تواعدنا على اللقاء عند المغيب

سرت بخطوات طائرة حتى

وصلت مرتع التلة موعد اللقاء

وانتظرت رويداء حتى وصلت الحسناء

وعند اول تبادل للنظرات كان نظرنا

هو شهادة لحظة انغماس الشمس بالبحر

وهذه اللحظة لها سر جميل نشعر به ولكن

يصعب وصفه لشدة جماله

ومنذ لحظة وصلها رأس التل وامساكها يدي

بدأنا نردد معا لحن الوفاء

فقلت نورتني ياخير زائرة

اما خشيتي من الحراس في الطرق

فجاوبتني ودمع العين يسبقها

من يركب البحر لا يخشى من الغرق

واعتدنا ترتيل تلك الابيات من الشعر

عند كل لقاء لتؤكد ان الحب مازال متوهجا

وكلما زاد غوص الشمس في البحر زاد

اشتداد يدي على يدها ولكن بروية

فاعلم كم هي ناعمة ورقيقة

وكان الطبيعة تعشق وعشق الشمس

للبحر لتروي ظمأها من شدة حر النهار

وان هي الا لظات وشهدنا على غرق الشمس

في البحر او يمكن انه خبأها لليوم الثاني

حتى تعود بنفس الشوق الاول

ومن تلتنا تلك ننظر الى هذه اللوحة الطبيعية

الرائعة التى رأيناها والتي ترسم كل يوم

لتجدد الحب في نفوس المحبين ولتقول

سيستمر الحب بالارض طالما يوجد

يوميا اشراق رائع ومغيب اروع

فنظرت في عيني وعرفت اني

غرقت في حبها للآخر قطرة من  دمي

حبيبتي السمراء

سرت في عرض البحر ابحث عن ذاتي

وانا اركب زورقا والامواج تتلاطمه

وهواء البحر يلفح وجهي وطير شعر رأسي

ومن بعيد لمحت سمراء تركب زورقا وتتجه نحوي

فاقشعر جسدي وبدأ يرتجف من شدة المفاجأة

انها ليست كبقية البشر انها حورية البحر ظهرت لي

اسمعوني يامن وقفتم على الشاطىء تلهون

انا من وجد حورية البحر واصبحت من حقي وملكي

واقرتبت رويدا رويدا ونظرت بعينيها عفوا هي لم تنظر

انها لا تعرف النظر بل رمتني بسهامها واصابني من سهم قاتل

فقلت لها رويدا رويدا والرحمة مطلوبة في احوال كهذه

استطيع تحمل سهم صغير ابادله بابتسامة اما سهم كبير

فبماذا ابادله ؟؟  فاسبلت جفونها بغنج ودلال ومدت يدها

لاصافحها فوجدت زندا من المرمر او اكثر منه نعومة

ونظرت الى اصابعها فما وجدت الى اقلاما رفيعة متراصة

وشعرت كان يد قائد الاوركسترا ترتفع وتهبط بروية

وكأنها تعزف الحان امواج البحر فما كان من الامواج

الا ان تراصت وراحت تتراقص على حركة يديها

وانا مشدوها بها مثل طفل في المدرسة لاول مرة

وتعانقنا بلقاء سرمدي مع انه كان اللقاء الاول

فاتفضت ضلوعي واحتضنتها يداي وهي ترتعشان

من شدة روعة المنظر فقالت اهدأ يا هذا ما بلك ترتعد

فقلت من يراك ويرى قوامك لابد ان تصيبه الرهبة

فقالت والابتسامة تصدح من محياها وها قد اجتمعنا اخيرا

اشعر باني اعرفك منذ زمن طويل وبدأت بالضحكات تلقيها

ذات اليمين وذات اليسار فقلت حبيبتي اهدأي فلن اتكلم

وسأكتفي بامالة رأسي لليمين أو اليسار فقالت لم اسمع

كلاما انقى من صوتك فصوتك عذب وذو جاذبية فضمني حبيبي

فضممتها بحنان ورقة لاني اخشى عليها من هبوب الرياح

وللقاء تتمة

حماة مو راضية بعروس ابنها يعني مو حاببتها

وقفت قبالها بالعرس وآاهت

آويها يلي قاعدة جنب ابني

آويها ما فيكي شي عاجبني  

اويها هلأ بتقولي حبني

اويها بكرة بتقولي كبني

اويها و ان ما مشيتي دغري

اويها لتلاقي بيت الضرة مبني

لي لي لي لي ليش

 قامت ردت عليها العروس وقالت...

