بحث
بحث متقدم

/* Style Definitions */table.MsoNormalTable{mso-style-name:"Table Normal";mso-tstyle-rowband-size:0;mso-tstyle-colband-size:0;mso-style-noshow:yes;mso-style-priority:99;mso-style-qformat:yes;mso-style-parent:"";mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;mso-para-margin:0cm;mso-para-margin-bottom:.0001pt;mso-pagination:widow-orphan;font-size:11.0pt;font-family:"Calibri","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-fareast-font-family:"Times New Roman";mso-fareast-theme-font:minor-fareast;mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

رجل مهم

 

 

في كل يوم صباحاً ملايين

من الناس تستيقظ لتبدأ  نهارها البعض

يذهب إلى العمل والبعض

يعود إلى  النوم البعض

يبقى في المنزل والأخر يذهب إلى الحديقة

ليمارس الرياضة والبعض

الأخر يبدأ بالتفكير حسناً

كيف سأفسد نهار أحدهم  اليوم....... بفطور

أو بدونه سيبدأ النهار

كانت هذه الأفكار الصغيرة

المتناثرة المتباعدة تتداخل في رأسه الصغير

كأطفال فوضويين يتزاحمون

لدخول غرفة الصف

كان واقفاً أمام نافذته

الحديدية يراقب ما يجري في الخارج وأمامه ما

تبقى من فنجان الشاي وأثار

النعاس بادية عليه فهو

لم ينم منذ أيام كان يفكر بهذا اليوم الهام الذي

كان قد حُدد موعده منذ أشهر

وبات في الأيام السابقة

لا يستطيع  التوقف عن تخيل ما سيجري في

هذا اليوم الهام كان يعد التفاصيل

والجزئيات الصغيرة لهذا اليوم

لدرجة أنه أصبح يرها في أحلامه كان يفكر كيف

سوف يصعد إلى المنصة

أمام الناس كيف سيقف

أمام أهله كيف سينظر إليه  والده 

قاطع تأمله صوت زميلة

من الغرفة المجاورة كيف الحال يا أخ

رد عليه أهلا

يوم هام أليس كذلك

أجابه نعم إنه اليوم

قال له أعرف أنك متوتر

أليس كذلك لكن أريد أن أعرف كيف

وصلت إلى هنا لقد كنت

أسمع عنك كثيرا منذ زمن لكن

لم أتوقع أن أراك هنا لقد أصبح لدي فضول لأعرف

ما الذي أوصلك إلى هنا

ماذا تقصد أجابه

أنت تعرف ماذا أقصد أريد أن

أعرف ما الذي  أوصلك إلى هذا اليوم الكبير أنظر إلى

الخارج كيف تجمهر الناس

ينتظرون خروجك

عليهم ... أكاد أحسدك يا رجل يقول ضاحكاً

نعم إنه يوم هام

بالفعل وهذا ما أوصلني إلى هنا يوم هام

ماذا تقصد لم أفهم عليك  رد علية الزميل

نعم إنها الفكرة بحد ذاتها فكرة

يوم هام منذ أن كنت صغيراً وقد كنت من الجيل ا

لذي تربى بين حضن الإعلام

وتعلمت كلماتي الأولى من

الأغاني التي كانت تستمع إليها أمي في المذياع وهي

تعمل في البيت أو جالسة

مع الجارة في جلسة دردشة

وقد تلقمت مبادئي واستقيت أخلاقياتي وأفكاري

التي لازمتني إلى النهاية من

المسلسلات والبرامج

التلفزيونية والأفلام السينمائية التي كنت أتابعها بشغف

وأهرب من المدرسة لأتابعها مع

أصدقاء الطفولة ورفاق الدرب إلى هذه اللحظة

كما لن أنسى

تأثير الأغاني المصورة

(الفديو كليب ) العربية منها ولأجنبية حيث

كنت أرى النجم مرتدياً أجمل

الملابس والمجوهرات

محاطاً بأصدقائه وأجمل الحسناوات وأفخم السيارات

يغني عن سعادته

ومدى غناه وحظه القوي

وعدم مقاومة الفتيات لسحره الأخاذ

 كنت أتابع كل هذا

بعيني طفل صغير كانت روحة وعقلة كالصفحة

البيضاء مستعدتين لأي

يد تخط ما تريد عليهما

من أفكار و مفاهيم كانت

 اليد التي تخط لي برنامج تفكيري وحياتي تكتب بقوة و

ثبات وثقة مبادئ ونواميس لم يستطع

أحد أن يمحيها أو يغير

أحرفها مهما حاول لأنها كانت أول ما كتب على هذه ا

لصفحات البيضاء وكانت مثل آثار

النقش على الحجارة لا يمحيها حتى يد الزمن وأيامه

يقاطعه زميلها نعم أنت تذكرني

بقصة شخص ما .. لكن من هو ...من .... من

  أها نعم إنه أنا ثم أطلق

