بحث
بحث متقدم

 

أخذت الستائر التي تغطي النافذة تتراقص مع أولى  نسمات الصباح الباردة , احس بالقشعريرة تجتاح جسده ازداد انكماشا وهو يحيط نفسه بالأغطية , كان يشعر
بالإرهاق  تنفس بعمق قبل أن يلقي نظرة حانقة على عقارب الساعة
يالها من ليلة مرهقة لم يغمض  له فيها جفن فما إن أوى إلى الفراش حتى بدأ ذلك الصوت يناديه ورغم أنه اعتاد على تجاهل هذا الصوت لسنوات طويلة إلا ان هذه المرة كانت مختلفة كان الصوت قويا
أمسك
رأسه بكلتا يديه  وكأنه يحاول  إيقاف ذلك الصوت
إنه يتذكر عندما سمعه للمرة الاولى كان في العاشرة من عمره حينما فتح الكتاب داخل قاعة الامتحان لقد
ارعبه الصوت حينها لدرجة انه اصبح يتنفس بصعوبة والعرق الغزير يتصبب من جبهته الطفولية وظن المدَرس حينها انه مريض
كانت تلك المرة الأولى التي سمع بها الصوت ولكنها لم تكن الاخيرة فهو يسمعه من حين إلى ’خر
نهض متثاقلا وقرر الذهاب إلى العمل مبكرا
دخل إلى مكتبه المتواضع كان عبارة عن غرفة صغيرة هجرتها الشمس ووجدت العناكب في زواياها ملجأ لها كانت الأوراق لا تزال  على المنضدة  كما تركها البارحة نظر إليها بفتور ثم تنهد لقد حسم امره ولن يوقّعها
فقد أدرك ان الصوت لن يتركه إن هو وقعها وهو يريد العيش بسلام لن يلوث سنوات طوال من الشرف والأمانة
عندما يأتي السيد البدين صاحب الاوراق سيعيدها له مع فنجان القهوة هز رأسه وهو يتمتم: فليلعنه الله هو وقهوته لن ابيع روحي مقابل حفنة نقود وعندما عاد إلى منزله ذلك المساء عاد إلى منزله مسرورا 
نام نوما عميق وملأ غطيطه السكون 
لقد تركه الصوت أخيرا
ولكن ماذا عنا أنا وأأنت؟؟؟؟؟؟ هل نستمع للنداء القادم من أعماقنا أم إننا تعلمنا خنقه حتى قتلناه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

Delicious Digg Facebook Fark MySpace