بحث
بحث متقدم

تولد الفتاة في شرقنا عروساً مثلما يولد الفتى عريساً، لكن للذكر دوماً بهجته الخاصة، فهو يحمل النصر لوالديه على الحياة والموت معاً، لأنه سيكون عوناً ودعماً لهما في الدنيا و يكفل استمرارية ذكرهما بعد موتهما من خلال ذريّته التي سترث اسم العائلة . بينما يحمل خبر ولادة الفتاة مرارة الهزيمة لوالديها، فهي الأنثى الضعيفة التي ينطبق عليها المثل القائل " هم البنات للممات " إنها الجناح الرقيق الذي يحتاج دوماً إلى العناية والرعاية، والإحاطة، خاصة وأنها تمثّل شرف الأسرة وصونها هو صون لعرض أهلها و يستمر هذا الحرص عليها لحين انتقالها إلى منزل زوجها الذي يتسلم راية العناية و الحراسة لحين الوفاة . هذا ما كان عليه الحال قديماً، وما بقي عليه تقريباً اليوم، فإن البهجة نفسها ما زال يحسّها الأهل حين ولادة الفتى، والانكسار نفسه حين ولادة الفتاة، رغم كل التطور الذي طرأ على الحياة بكل مناحيها، ورغم كل الألوان الإيجابية القوية التي أضافتها الأنثى إلى صورتها التقليدية . إلا أنها بقيت محاصرة بالثوب الأبيض الذي تبقى عارية من وجهة نظر المجتمع إن لم ترتده، حتى لو تمكنت بعقلها و جهدها و طموحها من حيازة العديد من الأثواب الأخرى الأجدى نفعاً كثوب الطبيبة الأبيض أيضاً، أو ثوب المحامية، أو المعلمة أو المهندسة، أو الفنانة و غيرها و لهذا فإن أول ما تبحث عنه العيون في وجه الأنثى الوليدة، وهي بعد لحمة حمراء تختلج بين أيديهم، هو مكامن الجمال التي ستشفع لها وتمنحها إجازة عبور إلى ضفة الزواج و تيسّر لها أمر إيجاد عريس ما، وهذا هو الأمر الهام .. و المهم .. و الأهم .. و الذي بحصوله تكون قد حققت حلم البداية و النهاية الذي مهما سعت الفتاة بعقلها وعلمها للفكاك منه، إلا أن حياتها تبقى ناقصة، وكل منجزاتها عقيمة إن لم تتوجها بالطرحة البيضاء فهي قد ولدت لتكون عروساً، و هذا النذر سيظل يلزمها بالوفاء به حتى و لو اضطرها الأمر ــ إن لم تصادف نصفها الذي تحلم به و تتمنى أن تشاركه حياتها بكل دموعها و ابتساماتها ــ إلى الارتباط بأي كان لتنهي مأساة الانتظار، و توقف هذا السيل الجارف من الدعوات لها بالستر، وهذا الكم من الغمز واللمز حيناً، والشماتة والشفقة الماكرة حيناً آخر، وأيضاً تلك العبارات الجارحة الصريحة الموجهة لها من الأهل الذين لا يملون إلقاء اللوم المرّ والتعنيف الأمرّ عليها متهمين إياها بالتقصير في سعيها لاصطياد نصيبها ولائمينها على رفضها هذا الشخص أو ذاك ممن سبق و أن تقدم لخطبتها، و رفضتهم رغم، نيلها رضا الأهل، فمن هي حتى ترفض و تحتكم إلى رأيها و تقرر بشأن حياتها ؟ و منذ متى كانت هي أعلم منهم بشأن اختيار من يشاركها حياتها هي ؟؟
و مثلما هي حال الفتاة الشرقية، كذلك هو حال الفتى الشرقي الذي يولد عريساً، و يراد منه أن يكون قوي البنية سواء استطاع أم لم يستطع، لأن الحياة كفاح و عليه أن يكون صلباً قادراً على مواجهة صعابها . و مع التقدم الذي أصاب المجتمع و المكانة التي حظي بها العلم، أصبح يطلب إلى الشاب أن يرفد هذه القوة بالعلم و المال و يبقى الفتى تحت أنظار أهله، تلاحقه عيونهم وعيون الأقارب و المقربين كيفما اتجه لتتلقف من محيّاه ملامح الرجولة التي يصبح بها قادراً على الارتباط، ليبدأ بعدها بتقبّل الدعوات له بالزواج . لكنه يمهل مدة أطول من الفتاة لأن عليه أن يكون قادراً على إعالة أسرة أولاً، ولأن مدة صلاحيته صحياً تمنحه فسحة من التأجيل و المماطلة عكس الفتاة التي تنتهي مدة صلاحيتها باقترابها من سن الأربعين تلك هي الرحى التي يدور فيها كل من الشاب والفتاة حتى يتم ارتباطهما، فتوضع حينها نقطة على السطر و تنتهي قصة الزواج لتبدأ بعدها قصة جديدة من بطولتهما أيضاً هي قصة الإنجاب و من جديد تنهال عليهما الدعوات الحاثّة لهما على الإنجاب مثل :  متى سنفرح لكما بعريس ؟؟ ألم يحن وقت الإنجاب بعد ؟؟ ماذا تنتظران ؟؟ الله يطعمكم عريس 
كان هذان العريسان نصفين كل واحد بمفرده فلم يتقبلهما المجتمع إلا مجتمعين . وعندما ارتبطا زاد المجتمع من جرعات الحث لهما على الإنجاب، لأن هذين النصفين توحدا فأصبحا واحداً ناقصاً من جديد، ولابد لهما من ثالث هو الابن ( العريس مستقبلاً ) و الابنة ( العروس مستقبلاً ) لأن هذا الثالث و إخوته سيقفلون الدائرة، و يكملون الحياة التي غالباً ما نحياها بقليل من الإرادة و كثير من الانسياق

يعني يا جماعة بالنهاية ياريت انو هالدنيا تترأف بأحوال هالشباب والصبايا ونحس انو نحنا عايشن وهالدنيا كلها قسمة ونصيب وما بياخد الواحد فينا غير قسمتو نصيبو ويلي ربو كاتبلو ياه وانشالله بنفرح بكل شب وصبية  وكل واحد فينا بصير عندو زرية صالحة  بتحمل اسمو ويلي بيتذكر رب العالمين اكيد الله ما بينساه وبتمنى التوفيق للجميع  ...... واقول قولي هذا واستغفر الله العظيم .. والسلام عليكم

Delicious Digg Facebook Fark MySpace