اعتبروا ولا تفعلوا (الجرم كيف نصبح مجرمين وملحدين)
على قارعة الطريق قعد شاب مستعطيا
فتى قوي الجسم اضعفه الجوع فجلس في منعطف الشارع مادا يديه نحو العابرين متسولا مستغيثا بالمحسنين مرددا ايات انكساره شاكيا الام جوعه..........خيم الليل وقد يبست شفتاه وكلَ لسانه ولم نزل يديه فارغة مثل جوفه وقام وذهب خارج المدينة وجلس بين الاشجار وبكى بكاء مريرا ثم رفع نحو السماء عينيه يغشاهما الدمع وقال والجوع يلقنه(يارب قد ذهبت الى الموسر اطلب عملا فطردت لرثاثة ثيابي وطرقت باب المدرسة فمنعت لفراغ يدي ورمت الاستخدام ولو بكفاف يومي فابعدت لسوء طالعي واخيرا سعيت متسولا فراني عبادك يارب وقاالوا قوي نشيط والاحسان لايجوز على ابن التواني والكسل.......يارب اولدتني امي بارادتك وانا كائن بكيانك فلماذا يمنع الناس الخبز عني وانا طالب باسمك في تلك الدقيقة تغيرت سحنة الرجل (طلبت الحياة بعرق الجبين فلم اجدها فسوف احصل عليها بقوة ساعدي وسالت الخبز باسم المحبة فلم يسمعني الناس فساطلبه باسم الشر واستزيد منه)
مرت الايام والشاب يقطع الاعناق من اجل الحصول على العفود ويهدم هياكل الارواح ان تصدمت لمطامعه فنمت ثروته وعم بطشه وصار محبوبا من لصوص القوم ومخيفا لعقلائهم ثم انتدبه الامير وكيلا عنه في تلك المدينة شأن الامراء بانتقاء ممثليهم
كذا يبتدع من المسكين سفاحا باستمساكه
ومن ابن السلام قاتلا بقسوته
اتعظوا بني البشر (صديقي جبران)