آويها وحيات شالك وشنشالك..

آويها بعد اسبوع لافضالك

اويها و انشاء الله فال الله و لا فالك

و اويها و داء الفالج جالك

اويها لأشغل بالك و انهب مالك

اويها و ابنك ما بيهنالك

اويها و بعدها لفرجيكي حالك

لي لي لي لي ليش

اللقاء المنتظر

بالقرب من منزلها وضعت يدي بيدها وسرنا الى حيث الموعد المنتظر

وسارت الى جانبي مزهوة بنفسها رافعة رأسها للاعلى وكأنها قائد

جيش منتصر دخل البلاد لاول مرة وليثبت للشعب انه هو المنتصر

واذعن قلبي وفؤادي لهذا الانتصار ولكن كان يحضر لما بعد الانتصار

ومعروف عن العربي حبه للثأر ولو بعد حين فكانت كل وحدة من وحدات

وجودي تعد العدة للثأر ابتداء من وحدات سهام العيون الى وحدات الشفاه

الحارة الى وحدات الايادي القوية الى وحدات الكلمات الندية كل تلك الوحدات

كانت على اهبة الاستعداد للثأر

ووضعت يدي على خصرها ووضعت يدها على خصري وهي تتمايل مثل

عرق زهرة الاقحوان ذات اليمين وذات اليسار وقد ارتدت فستانها الزهري

الذي احبه ووضعت قبعتها على رأسها وبدت وكأنها سندريلا في قمة ضياءها

ونثرت  العطر على انحاء وجهها  الجميل حتى بدا انه نبع العطر الفواح في

 المنطقة وانسدل شعرها الاشقر الطويل على كتفيها مثل الحمامة في مملكتها

ولامس كتفها كتفي وسارت الى جانبي بهذا التمايل والغنج والارض لاتسعني

من الفرحة بهذا اللقاءوبعد تبادل السلام والكلام بدأنا بترتيل قسم الحب الذي

اعتدنا عليه في كل لقاء وهو : فقلت نورتني ياخير زائرة اما خشيتي من

الحراس في الطرق فجاوبتني ودمع العين يسبقها من يركب البحر لا يخشى

من الغرق. وفجأة تركت يدي وراحت ترقص بحركات جنونية وعفوية

وقالت دعني اعبر عن فرحي برقصى فقلت قولي كل الكلمات . كل الجمل

التي لم تقوى شفاهك على نطقها وكلما مرت بجانب وردة او غصن شجرة

 كانوا يحيونها بامالة الغصن وكأن الطبيعة تعشق الحب والحب يعشق الطبيعة

حتى تعبت فحملتها بين ذراعي بلهفة وامسكت بي بكلتا يدها خوفا

من السقوط حتى شعرت انها ذابت في عروقي ودخلت بكاملها ضمن

مسامي وفتشت عنها ولم اجدها فلقد انصهرت بكياني واصبحت تتنفس

انفاسي وترى بعيوني وقلبها يدق بدقات قلبي حتى سمعت صوتا ناعما

يأتي من داخل قلبي انه اسمها الغالي فمن يصدق ان قلبي بدل ان يدق دقاته

العادية اصبح يدق باسمها ومن اعماق ذاتي قالت : انا هنا انا في داخلك

لم اعد بجانبك فقلت مبدأ الرياضيات العام يقول 1+1 =2 أما أنت

فأثبتي ان 1+1=1 لقد بدلتي مبادىء الرياضيات بشكل جذري وكنت

سعيدا بهذا التبديل لاني ضمنت اننا لن ننفصل بعد الآن وكلما اشتقت اليها

اسمع قلبي يدق باسمها ويعزف لحن الوفاء الابدي .

