بحث
بحث متقدم
Category: رواية

 

وما ساعده على رسم الابتسامة  روئيته  للمطر ، ارتدى المعطف المفضل لديه والذي لايرتديه إلا من فاق عمرهم الستين عاماً أو أكثر وهم ذاتهم الذين يشعرون بأن كلمة مثقف مرتبطة بهذا المعطف وبتلك القبعة التي لا تغطي سوى مكان شعر الرأس الذي أسقطته ثقافتهم .
ولف حول عنقه شالاً أسوداً لا يمنع البرد إنما يمكن أن يزيد من أناقته
أغلق الباب دون أن يغلق تفكيره وهذيانه ، ذاهب ٌ لحضور عيد ميلاد وهيئته أقرب إلى شخص ذاهب لحضور مراسم دفن .
لم ينسى عادته الدائمة في شراء الجرائد ، يقرأ فيها آخر التطورات التي طرأت على برجه الفلكي وكي لايذهب ثمنها من أجل الأبراج فقط يمسك قلمه ويشل تفكيره بحل كلماتها المتقاطعة كحياته المتقطعة وبعدها يصبح دور الأخبار القاتمة التي لا يتغير فيها سوى أعداد الشهداء والمهجرين والأراضي الجديدة التي تحتل ،
دخل إليهم كانوا ملتفين حول ثلاث طاولات في ذلك المقصف الذي يجمعهم كل يوم
ألقى عليهم تحية أخفى خلالها الفترة التي غابها عنهم... لكن نظراتهم نحوه جعلته يشعر بشفقتهم ...جلس وفتح جريدته عله يحيد نظرهم
-                       أتسمح أن تقرأ برجي
أنزل الجريدة التي غطت وجهه بهدوء وإستغراب   ،نظر إليها ... تذكرها جيداً ...هي ذاتها الفتاة التي سبق وجلست معهم مرتين، حين عرفتها عليهم سلوى 
كأنه غاب سنتين على الأقل ، ذاتها الفتاة كانت بالأمس صامتة .. تجلس وتراقب الجميع في حديثهم دون أن يكون لها أي تعليق أو كان الخجل يلون وجهها حين يوجه إليها سؤال جوابه كلمة أو حرفين
إنها روعة التي لو لم تخبره سلوى باسمها ما كان عرفه أيضا....اليوم أصبحت تهوى الحديث
Delicious Digg Facebook Fark MySpace