مر شاعراً مؤمناً في مقبرة فرأى جداراً وقد كتب عليه

ماللحياة وراء الموت تجديد ... فلا يقوم من الأجداث ملحود

القبر أخر بيت للألى هلكوا ... والحس في الهالك الملحود مفقود

فكتب على نفس الجدار :1

لقد دفنوا في التراب البذور فلم تفن في لحدها الهامد

ولم تنطفىء نارها في الحياة على طول مرقدها البارد

لقد نسجت للحياة بقاء وصاغت من الزهر أحلى حلاه

نما غصنها زاهراً واستعادت من الموت تجديد ذوق الحياة

سأل شاباً رجلاً عجوزاً أحنت الشيخوخة ظهره حتى صار كالوتر

بكم اشتريت هذه القوس ياعماه ؟ فقال العجوز : يابني هذه عطية

الزمن ينالها المرء مع الأيام دون ثمن

دخل أحد الصالحين مجلساً فوجد فيه أناساً يذكرون رجلاً

بسوء فنهاهم عنه فانتهوا وبعد قليل عادوا للخوض

في الحديث عنه بسوء فنسي الرجل الصالح نفسه وخاض معهم

فيه . فلما نام رآى في نومه وكأن طبقاً من الطعام

فيه لحم خنزير أسود يقدم له .وأحدهم يقول له

كُلِ .. فقال : لا أكل لحم خنزير

فقيل له : بلى .. أنت تأكل ماهو أخبث من لحم الخنزير

وقطع أحدهم قطعة من اللحم الأسود ووضعها في فم الرجل

الصالح وهو يقول : كُل فهذا لحم أخيك فلان

فلما استيقظ وجد طعم اللحم المنكر في فمه

فبكى الرجل واستغفر الله وذكر قوله تعالى :

( ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )

دخل مالك بن دينار وثابت البناني على المرأة الصالحة رابعة العدوية

فقالت لمالك : اخبرني لم تعبد ربك ؟

فقال : شوقاً إلى جنانه

فقالت لثابت : وانت لم تعبد ربك ؟

فقال : خوفاً من نيرانه

فقالت : أنت يامالك كأجير السوء لايعمل إلا طمعاً في الأجر والثواب

وأنت ياثابت كعبد السوء لا يعمل إلا خوفاً من الضرب والعقاب

فقالا : وانت يارابعة لم تعبدين ربك ؟

فقالت : أعبده لأنه رب يستحق العبادة

ثم نظرت الى السماء وقالت : إلهي إن كنت تعلم أني اعبدك طمعاً في جنتك فاحرمنيها .. وإن كنت تعلم أني أعبدك خوفاً من نارك فأذقنيها

وإن كنت تعلم أني أعبدك طمعاً في نظرة من جلال وجهك يوم لقاك فأنلنيها .. ثم افعل ما تشاء