بحث
بحث متقدم

تحكي لي إحداهن عن صديقة لها تزوجت حديثا، دائما ما تتفاخر أمامها بأنها تقود زوجها وتمشيه “على المسطرة”، فهو لا يأكل إلا ما تختاره ولا يلبس إلا ما يعجبها هي قبل أن يعجبه، ولا يخرج لرؤية “ربعه” إلا بإذن منها كما يهرول عائدا إليها بمجرد “رنة” واحدة على موبايله، هي من حددت توقيت الحمل وموعد الولادة واسم المولود بعد أكثر من سنة على زواجهما، وذلك استنادا إلى نظام حياتي قائم على السيادة المطلقة لها، و”ياويله وسواد ليله” إن بدت منه أية بوادر للتمرد فمصيرها القمع بلا هوادة ولا رحمة!

وقصة أخرى عايشت وقائعها بنفسي لزوجة كانت مع زوجها في المطعم وكنت –لسوء حظي أجلس قبالتهما أنا وحرمي المصون ، الغريب هو أن الزوجة هي من تولت اختيار الوجبة التي سيتناولها الزوج، وهي من نادت على النادل وطلبت الطعام، وهي التي كانت “تلعلع” بصوتها طوال الوقت بالسواليف في حين كان الزوج يكتفي بالرد عليها بصوت أقرب إلى (همس العذارى)، وقد كاد المشهد أن يكتمل لو تولت الزوجة عملية دفع الحساب إلا أن الزوج انتفض أخيرا انتفاضة”رجولية” و أبى إلا أن يدفع الفاتورة!

يا ترى هل هذا هو النوعية من الرجال هي التي تعجبكم يا معشر النساء وترغبون بهم كأزواج مثاليين؟

وقبل أن أسترسل في حديثي فيجب علي أدلي باعتراف وهو أننا نحن الرجال قد نمر في مرحلة من التراخي والرغبة في التهرب من المسؤوليات تجاه عوائلنا، فمن منا لايحب الهدوء و”البال المرتاح” في ظل استعداد الشريك الآخرعلى القيام بجميع مهماتك وتحمل كافة مسؤولياتك الملقاة على عاتقك بكل رحابة صدر؟

ولكن هنا يأتي دور المرأة “فانتفاضة” صغيرة منها وتذكير للرجل “بأنوثتها” تكفي لاستثارة رجولته وكبريائه لاستعادة دوره القيادي في الأسرة والقيام بمسؤولياته، ولكن يبدو أن هناك من النساء من يستمتعن بحمل أثقال الرجل بل ويسعىين للاستيلاء عليها بشتى الوسائل والطرق قبل أن يبدين لاحقا شعورا مريرا بالندم على هذه الخطوة!

فأنا أبحث –وأظن غيري يشاركونني عملية البحث- عن المرأة البشوشة التي تهش عند مقدم زوجها وتشتاق له في غيابه، المرأة “الدلوعة” التي تتفنن في إغراق زوجها بكلمات الغزل والدلال، المرأة التي هي لزوجها بمثابة الصدر الحنون ولأبنائها الأم الرؤوم التي ترأف بحالهم وتسهر على راحتهم لا تلك التي ترمي بهم وسط الخادمات.

أبحث عن “ست البيت” الماهرة التي تدير بيتها بفن واقتدار وتحرص على نظافته وترتيبه، أبحث عن الطباخة المحترفة التي تجيد طهي الأكلات الشهية لا من يطهو لها.

أولا يقولون أن ” أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته” فأين المرأة اليوم عن هذا الـ “Short cut” إلى قلب الزوج الذي بات زبونا دئما لدى المطاعم والكافتيريات.

وأين نساء اليوم من تلك الصحابية الكريمة التي توفي ابنها الصغير فتصبرت وغسلته وكفنته ولم تشأ أن تخبر زوجها حتى ارتاح من السفر، فتزينت له وسقته وأطعمته ولما شبع وارتوى أخبرته بالمصاب الأليم وهي مؤمنة بقضاء الله وقدره.

فما نراه اليوم يا سيدتي الكريمة ليس سوى نماذج لنساء يسعين للحصول على المجد الشخصي بشتى الوسائل والطرق حتى لو كان في ذلك تعارض مع فطرتها السامية وتعارض مع دورها كزوجة وأم ومربية فاضلة

فإن كنتم تريدون أن نكون لكم رجالا.. فكونوا لنا نساء…بل حتى صفة “الأنوثة” باتت مقبولة هذه الأيام!

Delicious Digg Facebook Fark MySpace