بحث
بحث متقدم

 

كان بالكوفةفتى جميل الوجه شديد التعبد
والاجتهادفنزل في جوار قوم ، فنظر إلى
فتاة منهم جميلة فهواها وهام بها عقله
،
ونزل بالفتاةما نزل به فأرسل يخطبها
من أبيها،فأخبره أبوها أنها مسماة لابن
عم لها ،فلما اشتد عليهما ما يقاسيانه
من ألم الهوى أرسلت إليه الفتاة
: قد بلغني شدة محبتك لي وقد اشتد بلائي بك
، فإن شئت زرتك وإن شئت سهَّلت لك أن
تأتيني إلىمنزلي، فقال لرسولها: ولا واحدة
من هاتين الخلتين، "إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ
رَبِّيعَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" (الأنعام: آية 15)،
أخاف نارا لايخبو سعيرها ولا يخمد لهيبها
... فلماأبلغها الرسول قوله قالت : وأراه
مع هذا يخافالله؟ والله ما أحد أحق بهذا من أحد
أيبالعبودية لله والخوف منه سبحانه
وإن العبادفيه لمشتركون .. ثم انخلعت من
الدنيا وألقتعلائقها - أي ما يجعلها تتعلق
بالدنيا منمال وغيره - خلف ظهرها، وجعلت
تتعبد وهي معذلك تذوب وتنحل حبا للفتى
وشوقا إليه حتى ماتت من ذلك، فكان الفتى
يأتي قبرهافيبكي عنده ويدعو لها، فغلبته
عينه ذات يومعلى قبرها فرآها في منامه في أحسن
منظر ..
فقال : كيفأنت؟ وما لقيت بعدي؟
قالت : نعمالمحبة
يا سؤليمحبتكم **** حب يقود إلى خير وإحسان
فقال : علىذلك إلام صرت ؟
فقالت :
إلى نعيم وعيش لا زوال له **** في جنة الخلد ملك ليس بالفاني
فقال لها: اذكريني هناك فإني لست أنساك ...
فقالت : ولاأنا والله أنساك ، ولقد سألت
مولاي ومولاكأن يجمع بيننا، فأعني
على نفسك بالاجتهاد -أي في العبادة- فقال : متى أراك؟
فقالت: ستأتينا عن قريب فترانا، فلم يعش
الفتى بعدالرؤيا إلا سبع ليال حتى مات رحمه الله تعالى
 
أخوكم علي..
 
Delicious Digg Facebook Fark MySpace