نشر: 31/05/2010
-
تعليق/تعليقات 11
[ تعليق ]
-
[ ]
-
4 التصويتات
Category:
بخط قلمي
لقد وصلت بعد عناء شديد وقد عانيت من غبار السفر والترحال وكانت محطتي الأولى في البلدة الصغيرة
حانة موجودة على مدخل هذه البلدة الباردة كبرودة ليلة صحراويةفقد أعتدت أن أرتاد أول حانة في كل بلدة أصل أليها لكي أحتسي كوب من القهوة الساخنة التي كانت تسري في عروقيقد دخلت الحانة وأثار السفر والترحال ظاهرةً على ملامح وجهي المتعب المرهقفطلبت كوب من القهوة وأنتظرت بضع دقائق لكي تصلني القهوة محملة مع أجمل ما رأت عيني من نساء العالملقد رمقتني بنظرة شفقة لحالي هكذا أحسست في البداية ولكني لم أتخيل أن يقع نظر هذه الفتاة على رجل قد أرهقته الأيام واتعبه السفر وبدت عليه علامات الشيخوخة في بداية شبابه لما واجه من تعب وأرقفنجان القهوة يتطلب مني وقت قصير لكي أنهيه وأذهب للفندق لكي أنهي ما بدا عليً من تعب وإرهاق من السفر ولكن هذه المرة أستغرق مني سنين لكي ينفذ ويا ليته لم ينفذفي صباح اليوم التالي وبخطى مترددة ساقتني أقدامي لتلك الحانة المرمية على حافة الطريق دون أن يكترث الناس لما يوجد بداخلها من جمال فتانوصلت إلى تلك الحانة وقد ساقني تفكيري إلى أمور لم أعتد التفكير بهاوطلبت القهوة كــالمعتاد وقد وصلني طلبي بلمح البصر لم أصدق ما رأته عيناي بل ولم أستطيع قادر على التفكير بمجرد النظر في عينيهاأنهيت شرابي وذهبت كالهائم على وجهه لا يدري أين يذهب ولم أعد أطيق الأنتظار إلى اليوم التاليفنظراتها أخذت عقلي وكلامها سحر قلبي وكأنها كانت تكلمني من غير كلاموفي اليوم الثالث بل اليوم التاريخيوصلت إلى تلك الحانة التي ما زالت مرمية على حافة الطريق ولم أتخيل أنني سوف أجد مالم أتوقع مشاهدتهوجدت كوب القهوة ينتظرني على نفس المقعد الذي أجلس عليهلقد كانت تفوح رائحة عطرها من المنديل الورقي على طبق الفنجانوكأنما كانت واثقة من عودتيلم أشاء الرحيل عن هذه البلد الصغيرة رغم أني مكثت فيها أكثر من أي مكان قصدته فقد مضى على وجودي فيها ما يقارب الأسبوعوفي النهاية حاولت أن أتكلم أليها وقد كانت تراودني الشكوك أنها سوف تكون كأي فتاة جميلة صادفتها خلال ترحاليولكن عندما دار الحديث الأول بيني وبينها أيقنت أنها لا تشبه أي فتاة عرفتها وأنها ملاك من السماء بهيئة البشركان صوتها أرق من رقة الماء وأحلى من شهد العسال وأنفاسها تفوح منها رائحة المسكعادت الأيام بي إلى سنين مرة من حياتي بالترحال والسفر وقررت قرار أقرب إلى القرار النهائيأن أصبح فرداً من أفراد هذه البلدة وأن أستقر فيهاولكن حب السفر والترحال ما زال مسيطر على تفكيري فقد كنت أغيب تارة وأعود تارةً أخرى لما قد أصبح يشغل تفكيريولكن في أحدى المرات بعد مرور أقل من سنة كانت الصدمة التي دمرت حياتي وأنقلبت الطاولة على راسي وأصبح كل شيء في نظري لونه اسود كسواد الليل المظلم في غياب القمر عنهعدت إلى طاولتي هنا كانت الصدمةلقد أحضر لي فنجاني شخص أخر لم أعد أستطيع التفكير سوى بالسؤال عنها وعن أخبارها فأخبرني أنها فــارقت الحياةماذا ؟؟؟
فارقت الحياة ؟؟ّ!!!!يا ألهيلم أشاء تصديق ما سمعت بل رفضت رفضاً قاطعاً تصديق ما يقالوعدت في اليوم التالي وكالعادة أنتظرها أن تحضر لي فنجاني مع أبتسامتها الساحرةولكن دون فائدةمرت الأيام والشهور وأنا أنتظرها على الطاولة ذاتها في نفس الموعدولكنها لم تأتي إلى هذا اليوم وما زلت أنــتـظــــــــــــــــــر
|
|
|