بحث
بحث متقدم
Category: رواية

 

سألها بحياد عن برجها
لكن هاتفها المحمول سبق إجابتها وذهبت  للرد بعيداً عن ضجيج المقصف وعيناه لم تفارقاها لم يشغله وقتها إلا الأغنية التي رن بها الهاتف ..عادت وإعتذرت منه عن ذلك الموقف ، هزّ برأسه مبتسماً نافياً أنها مشكلة ... جلست وبقي ينظر إليها يحاول أن يسألها لكن أحرفه تشابكت 
-                       ألن تقرأ لي برجي
شجعته كلماتها على تركيز سؤاله                                                              
-                       أتستمعين دائماً لمارسيل خليفة ، قالها و كأنه يهمس في إحساسها الذي جذبه
-                       قالت : أستمع دائماً لحزن الوطن رغم ألمه
هرب من صمته لينظر للمطر من النافذة التي إلتصقت بها شجرة زيزفون راقب أوراقها التي تستقبل المطر لتُسقِطها كما الدموع ،إذن للأشجار أرواح كما قال نزار قباني نعم ويمكن أن تبكي على الوطن أكثر من بعض أبنائه
تأهب الكل للذهاب لمكان الحفل .. خرج معهم ...وهو يفكر في وطنه الذي يحبه أكثر من نفسه وهذا أصغر الإيمان ،هو منذ سبع سنين يلقي من خشبته الروحية رسالة مملوئة بأوجاع الوطن لكن الوطن خذله فأدخل بأكاديمية مسرحه من ليس لهم أي شأن بالمسرح وجعله وحيداً مهما كان شأنه يسمونه( هاوي مسرح).
جلس بينهم كي لا يبين تلك الوحدة التي تلازمه لأحد وعلى عكس الجميع طلب فنجان قهوة بدل  من الويسكي  ،
أغلبهم غادر الطاولة للرقص ... وحدها هي كانت مستقبل شاطئ ينشله من بحر الألم سيرسوا عليه قريبا ،ً جلست أمامه...نظرت في عينيه تريد أن تقرأ ما فيها  
-                         لماذا تترك للحزن مجالاً لإبعادك عن الفرح ، إنتظرت منه الإجابة وأكملت دون أن يجيب :صحيح أني لم أعرفك لمدة طويلة لكني أستطيع قرائتك أكثر من كل الموجودين ...ابتسمت لعينيه ومدت له يدها تطلبه للرقص ، كان مبهوراً بما يجري أمامه .. أخذ فترة من الإستيعاب ...ردّ لها الابتسامة واستقبل يدها ..
Delicious Digg Facebook Fark MySpace