بحث
بحث متقدم

كيس الورق البني و عولمة وطن....بقلم محمود السودة

thecool-ms1@hotmail.com


عندما تدخل الى مقهى شعبي في دمشق و تطلب كأسا من الشاي فيأتيك و قد تدلى منه خيطا و ورقة صفراء.. ترحم على ايام شاي الفرط فانت في زمن العولمة.

عندما تدخل الى فرع لشركة المحمول او بنك خاص… تلبك و اندهش و “انضبع” و اشعر بوضاعة وذل شديدين و انظر للموظفين كما لو كانو اولياء نعمتك فالمكان نظيف و مرتب و محترم.. فاحترم نفسك و تذكر كم فضلوا عليك عندما قبلوك زبونا في زمن العولمة.
 


اذا دخلت سوقا او “مولا” تجاريا مع والدتك و قامت بالتجروء على صاحب المحل و فاصلته للحصول على حسم انهرها و سارع للاحمرار خجلا و اعتذر من صاحب المحل اشد الاعتذار و ابتسم متصنعا للزبائن الذين شهدوا الواقعة و اجهد لتبريرها… فالوالدة لم تدخل عصر العولمة.
 

اذا طلبت الحساب في مقهى (----) و كان ثلاثمائة و خمسين ليرة ثمن فنجاني قهوة و دفعت اربعمئة ليرة لا تندهش اذا لم يعيد لك النادل الخمسين ليرة و اعتبرها اكرامية الزامية دون ان يترك لك الخيار..و اياك ثم اياك ان تطالبه او صاحب المحل بها فهذا سيقلل من احترامهم لك… فأنت بالنسبة لهم انسانا محترما ممن وجد امواله بالشارع في ظل العولمة و الا فكيف تدفع اربعمئة ليرة لفنجاني قهوة..”بدك تعمل جمال؟؟”
 

اذا اردت ان تكون محترما بين اصدقائك و الا تلوكك السنتهم فلا تشتري ثيابك الا من سلسلة المحلات التي فقست مؤخرا في رحاب الوطن..ادفع ثمن القطعة خمسة اضعاف ثمنها الحقيقي و انت تعلم… فانت تهوى “الخورفة”..لا بأس طالما انك لن تسقط من اعين اصدقاءك..بالمناسبة هم يشترون من هذه المحلات لنفس السبب ..هذه هي العولمة.
 

واظب على متابعة اخر اخبار المطاعم و المقاهي و احرص على معرفة الرائج منها و “الستايل” الحالي للوجهة.. فهل هو لداخل دمشق او لخارجها و بجميع الاحوال لا تنسى قهوتك اليومية بالنسخة المحلية ل”ستار بكس” حتى تكون معولما.
 

اياك و ان ترضى على طاولتك بغير “البيبسي” او “الكوكا” فانت ذواق و تميز بشدة بين مختلف الانواع و قد يتوقف مصير يومك على خياراتك فاحرص على اختيار الافضل..و “خليك قدها”.. قد العولمة.
 

تأكد من انك تتابع جميع برامج التصويت و انك تحفظ اسماء المشتركين حتى لا تتعرض -لاسمح الله - لموقف تكون فيه” كالاطرش في الزفة” فهذا لا يليق بوضعك الاجتماعي و يضع خبرتك المعرفية على المحك.
 

حاول ان تكون “كوول” قدر المستطاع و” فنكي” اذا امكن و “ادحش” ما تعرفه من الفاظ اجنبية في كلامك كلما قدرك الله و يسر لك من امرك ففي ذلك رفع درجات..في بيئة معولمة...ثم انك لا تقل عن جيرانك في بلاد الارز بل تزيد ”سو واي نط”؟
 

اذهب الى الميدان او الشيخ محي الدين لتستعيد طعم الاصالة و تأكل صحن فول او زبدية تسقية و ابدي اندهاشك كما لو كنت سائحا اجنبيا… فانت لا تعرف هذه الاكلات قط و اسأل صاحب المحل مما يصنع العوامة و صورها بالموبايل.
 

اياك ان تشرب مياه حنفية في الشارع او في اي مكان و احرص على شرائها بزجاجات و يفضل تلك السعودية او الاماراتية ذات الينابيع الشهيرة عالميا.
 

تذكر ان لا تخرج من منزلك دون “الآي بود ” و لا غضاضة في كونه “ميني” او “نانو” طالما ان سماعاته البيضاء واضحة للعيان.
 

احرص دوما على “لحش” موبايلك على الطاولة في اي مكان تذهب اليه و واظب على استغلال مميزاته من “بلوتوث” و غيرها في تبادل الملفات الهامة و الاغاني مع اصدقاءك و خصص ثلث ساعة من اي لقاء مع الاصدقاء لمقارنة دقة صور جهازك مع اجهزتهم و كن مميزا.
 

 

 

هذا بعض مما تستطيع اخي القارئ - اختي القارئة ان تساهم به للنهوض ببلدنا و تحقيق رفعة مجتمعنا و عولمته..تعولم يا اخي فان يد الله مع الجماعة.
 
رحمك الله يا جدتي فقد كنت لا ترضين شراء الخضار و الفواكه الا بكيس الورق البني فكنت صديقة للبيئة دون ان تدري و فاتك زمن العولمة.
 

 

Delicious Digg Facebook Fark MySpace