بحث
بحث متقدم
Category: بقلمي

 

مجموعة خواطر تحمل بين طياتها حياة غادرتني وامل انسحق لقد اثقلتني آلامي وتفجرت لتخلل قلب منهك وتقويه على نفسه لتخرجه إلى النور لتسطر واقع جديد يكون الفرح حجر أساسه .....

 

خطوات ...

 

تجولت ببصري وأنا أتحرك واثق الخُطى داخل قاعة المحكمة المكتظة بمن يراقب حركاتي ويتتبع أفعالي ، وأنا أطلب البدء بمحاكمة نزيهة والانتهاء من هذا الوضع الجنوني الذي لازمني لسنين طويلة .

توقفت فجأة ووجهت رأسي نحو القاضي أعلن بداية المرافعة، أرغب بشدة أن أدلو بدلوي وأستريح ... لأشرح ألف سبب وسبب لا سبباً واحداً لابتعد عنك ، ورغم اختناق الكلمات بحنجرتي ... بدأت ....

" سيدي القاضي ... حضرات المستشارين ... السادة الحضور  ... بدايةً لا يسعني إلا أن أضع بين أيديكم الحقائق التالية ... "

نعم لقد طال الحديث هناك ...  لطالما كنت قليل الكلام ... لا أتذمر ... بات الوضع مختلفاً الآن، تحركت من مكاني لأعطي بعض الانفعال لكلماتي ... كانت بضع خطوات في أرجاء القاعة مع كثير من الكلام ...

مرّت أكثر من ساعة ... ولسان حالي لا ينفك يخرج سبباً وراء سبب لأضع حداً لحياتي السابقة ، لم أترك أي سبب لتدافعي به عن نفسك .

تأملت القاعة بسموّ بالغ ورأيت أكثر من مئة عين تراقبني ... لم أهتم إلا بإحدى تلك العيون التي بقيت ثابتة باتجاهي وتتحرك نحوي كلما خطوت .. شعرت بها وكأنها تنتقم مني رغم الدمع المعقود بداخلها .

نعم كانت عيناك ... لمحت بداخلها معاني جديدة .. أن لا تتركني وحيدة ..

لقد انتهت تلك الأيام معك وأنا اليوم أقرر الفصل الأخير من حياتي معك ... قررت الرحيل .... نعم قررت .. وأنا أعلن ذلك أمام الملأ ولست خائفاً ... نعم لست ضائعاً ...فاليوم انقلب الميزان وأصبحت أنا القوي وأنت الضعيف .

أصبت لقد كنت قاسياً بطريقتي ولكنني آثرت الابتعاد على الانتقام ... أرجو أن تدركي معنى ذلك ، والآن أرجو أن تدعيني أكمل ما بدأت فهذه المحاكمة كانت لي وسأكملها وأنهيها  ...

" هكذا فقط لأصبح حراً من جديد ، بعيداً عن أي شيء يقيّدني حتى ولو كان أنت "

وهكذا كانت خاتمة مرافعتي ...

أدرت وجهي اتجاه الباب وخطوت خطوات معدودة كانت كافية لتجعلني خارج قاعة المحكمة معلناً القاضي تحقيق هدفي .

Delicious Digg Facebook Fark MySpace