بحث
بحث متقدم
Category: نثر وخواطر

 

تروي فتاةابتسامات لكِ

 

 

 

 

 

في يوم خطوبتي ..في تلكَ الليلةِ

 

 

 

 

عندما طليتُ على الحضور ِ بالثوبِ الأسودِ

 

 

 

كنتُ أنا من اخترت..

 

ووضعتُ تلكَ الأصفاد في يدي

دبلة الخطوبة لبثتْ إصبعي

وذلكَ الرجلُ ..وقفَ يتصور معي

كل من في الحضور لم يرى تلك الفرحة

ترتسمُ على وجهي ومبسمي

غرني كلامه المزركش المزين

المغموس بالأكاذيبِ..ووجهه الطيبِ

وهكذا كانت طقوس خطوبتي

مضتْ بأيامٍ ..وشهور كالغيمةِ

نزلت الستارة وبان ما كان من الحقيقة

رجل طويل القامةِ

مغرور عديم الثقافةِ

يرى المرأة عبده له ُ ولأمثالهِ من كثيري العُقَدِ

لا رجلٌ يقفُ أمامي ..بل شبه رجلٍ

يحسدني على جماله من رأى ومن شهد

اخترته كسندٍ لي في الحياة

نحيا ونعيش ونبني عشنا الأبدي

لا لأُسّجن في قضبان ومباني

ولا ليقيد حريتي وأفكاري وكياني

احترمتكَ وقدرتكَ أمام كل الأصدقاء والأقارب

وأخذتُ على نفسي عاتق القهر ِوالسكوتِ

وسامحتكَ باستمراري

لكن يا سيدي ليس كل شيء يمر مرورا السلام

ولن أبقى مكبلة ومقيدة اللسانِ

سأصرخُ وأنادي وقيودي ودبلتي

كل شيء لك َ سأنزعهُ من حياتي

إلى محكمةِ الشرعي أقدمُ طلب حريتي

واسترداد كرامتي

فحررني منهُ أيها القاضي

ولا أريدُ منهُ أي مستحق ولا مهر لذاتي

كان ذنبي أني اخترتُ وقررت

وبنفسي خطوط الحياة وضعت وقدمتهُ لوالدي

لم أكن أعلمُ أن خبرتي في الحياةِ بسيطة

وأن فعلا  للناس أوجه عديدة

فأنا ياسيدي القاضي

قررت عيش حياتي رغم كل الضغوطاتِ

لكن الظلم صعب والاستبداد

والعيش مع شخص مريض المعتقدات

لا المال ولا الجاه ولا القصور

يعوض عن شيء اسمهُ كرامتي

فلستُ بالأنثى الضعيفة مكسورة الجناحِ

ولا أنا بالمتمردة على من سأعيش معهُ حياتي

لكن الاحترام وحسن التقدير من أجمل صفاتي

ولستُ أمدح نفسي أيها القاضي

أنا فتاة حرة تربيت على العادات

أرى الناس بكل المستويات ولا أتعالى بالتصرفات

هذا ما لا يطيق هو ويغار من مدح يوجه لي

أمام عائلته والأصدقاء

فأرجوك أيها القاضي حرر يداي

واحذف تلك الصفحة السوداءِ

ليس من الحكمة أن يبقى الشخص في نفس الحفرة

يعاني لمجرد الارتباطِ

فلا أهوى الزواج لمجرد الزواجِ

ولا ارتداء الجواهر والألماسِ

ولا المال  والثوب الأبيض يغريني

ولا العيش في بيت من القرميد

حياة البساطة تهويني

وكلمة  حبٍ تفرحني وصعوبات العيش تنسيني

فلن أرضى بهذا الزواج

لمجرد أن عمري أصبح في الخامس والعشرين

إنها مسؤولية وخطة مستقبلية

لأسرة بأولاد وأحفاد صغار

بالرقي نرقى وباحترامٍ متبادل لكلا الطرفانِ

تبنى السعادة رغم ما نعاني

أطفالنا على المحبة ننشئهم

لا على الكذب والصراخِ  وقلة الاحترامِ

فهذه هي قصتي يا سيدي القاضي

ميزان عدلك أنصف ..وبقرارك نادي

أطلق جناحي للريح ِ

للشمس المشرقةِ للزهور في الوادي

أرني الضوء وأنعش فؤادي

أوقف سيول أدمعي المتساقطة على الوسادة

يعُّيرني بمرور الوقت والعمر

وكأنه أكرمُ ممن جمع بيننا وعقد العقادِ

فكل كأس بما فيه ينضح

وذلك الرجل نضح بما فيه وأكثر زيادة

أنا لي رب ولا أخاف من قرار اتخذته بإرادتي

فالحمد لله على ما ابتلاني

بالصبر والحكمة أتعدى محنتي

ها هي حريتي أصبحت بيدي

وأطلقت العنان لجناحي وعصفوري ليغردِ

                    

 

                ابتسامات لكِ       ابتسامات لكِ             ابتسامات لكِ             ابتسامات لكِ       ابتسامات لكِ                   

Delicious Digg Facebook Fark MySpace