ضحكة قوية ... نعم  نعم تابع يا سيدي تابع

لقد كنت أتابع الناس

حولي فكنت أرى الغني والفقير  الكبير والصغير 

الباشا والحقير وبطبيعة النفس البشرية

لم أتخيل نفسي إلا من ميسوري الحال

وبما أنني لاأصلح للدراسة كما

قال لي والدي أو (حمار) ولا أصلح

لا للخل ولا للخردل كما أكدت بثقة  والدتي

لي وجد لي والدي عمل

في إحدى المحال التجارية في السوق التجاري

الكبير في وسط المدينة وهناك

كنت أرى المحتالين واللصوص

وقد سادوا على الناس كنت أرى المرابي

يحترم بشدة والظالم مهاب الجانب

والزاني يقام له ويقعد والسارق

يقال له شاطر وبن مصلحته والقذر محترم

بين الناس مقصوداً رضاه والمنافق

يقال له حجي والإمعة يقال له

السيد فلان كنت في ذالك المجتمع واليوم 

بقي الناس كما هم لكن أنظر الي الأن 

حينها كنت أرى والدي الذي لم

يكن من أصحاب الرواتب الكبيرة لتكفيني أنا

وإخوتي الستة حيث كان يعود في

أخر النهار من عمله المسائي الثاني

وهو يكاد يلفظ أنفاسه الإخيرة من التعب

وكنت أستغرب منه عندما أسمع

منه أجوبه على اسئلة

الجيران والأصحاب متسائلين كيف الحال يا أبا سعيد فيجيب

الحمد الله  .... مستورة بفضله تعالى

  ... كنت أستغرب أي حمد الله

فحياتنا لا تشبه أبدا حياة أولائك الناس

في التلفاز أين السيارة الفخمة

أين الملا بس الفاخرة

أين الطعام الوافر

حتى أننا لم نأكل مساء أمس الحمد الله

هذه العيشة لا ترضاها الكلاب

كل هذا كان يسحق الكلمات

الصغيرة عن المبادئ والخلاق التي كان نادراً

ما يهمس بها أبي في أذني 

أو الحكم والتعاليم  التي كنت

أسمعها من إمام مسجدنا أيام الجمعة كانت

تمزقها  يد قوية  تكتب أفكار

جديدة  مختلفة كلياً

كانت تكتب أن مفتاح السعادة

الوحيد هو المال ولا شيء إلا المال إذا أردت

أن أكون ممن يحترمهم الناس

ومكانتهم واسمهم في السوق

لا غبار عليه إن أردت أن تكون الأضواء عليك

 إن أردت أن يشير الناس إليك

بأصابعهم إن أردت أن يقف الناس لك 

باحترام أينما ذهبت إن أردت أن تبتسم ل

ك الفتيات بإعجاب حيثما كنت

إن أردت أن  يغار منك ومن بذخك

وملابسك ومركبتك الجميع ويحسدونك على

حياتك عليك فا الطريق هو المال

ولا شيء غيره

حينها وقفت وقررت بنفسي لن

أرضى بهذه الحياة لن أكون على الهامش

سوف

أحيى حياة النجوم مهما كان

الثمن ومهما كانت الوسيلة ومهما

كانت الطريق وها أنا وقد وصلت فعلاً لما أريد  وقد

كان لي ما أردت فعلاً 

وقد كنت ذاك الرجل الهام الذي أريد

نعم رد علية زميله لقد سمعت

عنك وعن أصدقائك وقد جبتم الأرض طولاً وعرضاً

ولم تتركوا مجالاً من الأعمال

لم تعملوا بها حتى إزدهرت أعمالكم

وتفوقت على منافسيك بأشواط كبيرة ...

حتى فكرتم بنقل أعمالكم إلى

خارج البلاد  كما قد سبق ونقلتم

أموالكم إلى الخارج  لكن على ما أعتقد أن

ضربتك الأخيرة هي ما أوصلك إلى هنا

نعم يا صديقي يبدوا أننا بدئنا

بالتأثير على من هو أكبر منا فأثرنا غضبة فوصلنا

إلى ما نحن علية الأن  نعم إنه الحظ

نعم الحظ أكد جاره ضاحكاً لقد

سمعت أن عائلتك قد وصلت وهي تنتظرك في

الخارج لتشهد هذا اليوم الهام  حتى

أنني سمعت أن أباك قد ظهر على

التلفاز ليلة البارحة وكان يتحدث عنك

طبعاً أجابه وكيف لا فهم من

أوصلوني إلى هنا وصنعوا مني هذا

الرجل الذي أنا عليه

لا لا  لا قاطعة جاره لا يرجل لا

تنكر جهدك فأنت عملت وحصدت نتائج

عملك صحيح أنهم هيئوا لك  الجو و الظروف

المناسبة لتنشئ وتشق طريقك بيديك

نعم أنا أردت هذا وقد حصلت

علية فعلاً وعشت الحياة التي أريد  .....

ثم قاطعة صوت قوي مصدره

باب غرفته بني لقد حان الوقت  هيا .....

نظر إلى باب غرفته فوجد

ضابط كبير ومجموعة الحراس وشيخ وقور يحمل بيديه القرآن الكريم .......

 

Delicious Digg Facebook Fark MySpace