بداخلي شيء لكِ أكبر من الحب ، وأعظم من الكلام ، بداخلي شيء لكِ لا أعرفه ، شعور أكبر من الوصف ، شعور يجعلني أرى طريقاً يمتد أمامي ولا يتوقف إلا عند عينيك ، وتقفين أنتِ هناك حيث تكونين سراباً لا يلمس ، لا أستطيع الإقتراب حتى لو مضيت عمري بأكمله مشياً إليك ، في الوقت الذي لدي إستعداد بأن أحبو نحوكِ كطفلاً يتيماً قالوا له أن والداه موجودين أخر الممر ، عندما أقول لكِ أحبك تأكدي تماماً أنها تخرج صادقة ، وللمرة الأولى ، تخرج أنيقة وجميلة ، تخرج خجلى منكِ وتحاول السكن في أقصى أمانيك ، وإستيطان أعالي طموحك ، وتتفاجأ بأنكِ أمنية عصية على التحقيق .



قبل أن ترحلي ، أهمس لك بصدق : لو رأيتكِ يوماً ما ، وقلتي لي أنكِ نادمة على الرحيل ، سوف أقول لكِ أحبكِ من جديد ، سوف أقولها بإسلوبٍ جديد ، وشعور قديم يتجدد مثلما تتجدد خلايا الدم تماماً ، لكن كان بودي قبل أن ترحلي أن وضعتني خاتماً يزين إصبعك ، أو أن تجعليني خاتماً يزينه إصبعك الرقيق ، أن ترتديني شالاً يلف عنقكِ يموت عندما تبعدينه ليسموني شهيد العنق ، أن تضعيني في حقيبتكِ الصغيرة مرآةً أصغر لأعكس صورتكِ حباً لا يرتد أبداً ، أن أكون مطفأة لسجائركِ لأحتوي كل بقاياك ، أو حتى أن تضعيني فيونكة على شعرك لأكون معكِ دائماً .



كل شيء حولي يذكرني بك ، وكل شيء يسألني عنكِ ، و حواف الروح تسألني عنكِ ، تمنيت لو أنني عرفتك منذ أن ولدت ، تمنيت أن أقضي كل الوقت معك ـ أن أشعر بكل لحظة معك ، ولكن ما فائدة التمني بعد فوات الأوان ، وددت لو أني أخبرتكِ بكل أسراري المتعلقة بك ، السر الأول أن رجولتي كانت تتجلد أمام دهشة حضوركِ ، السر الثاني كلما رأيت أطفالاً يلعبون تخيلت أنهم أطفالنا ، السر الثالث لو عدت بعد رحيلك سوف أسامحك ، ولو رحلتي مرة ثانية وعدتي سوف أسامحكِ مرة أخرى ، وسوف أسامحك دائماً ، والسر الرابع أن إشتهائي لجسدكِ يولد شعوراً يغلي داخلي ، يؤلمني أن الأسرار الباقية سوف تموت في صدري ولن ترى النور .



أنا هنا أنتظرك ، و أحبك .