بحث
بحث متقدم

 

تجربة مع الحق
عند المعرفة يغرّد اللسان بنغمات الحق، ويملأ المدى ألحانا ً وفرحا ً
وعند التغني بالحقيقة تختلف الآذان الصاغية لاختلاف الطبائع كاختلاف النغمات
 
لذلك تجد أربعة أنواع مختلفة في تلقي
أو سماع الجديد أو الحقيقة
 
المستكبر
وهو من يبدأ فورا ً بالمجادلة ونكران ما سمِعهُ منك، ويبدأ بإثبات وجهة نظره قبل أن يُكمل سماع الحقيقة، أو حتى يتأكد من ما تقول، وهو بذلك يريد إثبات وجهة نظره وبيان أنه على صح وأنت على خطأ بل أنك أيضا ً ضال ٌ عن الطريق وغُرر بك ( أي قد خدعوك )
 
المستهزئ
وهو من ينهي الحديث بعبارة خاصة به، مثلا ً: إنها الظروف، إنه ضيق الوقت....الخ
وهو بذلك يغلق الباب عليك كي لا تستمر بالحديث، فهو شخص لا يقبل الجديد أو يقبل النصيحة أو المعرفة، ولا يسمع سوى ما يثق به (من وجهة نظره)، أو ما يكتسبه بنفسه، فهو يخاف منك ولا يثق من غايتك
 
المٌجامل
وهو من يوافق فورا ً على ما تقول، بل ويزيد عليك بمعلومات أو بأمثال
تؤكد ما تقول، ويكون بالغالب لا يعلم شيئا ً من الحقيقة، ولا يعمل بأي شيء حقيقي
 
النرجسي
وهو من يستمع ويريد معرفة المزيد، فيسأل كيف وصلت المعلومات إليك وهو لم تصله بعد، فيكثر من أسئلته، وهو بذلك غايته امتلاك ما تمتلك من معلومات فقط، وليس العمل بها أو تطبيقها
 
الحقيقي
وهو النوع النادر، يكون حقيقيا ً بكل سؤال يسأله... وهنا نُميز بين:
 
الكسول
من يكتفي بما يسمعه ويراه، من معلومات أو تجارب أو قصص الكبار والحياة
 
المُتأني
من يعقد العزم على المعرفة عن طريق البحث الشخصي في الكتب المتخصصة، وغالبا ً ما يتعثر أو يتردد، وفي الغالب يأخذ وقتا ً طويلا ً
للوصول إلى الحقيقة وقد لا يصل أبدا ً، ويكتفي بالمعرفة، ولا يختبر ما عَرف، ذلك أن الكتاب يبقى نظريا ً بغياب التجربة الحقيقية.
 
العارف الحقيقي أو ( المُريد الصادق )
وهو من يُبعث أو يُخلق من جديد، فهو يؤمن بالطريق الصحيح للمعرفة
وتكون دائما ً في البحث عن الحقيقة عند مَن وصل إليها، سواء كان معلما ً
أو مرشد، أو مستنير، ممّن وصلوا للحقيقة بنفس الطريقة، فالحقيقة كالراية
البيضاء يسلمها المعلم للمريد فيصبح بالصدق والحب والإخلاص معلماً فيقوم
الأخير بتسليمها وهكذا
 
 
لذلك عند القراءة أيضا ً تختلف الغايات والأهداف:
 
هناك من يقرأ بقلبه: فلا يصدر الأحكام على ما يقرأ من جديد، بل يقبل المعرفة بكل محبه وتواضع
 
هناك من يقرأ بعقله: يبدأ على الفور بالمقارنة والجدل الذاتي وإصدار الأحكام، فيغلق بذلك الطريق أمام الحق والنور
 
 
هناك من يقرأ بذاته ( الذات الفردية ): غالبا ً ما يكون الغاية اكتساب
معلومات جديدة يكون الهدف منها إظهار صفه المثقف والمتعلم والمميز
أمام المجتمع والأصدقاء...
أو يكون الهدف ملء فراغ قسري، إما أثناء العمل أو في المقهى أو مكاتب الانتظار.....
وأكثرها تكون قراءة الجرائد خاصة ً في المنزل وبوجود الزوجة والهدف واضح.
 
***
Delicious Digg Facebook Fark MySpace