بحث
بحث متقدم
Category: رواية

 

هزّ رأسه بحركة بطيئة ...مدّ يده التي لم يشعر بدرجة حرارتها التي تشابه الثلج الى جيبه وأخرج ورقة صغيرة عليها رقم هاتفها واسمها ...صرخت عيناه لذلك الوجع ...ضمها إلى صدره... أراد أن يعانق كل رقم على حدة...ويقبل كل حرف على حدة...
أخذ يدمم تلك الأغنية رغم إرتجافه الدائم   من حالة الجو ... كان قلبه وعيناه وربما السماء أيضاً يشاركونه تلك الأغنية... مع أنه لم يغنيها لشعوره القومي ... إنما  لأنه مدين لها لكونها سبب معرفته الحقيقية  بها ...في ذلك اليوم الذي سبقه لقائين معها  في جامعته لم يعرف فيهما غير اسمها   غاب بعدهما فترة طويلة حين رشحت المسرحية التي يشارك فيها ممثلاً  وعاد خائباً لأن النتائج سبقت حتى إفتتاح المهرجان ،كان بيته ملجأه الوحيد ليجمع قواه من جديد ويثبت على إصرار المتابعة   واضعاً كرسيه أمام نافذة ينزل المطر عليها كشلال يواسيه ويزيد من إصراره ... وسجائر لم نتطفئ   أبداً تساعده في تفسير تلك الأمور كان أكثر ما يقلقه دخول الواسطات في ذلك الفن   وهو مقتنع بأن المسرح طاهر وأن هؤلاء الذين يدعون الإنتماء له مجرد غيمة ستمر رغما عنها ،
وفي ذلك الصباح فتح عينيه على صوت منبه طالماً كان متمنياً لو يستطيع الإستغناء عنه
نهض من نومه بتثاقل نظر بالمرآة إلى ذلك الوجه الذي يملأه اليأس ، رن هاتفه المحمول بعد أن قرر إشعاله أخيراً في وقت متأخر من الليلة الفائتة نظر للشاشة 
- صباح الخير
- أهلاً سلوى .. قالها وكأنه تلى جملة من عشر كلمات
- لو لم تجب على اتصالي كنا أتينا جميعا إليك لإحضارك
-الى أين
- اليوم عيد ميلاد فادي أنسيت
- أجاب بعد تفكير قليل (حسناً سأكون في تلك الحفلة)
- نحن مجتمعون في الكلية ما رأيك أن تأتي إلى هنا ونذهب جميعنا
-حسناً إلى اللقاء

نظر من جديد لتلك المرآة،حاول أن يرسم إبتسامة علها تقلل الإكتئاب الذي يسكن وجهه،

Delicious Digg Facebook Fark MySpace