بحث
بحث متقدم

ملاحظة: هذه التدوينة موجهة لمن يمتلك حسا فكاهيا ساخرا، اذا كنت تفتقد لهذا الحس فأنصحك أن لا تكمل القراءة!

لابد و أن نسلم أن عصر الحجاب الشرعي هو عصر يمر حاليا في طور الانقراض لدرجة باتت معها المرأة التي تخرج من بيتها وهي ملتزمة بلبس العباءة الفضفاضة والغطاء الساتر لا تبالغ في استخدام المساحيق و الألوان ومسايرة مظاهر الموضة تعد امرأة من عصر الدايناصورات

لذلك تكرار الحديث عن موضوع الحشمة وحث المرأة على الحجاب أظنه صار حديثا مملا ومكررا و النقاش فيه عادة لا يؤدي إلى نتيجة مرضية، فمن خلال نقاشاتي السابقة فعادة ما تلقى باللائمة في نهاية المطاف إلى الرجل سواء كان زوجا أو أبا أو أخا أو..حتى مفتيا!

و الأخير صار الشماعة الكبرى التي تستند عليها أغلب النساء المتبرجات خصوصا في ظل انتشار مفتي الفضائيات الذين يخرجون علينا كل يوم بفتاوي عجيبة وغريبة.

فتاوي من على وزن (لا بأس) على المرأة أن تضع مساحيق الزينة لإخفاء مظاهر التعب وإضفاء نضارة على الوجه..فإن الله جميل يحب الجمال.
و(بالإمكان) تضيق العباءة في منطقة الخصر.. والكتف..والصدر و الأرداف..و لكن بشرط أن لا يكون ذلك ملفتا!
و(يجوز) أيضا للمتحجبة لبس بنطال الجينز الضيق.. ماداما القميص ساترا و لا يشف..
(ولا حرج) من أن تستخدم المرأة قليلا من العطور عند ذهابها إلى مكان العمل…بشرط أن يكون جميع من حولها من الرجال مصابين بالزكام!
أما آخر فتوى “فضائية” قرأت عنها فهي فتوى تجيز لإحدى الممثلات المعتزلات وضع باروكة الشعر المستعار على رأسها بحجة أنه يحجب الشعر الأصلي!

للأسف هذه النوعية من الفتاوي حصرت معنى الحجاب والاحتشام بمجرد قطعة قماش صغيرة وظيفتها تغطية الشعر فقط وحجبها عن أعين الرجال وما عدى ذلك فهو “حلال” و”يجوز” و”لاحرج فيه

لابد أيضا أن نعترف بحقيقة أن الزي المحتشم في بعض المجتمعات الالتزام به لا يستند إلى ركيزة شرعية أو دافع داخلي لدى المرأة و إنما بدافع (العيب) المرتبط بالعادات والتقاليد، .

قلب أن أسترسل في حديثي يجب أن أوضح أنني لست من متبني فكر “قاسم أمين” الذي دعا إلى قبل عقود مضت إلى تحرير المرأة عبر كتابه الشهير، ولكن كنتيجة لهذه المعطيات الجديدة التي صار معها التبرج حقيقة لا مفر منها فأنا أدعو النساء المتبرجات إلى التبرج بل وأشد على أيديهن مادمن يرغبن بذلك و لكن بشرط وهو (أن يتبرجن باحتشام)!

فإذا كنت من النوع الذي لا يستطيع أن يخرج من البيت إلا وهي متعطرة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، فلا حاجة لاستخدام 3 أرباع قنينة العطر مرة واحدة، صدقيني رشات بسيطة تفي بالغرض ولها القدرة على أن جذب انتباه (فيلق) رجالي كامل!

أعلم أن الموضة الغالبة هذه الأيام هي في تضييق العباءات في كافة مناطق الجسم، إذا كنت مهووسة بهذه الموضة فبضع مليمترات زائدة هنا و هناك  ستخفف عنك قليلا من الذنوب علاوة على أنها ستعطيك مزيد من الأريحية في الحركة، ومن يوسع على نفسه يوسع الله عليه!

قبل أيام قمت بإعادة صبغ إحدى غرف المنزل بلون آخر، اختيار اللون استغرق مني بعض الوقت قبل أن أختار في النهاية لونا هادئا مريح للعينين بدلا من اللون السابق الذي كان فاقعا بعض الشيء، أظن لو كل متبرجة تريثت قليلا في اختيار الألوان وتعاملت مع وجهها بشيء من “الحنان” على اعتبار أن الناس من حولها سيرونه لفترة أطول من الوقت الذي استغرقته في تلوين وجهها لما احتاج كثير من الرجال إلى اللجوء إلى عمليات الليزك والإنترليزك لتصحيح النظر!

استرعى انتباهي خبر في الجريدة مفاده أن “فيكتوريا بيكهام” زوجة النجم الانجليزي الشهير “ديفيد بيكهام” قد تضطر إلى إجراء عملية جراحية إذا لم تتوقف عن لبس الأحذية ذات الكعوب العالية وذلك بعد اكتشف الأطباء التواء في عظام قدم فيكتوريا بسبب كثرة ارتداء هذه النوعية من الأحذية ، لذلك يا عزيزتي المتبرجة إذا أردتي أنت أيضا تجنب إجراء نفس العملية فعليك اتخاذ نفس الخطوة و إلا سنراك بعد فترة تمشين باستخدام العكازات!

تصغير حجم مشبك الشعر ، الامتناع عن مضغ العلكة (بمياعة)، التخفيف من كمية الشعر الظاهرة عدم استخدام ألوان ملفتة لحجاب الرأس، و غيرها الكثيرمن الأمور البسيطة التي لن يضر المتبرجة الأخذ بها بقدر ما سوف تساهم في التخفيف من معناة الرجال المتهمين دوما (بالبصبصة) و (طولة العين)!

Delicious Digg Facebook Fark MySpace