بحث
بحث متقدم
كانت الشمس قد بدأت بعزف آخر ألحان الحياة
واخذت تخط بأشعتها الذهبية آخر وصايا النهار
عندما رأيته هناك يمشي بخطا متمهلة
خطا انسان آلي
فاقد للوعي للزمان وللمكان
تائه لا يعرف من اين ابتدأ كيف وصل الى هنا
كيف سينتهي
انه لا يدري
 
احس بالأعاصير تعصف
سمع صوت عويل الرياح
ولكن كل ذلك كان يدور في رأسه هو فقط
امواج وامواج من الافكار تدور في رأسه
 أحس بالوحشة رغم انه كان في وسط الناس
في الحقيقة لم يكن هناك أناس انه لم يرهم في تلك اللحظة
اصواتهم
ابتلعها النسيان اشكالهم تبعثرت  في زوايا اللاوجود لم يبقى منها
سوى ملامح اطياف تتحرك تتراقص
اين اختف الكلمات اين ذهبت الحروف الاصوات
منذ قليل كانت اصوات الحياة تعبق في المكان
حتى دقات قلبه لم يعد يسمعها في الحقيقة انه لم يعد يشعر بها
مد يد مرتجفة يتحسس صدره
اراد ان يتأكد انه ما زال هناك
احس بشعور جليدي يجتاحه 
صقيع  يزحف عليه رويدا رويدا
تجمدت افكاره و مشاعره
كتلة من الثلج احتلت مكان قلبه
هنالك عند على احد صخور الشاطئ المنعزلة جلس
كان جسدا بلا روح
 انتزعت منه احلامه في لحظات
لم   يحتاج ضياعه في سديم الاماني إلا بضع كلمات
همستها ببطء وربما بكثير من التعثر والارتباك:
اقدارنا ارادتنا ان نمشي في طريق الفراق
اقدارنا لم تكتب لنا ان نكون معا
لم نكن لنبقى طيور العشق
مهما عاندنا المحتوم وصارعنا المكتوب واغمضنا العيون
كانت لا بد من ان تحين هذه اللحظة
وألم ساعة الآن افضل من قضاء العمر محترقا بنار الندم
احبك ولكن انا اضعف من اتحمل هذه التلاطمات
لأني احبك سأبتعد لأني احبك افضل الرحيل
لاني احبك سأبقى هنا لن ارافقك في رحلتك إلى المجهول 
لن تغامر لأجلي ايها الانسان
وانا لن اواجه تنين الزمان لقد
 رأيت نهاية قصتنا في احد الاساطير القديمة لم تكن هناك اقزام من حولنا كما يقولون
لم تأتي الجنية الطيبة كما اخبرونا عندما كنا صغارا
لم يكن هناك سوى انا وانت والغربان
لا تصدق ما قالو فهي ليست سوى حكايات اطفال جعلونا نصدقها
وحين حاولنا التسلل خلسة إلى حيث قالو وعاش الجميع بهناء إلى السعادة السرمدية التي حلمنا بها
اخبرونا ببساطة ما هذه السذاجة والعبثية
أتصدقون أن هذا حدث في قديم الزمان أو في أي مكان
إنها أساطير نسجتها مخيلات معذبين هربوا من واقع الحياة
انها مجرد اكاذيب قلناها نجمل بها جدران الحياة 
اخذ صدى كلماتها بالخفوت رويدا رويدا
 
كان لا يزال هائما في صحراء الضياع عندما لمح في الافق
وراء البحر شبح لجزيرة تمد ذراعيها
تناديه اندفع في االماء امتزجت قطراته المالحة بدموعه
ومضى 
ولكنه نسي ان ينظر خلفه
لو التفت للحظات لوجدها   مختبئة خلف احد الصخور ترقبه خلسة
تناديه بصمتها
تخفي   موتها خلف قناع من القسوة الهشة
كانت هناك حيث توقف الزمان تصلي ان يصل سلاما إلى جزيرته
بينما جلست مكانها بجمود احد تماثيل آلهة الإغريق تحدق فيه وهو يبتعد
 
Delicious Digg Facebook Fark MySpace