بحث
بحث متقدم

إن تاريخ الانفجار في الأغلب كان قبل 15 مليار سنة تقريبا. وهذا هو الرأي المرجح حاليا ومن الأدلة المهمة على نظرية الانفجار الكبير هو وجود الإشعاع الكوني. فقد قال العلماء بأنه لو كان هناك مثل هذا الانفجار لكان من الضروري أن يخلف وراءه إشعاعا. وفعلا تم العثور على هذا الإشعاع عندما أرسلت مؤسسة "ناسا" الأمريكية لأبحاث الفضاء قمرا صناعيا لغرض التثبت من هذا الإشعاع عام 1989م وزودته بأحدث الأجهزة الحساسة. واحتاج هذا القمر الصناعي لثماني دقائق فقط للعثور على هذا الإشعاع وقياسه. نظرية «الانفجار الكبير» التي تستند إلى الحقيقة التي اكتشفها العلم، وهي حقيقة أن الكون يتوسع باستمرار وبسرعة كبيرة. فقال العلماء بأن مادة الكون كانت متركزة في السابق في نقطة واحدة حجمها صفر تقريباً، وأنها انفجرت ونشرت مادة الكون في كل اتجاه، وأن الكون بدأ يتوسع منذ ذلك التاريخ وحتى الآن. وأشرنا إلى الأهمية الفلسفية لهذه النظرية، فقلنا بأنها أنهت أسطورة أزليةِ المادة وأزلية الكون، وأثبتت أن الكون خلق في لحظة واحدة. وما دام هناك خلق فلا بد أن هناك خالقًا؛ لأن هذا الانفجار الهائل لم يكن كأي انفجار آخر؛ إذ كل انفجار يؤدي إلى الفوضى والتشتت والهدم. بينما أدى هذا الانفجار إلى تشكيل كون منظَّم غاية التنظيم إذ عمل على جمع المادة معا لتشكيل المجرات.من أهم أسرار هذا الانفجار الكبير هي السرعة الحرجة التي وُهبت لهذا التوسع الكوني عقب هذا الانفجار. وإلى هذا يشير العالم البريطاني المعروف "بول ديفز" عندما يقول: "لقد دلت الحسابات أن سرعة توسع الكون تسير في مجال حرج للغاية. فلو توسع الكون بشكل أبطأ بقليل جدا عن السرعة الحالية لتوجه إلى الانهيار الداخلي بسبب قوة الجاذبية. ولو كانت هذه السرعة أكثر بقليل عن السرعة الحالية لتناثرت مادة الكون وتشتت الكون. ولو كانت سرعة الانفجار تختلف عن السرعة الحالية بمقدار جزء من مليار × مليار جزء لكان هذا كافيا للإخلال بالتوازن الضروري. لذا فالانفجار الكبير ليس انفجارا اعتياديا، بل عملية محسوبة جيدا من جميع الأوجه وعملية منظمة جدا"أما العالم الفيزيائي المشهور "ستيفن هوفكن" فهو يتناول في كتابه "التاريخ المختصر للزمن" الدقة المذهلة الموجودة لسرعة توسع الكون في الثانية الأولى الحرجة من الانفجار الكبير فيقول: "إن سرعة توسع الكون سرعة حرجة جدا إلى درجة أنها لو كانت في الثانية الأولى من الانفجار أقل من جزء واحد من مليون × مليار جزء لانهار الكون حول نفسه قبل أن يصل إلى وضعه الحالي.   "والنتيجة الحتمية التي يصل إليها عالم الفلك الأمريكي "جورج كرنشتاين" في كتابه "الكون التكافلي" هي: "كلما دققنا الأدلة واجَهتنا على الدوام الحقيقة نفسها، وهي أن هناك قوة عاقلة فوق الطبيعة تدخلت في نشوء الكون((قَـالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي الله شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ))(إبراهيم: 10(  سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي اْلآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ))(فصلت:53). إذن فَيَدُ القدرة اللاَّنهائية والعلم المطلق الذي لا تحده حدود قد تجليا في هذا الخلق بشكل واضح أما النهاية الحتمية موت الكون :أن سرعة التوسع ستتباطأ تدريجيًّا بفعل قوة الجاذبية ثم تقف، وبعده سيبدأ الكون بالتراجع نحو الوراء، أي ستندفع المجرات وجميع الأجسام السماوية والفلكية الموجودة في الكون نحو المركز، وسيتقلص الكون وينكمش على نفسه بفعل قوة الجاذبية، حتى يرجع الكون كله ويتركز في نقطة واحدة صغيرة جدًّا قد تبلغ الصفر، أي يعود الكون إلى حالته الأولية. وهذا معناه طبعًا موت الكون وفناؤه قبل أن يصل إلى هذا الحد بوقت كبير.

Delicious Digg Facebook Fark MySpace