بحث
بحث متقدم

حج النبي - صلى الله عليه وسلم- بنسائه 

 
      كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كما أخبر ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )، وظهر ذلك جلياً في دعوتهم إلى الإسلام وحرصه - صلى الله عليه وسلم- على هدايتهم وتعليمهم أمور دينهم .
      ومن ذلك خروجه - صلى الله عليه وسلم- في السنة العاشرة من الهجرة النبوية للحج مع كثير من أهله وقرابته، وأخص منهم زوجاته وبناته ، حرصاً منه - عليه الصلاة والسلام-  على استكمالهم أركان الإسلام بأداء فريضة الحج ، مع ما يستدعي ذلك من قوة تحمل وصبر على مؤونتهن ، وقد كان منهن من كبُرت سنها وثقلت كسودة ، ومنهن المريضة إذ ذاك كأم سلمة ، ومنهن الصغيرات اللاتي قد يحضن ويؤخرنه عن الرجوع كعائشة، وصفية - رضي الله عنهن أجمعين- أضف إلى ذلك ضعف النساء عموماً ، وما يحتجنه من رعاية وحفظ.
[ فما رئي صبر كصبره ، ولا مَن هو أكثر احتمالاً لأهله منه ؛ إذ وجَّه وأرشد ، ورحم ورفق ، وأحسن وأنفق ، وراعى وواسى ، وفاكه ولاطف ، وصان الحقوق ، وشجع على الخير ، ودبّر شأنهم أحسن تدبير ، وقام بالأمر خير قيام ، كل ذلك بنفس منبسطة ، وصدر منشرح ، ودون أن يُسمع منه - صلى الله عليه وسلم- لفظ نابٍ ، أو يصدر منه منة ](1).
       وإليكم صور مضيئة من تلك الرحلة العظيمة رحلة حجة الوداع ، نستقي منها الدروس النافعة للبيوت السعيدة .
       من ذلك تعليمهم أحكام الحج كقوله - عليه الصلاة والسلام- في حديث أم سلمة - رضي الله عنها- أنها قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-يقول ( أهلوا يا آل محمد بعمرة في حج )(2)،وسيأتي مزيد بيان لذلك .
        ومنه ذبح الهدي عن زوجاته من غير أمرهن، فعن عائشة - رضي الله عنها- قالت : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لخمس بقين من ذي القعدة لا نُرى إلا الحج ، فلما دنونا من مكة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَن لم يكن معه هدي إذ طاف وسعى بين الصفا والمروة أن يحل ، قالت : فدُخل علينا يوم النحر بلحم بقر ، فقلت : ما هذا ؟ قال : نحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أزواجه )(3).
       فتأمل الحديث وقارنه بقول القائل لا تحج المرأة إلا من نفقتها، كما أن في حج النبي - صلى الله عليه وسلم- بنسائه وحرصه على إتمام نسكهن وأدائهن ما أوجب الله تعالى عليهن أسوة حسنة لمن كان يرجو الله والدار الآخرة.
                    
Delicious Digg Facebook Fark MySpace