بحث
بحث متقدم

مسكينةٌ هي ، تعتقد أنّ لا أخطر من طائرةٍ محلّقةٍ في السماء.لا تدري أن الموت قد يدبّر لك مقلباً آخر ، وينتظرك أرضاً عند سُلّم الطائرة،كما حدث مع عبد العزيز،
الصيدلاني المعرف في العاصمة بحبّه للحياة وبخدماته الكثيرة للناس
قائد الطائرة كان من معارفه ، فقام بنقله للدرجة الأولى وأوصى المضيفات به خمراً، فرُحنَ يسقسنّه كؤوس الويسكي الواحدة بعد الأخرى
بحيث كان بعد ساعتين من الطيران بين باريس والجزائر غير قادر على الوقوف على رجليه.
وما كاد  يضع قدميه على أول درج للطائرة حتّى تدحرج من سلّمها الحديدي الضيق الذي كان يهتز تحت قدميه ، وانتهى جسده في الأسفل  ليموت بعد يومين إثر نزيف في الدماغ
فلكونه من ركاب الدرجة الأولى ، وأول من نزل السُلّم لم يكن أحد ليسبقه ويحول دون تدحرجه حتّى الموت !؟
فهل كان قائد الطائرة يدري أنه بتغير درجته من الثانية إلى الأولى ، كان يتمادى في تدليله حدّ إيصاله إلى مرتبة شهيد من الدرجة الأولى؟
في الطائرة كما الحياة ، عليك ان تحترم قانون المراتب، ولا تتحايل لتقفز مرتبة ، فربما كان في ذلك المكسب هلاكك
عليك أن تعرف منذ البدء أين يوجد مكانك ، في الأولى أم في الثانية . فأيُ  تحايلٍ قد يحيلك إلى أسفل ......مع  الحقائب!!؟
عليك أيضاً أن تتأكد أين يوجد مقعدك ، على يمين ام شمال الحب ، فالمأساة تبدأ عندما يتسلى القدر بفوضى ترقيم المقاعد...

   
          
              
مقتطف من رواية عابر سرير للكاتبة أحلام مستغانمي                              

Delicious Digg Facebook Fark MySpace