بحث
بحث متقدم


مما ورد في كتاب "الأطفال المزعجون" للدكتور مصطفى أبو سعد "بتصرف":
 
العناد صفة إيجابية لدى الطفل، وحاجة يمر بها بعد وصوله السنة الثانية و الثالثة، والعناد هو اللغة التي يستعملها الطفل عاة للحصول على استقلاليته والانتقال من مرحلة الاعتماد الكلي على الأم إلى الاعتماد على الذات، وهو اختبار لقدرات الطفل يمارسه لاختبار إمكاناته الذاتية، وهو فرصة أمامه للاعتماد على نفسه.
غالباً ما يكون المعاند ذكياً ونشيطاّ وهذه علامة تكاد تعم المعاندين.
 
وغالباّ ما يجد عناداً و يصدم بعناد من أمه حرصاً عليه ويقف الطفل أمام خيارين:
1ـ الاستسلام وتقبل الوضع و الاستمرارية في حياة الدلال والاعتماد على الغير، وهذا الاختيار يعني ضعفاً في شخصيته و احتمال تعرضه لبعض الصفات السلبية من مثل الخجل ـ الجبن ـ الانطوائية ـ الهشاشة.
2ـ المقاومة والعناد والعدوانية وهي صفات في طياتها تحمل معاني قوة الشخصية وصفات القيادة والابداع.
 
أحياناً العناد تعبير عن قوة الشخصية التي يأخذها من الوالدة أو الوالد ولهذا أهنئ كل أم وأب له ابن عنيد وبارك الله له فيه.
 
يجب أن نتفهم أن العناد إيجابي وليس سلبياً فنرتاح نفسياً وبعدها نغير أساليب تعاملنا مع الطفل من خلال رؤية إيجابية تعترف له بحقه في المعارضة، جميل أن يعارض الابن فلا يتقبل كل شيء من والديه إلا إذا أقنعناه به، وقد لايقتنع.
إن الطفل الذي يعارضنا الآن سيعارض أي دعوى انحراف في المستقبل لأنه لا يتقبل و لاينقاد بل يقود.
استمرارية العناد لدى الأطفال ناتج عن قلق و تركيز الأهل على هذا السلوك فيدفع الطفل بذلك للعناد بقوة أكثر.
 
عشر خطوات لعلاج العناد:
1ـ غيروا قانون تركيزكم:
بدل التركيز على عناد الطفل انتبهوا للسلوكيات الإيجابية التي تصدر عنه وبالتالي اجعلوا قانون التركير لديكم متجهاً للسلوك الايجابي الذي ترضون به.
2ـ لا تحكموا:
لا تطلقوا أحكاماً على الطفل مثل عنيد، يفرض رأيه ... فإطلاق الأحكام يؤدي إلى الابتعاد عن لغة التواصل معه وبناء جداراً حاجزاً بينكم وبينه.
3ـ عبروا عن مشاعركم:
من يتمتع بقوة الشخصية لا يقبل فرض رأي عليه، غير أنه يلين ويهدأ لو استعملتم معه لغة المشاعر من خلال تعبيركم عن محبتكم له وشعوركم الايجابي تجاهه ورضاكم عن سلوكه واختياراته ... لذلك عبروا عن المحبة المتبادلة بينكما.
4ـ اهدأوا واطمئنوا:
القلق الزائد على مستقبل الطفل العنيد لا يساعد على حسن التعامل معه، لذلك تعلموا فن الهدوء و لا تنقلوا قلقكم لطفلكم ولا تحملوا همّاً للمستقبل فإن الإنسان قد يتغير في لحظة واحدة ... إذ النمو يعد نضجاً عقلياً وسلوكياً وليس طولاً فقط
5ـ غيروا حكمكم:
حكمكم سلبي تجاه سلوك طفلكم ... ما رأيكم أن سلوك طفلكم يعد سلوكاً يطمئن القلب و يبهج النفس ويريح الذات إذ طفل بهذه الصفة لا يخشى على سلوكه مستقبلاً، فهو لن يقبل سيجارة تهدى له في المستقبل .. ولن يقبل برأي يفرض عليه من زميل له.
6ـ العناد لا يكبر من نفسه ولكنه يتغذى من الخارج:
كلما عاند الأهل وقاوموا عناد الطفل كلما زاد الطفل عناداً، لذلك احرصوا على عدم المواجهة وتعلموا فن الانسحاب الإيجابي من معارك بسيطة كلامية قد تنشأ حول قضايا تافهة
7ـ ابتسموا:
العناد قد تطفئه ابتسامة جميلة منكم و تحوله لمشاعر إيجابية.. كما أن الابتسامة تعلمكم الهدوء والتحكم في سلوككم التربوي
8ـ حاوروا بهدف:
السلوك الذي تبتغونه لطفلكم قدموه له في جلسات حوارية هادئة، واجتنبوا قدر المستطاع توجيه الطفل أثناء الخلاف .. و انسحبوا وأجّلوا الحديث لحين هدوء العاصفة .. وقدموه بهدوء وبلا صراخ، فالنفس جبلت على تقبل الكلام الحسن واللطيف ورفض الشدة والخشونة
9ـ ارفعوا المعنويات:
رفع المعنويات أحد الوسائل المفيدة في تهدئة العناد والحد منها وهو يتم من خلال العديد من الأساليب التربوية منها المدح ومكافأة السلوك الإيجابي
10ـ حولوا العناد:
تعلموا فن تحويل هذا العناد لصفة ذاتية إيجابية تقوي قدرات الطفل وترعى طموحاته وتبني حوافزه الداخلية الإيجابية
 
Delicious Digg Facebook Fark MySpace