بحث
بحث متقدم

 في ليلة من الليالي الحزينة...........

وفي ركن من أركان غرفتي المظلمة......

أمسكت بقلمي لأخط همومي وأحزاني......

فإذا بقلمي يسقط من يدي ويهرب عني بعيدا.....

فسعيت له لأسترده فإذا به يهرب عني وعن أصابع يدي المرتجفة فتعجبت؟!

ألا يا قلمي المسكين اتهرب مني؟ أم من قدري الحزين؟؟

.....فأجابني بصوت يعلوه الحزن والأسى: آنستي

تعبت من كتابة المعاناة ومعانقة هموم الآخرين.....

فقلت له: يا قلمي الحزين انترك جراحنا وأحزاننا دون بوح بها؟

قال اذهبي وبوحي بها في أعماق قلبك لإنسان أعز لك من الروح بدلا من تعذيب نفسك وتعذيب من ليس له قلب ولا روح....

سألته:وإذا كانت هذه الجراح بسبب انسان هو أعز من الروح فلمن أبوح؟!

فتجهم قلمي وسقط بوجهه على ورقتي البيضاء......

وأخذته بيدي وتملكته وهو صامت....فاعتقدت انه قد استسلم لي وسيساعدني في كتابة خاطرتي .........فإذا بالحبر يخرج من قلمي متدفقا.....

فتعجبت؟!!!.

ونظرت إليه قائلة: ماذا تعني ؟!

فقال: آنستي .... أنا بلا قلب ولاروح أتريدين مني أن أخط أحزان قلبك ولا أبكي فؤادك المجروح؟ ؟؟

...........فتمسكت بقلمي وكتب ..مسكت قلمي لكتابة همومي فبكى القلم قبل أن تبكي عيوني!؟

*

 هاهي الساعات تتأرجح مع دقات الوقت الصاخبة........

وهاهو هنا يقرأ نهايته...على صفحة فنجان القهوة.....

ماباله يتشع بالسواد هكذا !!

يكتفني الغموض صاحبة الرأس المنبعج والحظ العاثر المنكود........

حتى جرذان الطاعون لا تأنس بوجوده الا بضع ساعات..!

قبل ان يكتمل القمر..!!!

حتى بابه يهمس بصمت كتلك الرقع التي تزين ثوبه...

وبضع اقداح يحتسي بها قهوته العقيمة!

!

لماذا يكتب لنفسه جنونا جديدا ؟ مع انه اعتاد على الموت!

حيث الانهاية الابدية...والنحس الباكي على اطراف ثوبه القذر!

هاهو يحرك رأسه بيأس ينطق عن يوم ملتهب.........

تمزق فيه الرياح اضواء القمر على صفحة ذلك الفنجان .....

فنجان الالم!!

هاهو ينع لنفسه بعداخياليا .....ذا هالات قائمة....يخبأها لآخر يوم ..؟

وهاهي عقارب الساعة تسبق الوقت ... محملة بفاجعة كبرى.....

ليته يتذكر البداية حيث الهدوء الذي ينطق بالبهجة ....

هكذا كان احساسه ساعة انقضاء الفرح.............

هاهو يحمل الامال الفاشلة عن مستقبل باهر !

تعجه صيحات غاضبة كفاك تمثيلا أيها البائس ..!

تتصاعد احاسيس غامرة عن انسان يموت كل شهر....بقلب ضعيف عانى سنين طوال يأكل أيامه القديمة بنهم !

ثم يرتدي ذلك الثوب البالي صاحب التاريخ الحافل !!

توقفت مياه الصنبور عندما عاهد نفسه على غسل وجهه الكدر في ذلك الحوض!

تساءل مع نفسه :

منذ متى لم أغسل وجهي..؟

أعتقد انني لم أغسله أيام يوليوس قيصر.....وغراميات ملوك انطونيو بل منذ أيام الالم الذي أصاب هاملت...

منذ كنت أنا عندمافقدت مركزي فأصبحت الافكار تؤرقني؟

إتكأ على أحد الكراسي الفاحمة قد حطمها الالم لم يرق له أن بيته اليائس من الحياة!

فلقد سئم صاحبه فتداعى كحطام أسود بددته شمس المغيب...أبدت النوافذ إبتسامة ذاهلة ....حائرة ...خائفة...ليتها تنفك من مكانها فيصيبها الصدأ!

حتى النوافذ لها أمراض تصيبها فتحلييها جثثا واهية...

يرغمها العض على الموت!

ثم أنظر إلى سقف البيت كيف بدأ يتقعقع... كالسيوف في الحرب تحرب من أيدي أصحابهاخوفا من الغرق.....

حتى اجمادات لها احساس بالخوف من الغناء..

فحتى الجماد يفنى&يبلى&يموت....

من قال ان ذلك السرير يتحمل الالم ...في ظلمات اللليل؟!

والناس رقود ينعمون ببعض الراحة حساب حياته!

بدأت الاشياء من حوله تتوسل وكانما قرابين تقدم نفسها طائعة على شرط أن يكون الموت سريعا ومحكما..

تلاشى الشؤم عندما انبلج القمر فالكل ينتظر النهاية!

إن لم يموتو اليوم فالخوف سيقتلهم ويحيلهم شتات يقتات من هم الاسى ...او أوجاعا تقص مضاجعهم..

تساقطت الاهداب طائعة بانتظار لحظة الموت...

وانكسبت الدموع كسيول المطر على صخرة جوفاء.....

حتى القمر يبدو حزينا هذا اليوم... فهو أيضا يخاف الموت!

ولا يدري انه موعد للموت!

موت هذا الرجل البائس...

الذي سئم كل شيء حتى نحسه مل من بروده واستسلامه....

فهو يتلذذ بعذاب الناس فيئر الشؤم والرعبفي القلوب الضعيفة...

يزدرد كأسه حانقا:فلتمت أيها الشقي!

لم يعلم النحس انه هو أيضا سيموت بموت صاحبه!؟؟؟

ماتت القلوب قبل موعدها!

بإحساس الخوف...

قبل بزوغ بدر كل شهر!؟

فهو موعد مترقب لإحتفال حافل مليء بالالم...

واحساس أخر بالموت............

 

 

 

*دينا دودي*

********************************

**********************************

*************
 

*********