاتي

ملامح تغمر الأوجاع

تسكب فوق الثلج نار

أضاعتني غربتي عنك
ِ
حتى انهد براسي النهار

يا طفلتي مازلت ِفي قلبي

نور........ ونار

وطيفك يئن شوق الديار
 
أورثتني شيب
وسط عصف وتيار

مازلت على الشيب صغيرا

ياطفلتي

وكلي أمل........وحب

وانتظار

وكعصفور هوايته

لعبة الأخطار

حملت في العينين

تاريخ انتصار
 
يا سيدي

في وجه الهزيمة
 

يبدأ العاشقون المشوار

فيفوق العمر أشجانا

ويقتحم السنين الوجد باختصار
أتشتكيني شيباً أنار ليلك؟
والشيب يا سيدي وقار
 
يا سيد العاشقين
دعني أعطيك درس ابنة اسود

هويتهم للزمن انتصار

فالشراع العنيد

كي يخوض البحار

ماله من خيار

على جبين الشمس

ينقش القرار

وبحد القهر والصبر
يذبح الإعصار
وبنبوءته يتحدى التيار
إن أورثتك الشيب...

فما كان يوما الشيب عار
بما تجادل!!

وقد أورثتني ليل
 
إذا ما اشتد الشوق

في الأوصال
أضاء بطرف السواد نار

نزيف الشجن
يقطع أوردة

تفتك بها ريح الإعصار

على عهدي القديم لم أزل

ولسواك مولاي

شمسي لاتنار

ولغير بسمك

قلبي ماجن ولا ثار
 

لتنتهي الحياة إذاً

ولتفنى الأكوان
إن مرمرك بحبي كأس الأقدار

كن كما عهدتك

سيف يغتال عتمة يأسي كالإعصار

وكن بسمائي الشمس والنجم والأقمار
يا سيدي من ألقى بعيون محبوبته الإبحار

ماهمه الإعصار

ماهزه التيار

في شوقي أبكي.....


وأترف الحزن بصمت


يخترق الوريد......


فتميل في جراحي نار


تلهب صلاة العاشقين

تراتيل وقافية .....ونشيد


أين أنااليوم منك....

وحيرتي تترصدني بالوعيد


وتتوه على شفتي نسغ المواعيد

 

وغصة الالام ترتدي عمري الجديد
تنهار احلامي في ضلوعي


جثة


من زمن العشق البعيد


دعني أنهل من دموع الحرف


مراثي

 

فالحب طفلي

وأنا ام الشهيد


كان طفلي


يرفرف بأحلامي كالطير الوليد


يبرق كوميض نشوة

بلاعناقيد

واليوم بقصيدتي ارثوك حبي

بكأس مترعة


وأعصاب من جليد

 

ولهيب الصمت يخترق صوتي

يذيب الجليد


وبحرف مني أشيع جثمان عشق


بلا ظل رقيد


طعنوه وليتهم يدرون

صرخة الثكلى


على البكر الوليد


تتوارى خلف عيونهم


وتمسح الوجه بجمر من جليد


تسائلهم


كيف اورثتموني خنجر


يبكي بأحداق العيد


وكيف ألملم بيوم واحد


احلام عمر


وأمضي من جديد


خذوا ما شئتم مني


لكن روحي لن أستعيد


مولاي اجرني


وفك رصد سهم


بقلبي لا يحيد

وتهجني حروف

فأنا بلغتي لم أعد أجيد


فسوق عكاظ جددوه


وأفتتحوا عصر العبيد


عصر مزجوا فيه الأسى

بالحرمان


أسواره الوعيد


لنبتسم موتا


فنحن سيدي في زمن


فريد


يالائمي في عشقه لاتلم


صرح العشق بالفؤاد جسور


والجفا ياسيدي في ميثاق العاشقين حرام


كيف الوصال ياسيدي


وأنت البحر والزورق والمرام


في حقيبتي أربعة فصول


وبعينيك تتزاحم الفصول


شرقية أسطورتي


والأساطير تهفو كأسراب الحمام


لم أتعمد اسر العشق في سجل


واختصار الآهات في حروف


فلن تجدي ابتهالات الكلام


قد يكون في مهجتي حزن عتيق


وفي جفوني بؤس الكون


وانثر دمعي بحبر وأقلام


قد يكون زماني............


عشق ........وتيه........وأحرف


وحلم لا يضام


ومهدي ياسيدي........


غربة .......وحرمان ........


وأماني تحت عتبة السنين تنام


قد أتجرع البعد بكأس


فتطفح الثمالة .........كملامح تطفو ذبدا


باحرف قصيدتي


فاعبر العمر لمحرابك باقتحام


وأوقد نفسي قافية لتيار صمتك


وأضيء لغتي


وجراحي ترثي العشق على شواطئ الأوهام


فاختصر الكون برسمك


واتوه..........ويتوه وجهك مابين الزحام


كفاك ياسيدي عبثا........