فادي

جنون الســــــعادة

الواقع ان للسعادة عدة الوان منها جنون السعادة ومنها عقل السعادة وتلك الالوان تختلف طبقا لشدة

الاحساس بها ومن عرفها بشكل بسيط فيعتبر انه من فئة عقل لسعادة ولكن هناك فئة بسيطة    من

البشر تشعر بعمق هذه السعادة وهم ما اسميهم مجانين السعادة لانهم تلذذوا بها حتى آخر طعم يمكن

تذوقه . وكم جميل ورائع وممتع الشعور الاخير لانه سيحلق فوق السحاب ويكاد يلامس النجوم والقمر

والكواكب وان اقترب من الشمس فهي لن تؤثر عليه بحرارتها الملتهبة لان لهيب جنون السعادة اكبر

بكثير من لهيب الشمس المحرقة .

حتما هناك الكثيرون ممن سيعترضون على هذه الصورة الغريبة عن المنطق الشائع المتفق عليه انه

هو الصحيح لاني كما اسلفت قليلون هم من شعروا بهذا الاحساس الغريب الرائع ولنبدأ بالاساس بتعريف

السعادة من وجهة نظري البسيطة : كل ما تحلم به وتحصل عليه بعد طول عناء فتلك هي السعادة وهي

من الامور التي يختلف عليها الجميع ويتفقون انهم بحاجة اليها . فما يسعدني انا قد يبدو عاديا عند الاخر

وما هو عادي عند الاخر اذا ما حصلت عليه سيبدو اني قد حصلت على شىء كبير وكبير جدا ويستحق

الافتخار به والاعتزاز به وان تتمسك به بكل جوانحك .

ولكن ان تحصل على اكثرمم تتصور ان تحصل عليه وبشكل رائع فذلك هو جنون السعادة واعتقد ان

الحصول على حب صافي وقلب طيب وانسان صادق ووفي فذلك اكثر مما يتصوره انسان عاقل لانه

اصبح من الامور النادرة في زمن الماديات والحسابات الصخرية . ولنكن واقعيين ونقوم باحصاء عدد

الذين احبوا وما زالوا يحبون وسيبقوا محبين على مر الزمن ونقوم باحصاء الناس العاديين الذين لم

يعرفوا ولم يتذوقوا الحب بالمعنى الحقيقي اكيد ان عدد الفئة الثانية اكثر من عدد الفئة الاولى بفارق

كبير نلمسه وندركه ونتمنى ان نكون من الفئة الاولى  التي عرفت  الحب بمعنى الايثار هذا المعنى

الجميل لكلمة حب ونعيشه ونتذوقه ونتذوق جنونه وعظمته ونشعر بجنون السعادة التي تغمر فئتها

وان من يبادلنا هذا الاحساس الراقي هو بالاساس انسان راقي بكل معنى الكلمة هو ايضا يؤثرنا على

نفسه ايضا , انت تؤثر الحبيب والحبيب يؤثرك . لمجرد تصور هذه الصورة الرومنسية تعطي

الانسان احساس جميل ممتع بطعم الحياة وان الايام اصبح لها طعم ولون وخاصة اذا ما كانت تللك

المشاعر في اوقات الربيع فصل العطاء والفرح والسرور ونحن تعترينا هذه المشاعر النبيلة تجاه

الانسان الآخر , فهنيئا لمن وجد الحبيب الذي يشاطره هذا الاحساس الرومنسي الشاعري الذي

يحلق بصاحبه بين جداول المياه ورفرفة جناحات الفراشات .

 فكل يوم تشرق فيه الشمس يوجد أمل أن نجد هذا الاحساس الجميل

 فادي