أحياناً يكون السكوت خيراً من الكلام..
وكلنا يعلم هذه الحقيقة..
مع هذا لا نرى أنفسنا إلا وقد تورطنا بمواقف لا تُحمد عقباها نتيجة بعض كلمات نتفوه بها..
فالكلمة كالرصاصة إذا خرجت لا تعود، حتى وإن كانت مصوبة بشكل خطأ أو إلى غير هدف.. فالكلمة أو الرصاصة خرجت لتصيب (خطأ أو عمداً)..
وفي المقتل..

أيها الناس.. الكلام أمر عظيم.. لكننا لا نتقنه.
فالكلام فن.. والفن ليس أن تقدم الشيء الجميل فقط. بل هو أن تقدم أي شيء بقالب جميل.

سأحكي لكم حكاية حدثت فيما مضى من الزمان:

يُحكى أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة، وهم (عالم دين - وقاضي - وفيزيائي)

وعند لحظة الإعدام تقدّم (عالم الدين) أولاً: فوضعوا رأسه تحت المقصلة، وسألوه: (هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها؟)
فقال (عالم الدين): الله ...الله.. الله... هو من سينقذني.
وعند ذلك أنزلوا المقصلة، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين توقفت.
فتعجّب النّاس، وقالوا: أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال الله كلمته. فنجا عالم الدين.

وجاء دور القاضي فتقدم إلى المقصلة..
فسألوه: هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها؟
فقال: أنا لا أعرف الله كعالم الدين، ولكن أعرف عن العدالة أكثر.. فالعدالة.. العدالة.. العدالة هي التي سينقذني من ظلمكم.
ونزلت المقصلة على رأس القاضي، وعندما وصلت لرأسه توقفت..
فتعجّب النّاس، وقالوا: أطلقوا سراحه فهو قاض نزيه، وقد قالت العدالة كلمتها، فنجا القاضي..

وأخيرا جاء دور الفيزيائي..
فسألوه: هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها؟
فقال: أنا لا أعرف الله كعالم الدين، ولا أعرف العدالة كالقاضي، ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول. فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول، فأصلحوا العقدة وانزلوها على رأس الفيزيائي فقطع رأسه.
..............................

هلا اسقطنا هذا المثال على واقعنا العربي.. السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. فمن أراد أن يكشف عن عيباً في حلقة الفساد الكبيرة وآلية عملها.. (وكلنا يعلم بوجودها)
فهل يعتبر أحمقاً؟؟ أم يترك الناس في جهلهم..!!

_________________

_ _ _
يجب ان تعرف الحقيقة دائما وتقولها بعض المرات