شرقية أنا


ولنزواتك فعل السهام


بتواضع مني .....كللتك ملكا


ولمدينتي كنت الإمام


الغيرة ياسيدي قانوني


والوفاء سيد الأحكام


ياطفلي .......لاتلم


فالقضاء حق الملوك


وترهات النساء ساقتك قفص الاتهام


دفاعك ياسيدي اخرس


والحق عندي لايضام


ياحلم العمر


المن والسلوى من يديك أضعتها


وحكمك بحرف أبعثره


وأحلامك هباء وأضغاث أحلام


ياعصفوري ..........


حذاري من لبوة جرحت


قد تقرئك مفاهيم العشق والانتقام


وترتل لمسمعك ترانيم الآلام


وان لم أكن الكون


فحسبي


أني بوطن لايغدر بالعاشقين الحكام

تبعثر الليل في عينيك

تاهت البلاد والحدود


وجواز السفر لعينيك هجر الوجود


بدأ البحر يلملم شظايا الآهات


ليرتل سيمفونية الوداع


غرقت الشمس في صدري


وشاخ القمر على نافذتي


لم أكن ادري أنني لحظة أسكنت عيوني في عينيك


وتجرأت لرفع رمشي ليحتضن رمشيك


كانت لحظة الوداع


يوم ولدت نظرتنا الأولى


كان يوم الوداع


إنها سخرية الأقدار


يوم نفيت أعيننا خلق حدود السنين


وكان النجم موكبنا


وتاه الغيم خلفنا


يوم اجتزنا الأفق


يوم تاه كل شيء


ولم يبقى سوى عيني وعينيك


كانت نهاية الأحلام


والآن ..........أين أنت..........أين أنت


انتحر البحر على عتبات عمري


وهاجرت النوارس شاطئ الأحلام


وأضاع مركبي مرساه


وخطف الموج من بين يدي مجراه


وتلك البلاد


التي توجتني عليها ملكة وأميرة


مضغها الهلاك


تراتيلها الآهات


نهرها الدموع


ماتت فيها الآمال والأحلام


وأنا الملكة المعجونة من الأوهام والآلام


كيف أغرقت أوجاع حبك

 


في أعماقي المتجذر فيه الظلام


 
أنا وأنت شاطئان
 
 
 
على أفق الخيال ترتاح
لاشيء ينجينا من ألا انتماء
 

سوى أحرف تستباح

كأنبياء العشق نبشر بدين الحب

 
 
 
على ثغر الصباح
نلوذ بحبنا إلى سطور الهذيان

نرجئ مواسم الأفراح

 
 
نتسكع على دروب الجنون
نغتسل بأمطار الحنين
 
 

نتطهر باسم الجراح
 

ويبقى البعد سيد الفصول

وغيوم العشق

قمصان الرياح

 
 
كأعشاب الخريف نتثاءب
كسنديانة جذرها عمق البحر
 
 

مكسورة الجناح
 
لحدائق بابل قبلتها
أفق شرائعه طهر الأرواح

عبر أنفاق السنين تتوه

بين ظل طيف وأشباح

كخطيئة والحب مرشدها
تراتيلها أسراب نواح

لاتدري أين تبدأ خطوتها

أين تنتهي بداية الجراح

يالائمي في عشقه لاتلم

شمسي مشرقها شفتيه

لظلمتي المصباح

وقمري يسكب كل حين

كأس الهذيان في عينيه

إذا ما جن أو ارتاح

ورموشه سيف

يجترح شراييني

كعصافير الرياح

مطاردون والحب إثمنا

كنوارس صامتة
 
على خرائط الزمان

نشاطر المياه كالزبد

كل صباح

فاشتاق أن أتنفسك سيدي

يا زين الملاح

فأمزجك بكأسي

أفراح وأتراح

لنغرق بخمر الثغر

نفحة الأنفاس

أتشربك حد السكر

فأترع كأس الصبابة

كنبض يتوسد عصير الدفء

بلهيب الوجد يستعر

ليس سكر الوجد بسكر

بل طرف من حطب وزيت

ذواب الشرر

حسن يوسف بطرف العين قد اختصر

اتهجأ بسواد العين

ألف سماء

ألف أبجدية

وبسمرة الخد خلاص البشر

ملامح تتحدى ببحر الوصف قافية
 
يصمت لحسنك مولاي

جنون الوتر

لاتتعجب بأنك سر قصائدي

فانا عمر لولا وهج حبك

لأنكسر

قسما بعزته

من قال انك الكون

بهجته

قبلته

فقد أدرك الخبر