عزيزتي فيروز... كنا حابين نخبرك أنو جسر اللوزية فجّروه. و دروب الهوی انقطعت... لأنو في دواليب شاعلة. و ما عاد عم ينطّرونا عمفرق دارينا... هلأ عم ينطّرونا عالحاجز اللي قبله. ... و طريق النحـــل ما عاد حدا عم يسترجي يمشي عليه خوفاً من شي عبوة ناسفة... أو شي قنبلة صوتية.
و البوسطة يلي كانت تنقلنا من ضيعة حملايا لضيعة تنورين عم تروح فاضية... لأنو العالم ميتة رعبة من طرقات الس.... ..فر. و صرنا بدل ما ن سمع صوت المهابيج ... عم نسمع صوت آر بي جي و بي كي سي و هاون و رصاص و روسيات. و السيارة مش عم تمشي، لأنو ماضل معنا حق بنزين. و القهوة اللي عالمفرق سكرّت... و صرفت الشغّيلة. و جوزها لأم سليمان ما طلع عم ياكل رمان بالحقلة... طلع مخطوف... وأم سليمان باعت اللي فوقها واللي تحتها لحتى تطالعو. و بعد ما ضاع شادي، استشهد أحمد و جورج و عمر و علي و طوني و اسماعيل و حسين. و ما عاد فيكي تقطفي ولا زهرة حمراء... لأنو الزهر اصفَرّ من خجله قدام دموع الأمهات، ويبس لأنو المي مقطوعة متلها متل الغاز و المازوت و البنزين. لذلك... أنا قررت آخد هالناي و غني... بلكي هالعالم تصحى بقى... و تتذكر أنو سوا ربينا. اااااااااه شو صار بالشام يا فيروز
|
|
|