بحث
بحث متقدم
Category: ترجمة

 

الثالث والعشرون من نيسان


لدى توم لانكتون مخزن صغير لبيع المواد الغذائية إذ يذهب كل يوم إلى عمله في الصباح الباكر و يعود إلى المنزل في وقت متأخر من الليل و على هذا الحال فإنه يمضي خمس عشرة ساعة في مخزنه يومياً وهكذا لا يرى زوجته طوال هذه المدة و لكنه سعيد بذلك فهو لا يحب الجلوس معها لأنها تعاني من ألم في ظهرها فتمكث في سريرها وقتاً طويلاً والآن و بعد مضي ثلاث سنوات قطع توم الأمل في تحسنها . لم تعد حياة توم تعجبه فهو يرغب بفعل شيء حيال ذلك , فأحياناً يخاطب نفسه و يقول : هل سأعتني بأليس طوال حياتي ؟ ما زلت شاباً و لا أريد زوجة مريضة . و لكن من سوف يعتني بها ؟ لا أعلم إلا أنني لن أعتني بها . على الرغم من أنه لا يحبها إلا أنه يحاول أن يكون لطيفاً معها و هذا ليس صعباً عليه لأنه لا يقضي معها سوى القليل من الوقت لذلك فهو يخطط لهجرها و يدخر النقود من أجل ذلك و سينطلق في اليوم الثالث و العشرين من نيسان.
ولكن أليس استردت صحتها , إلا أن زوجها و كل شخص في البلدة يعتقد أنها ما زالت مريضة . ظهرها لم يعد يؤلمها وهي تشعر بتحسن و لكنها كسولة تمكث وقتاً طويلاً في سريرها تفكر و تخطط أن تقوم برحلة فهي سوف تهجر زوجها و تستخدم نقوده فهي تعتقد أنه يكسب الكثير و لا يعطيها إلا القليل ليدخرها لنفسه . لذا سوف تجد هذه النقود و تأخذها فهي تشعر أنه سوف يهجرها ذات يوم.
تقول لنفسها: إنه دائماً لطيف معي , لماذا هو لطيف ؟ أعلم أنه لا يحبني ولابد أنه يضمر شيئاً ما فلربما يخطط لهجري . حسناً سأهجره أنا أولاً و آخذ نقوده. وهكذا إنها بالتأكيد لا تحبه على الإطلاق , أما بالنسبة إلى توم فقد بدت الأيام طويلة و من الصعب أن يكون لطيفاً مع زبائنه فهو يفكر بخطته طوال الوقت و كل يوم يدخل رجل مسن إلى مخزنه و يطلب طعاماً دون مقابل فهو لا يملك نقوداً  في بعض الأحيان يعطيه توم شيئاً ما , لكنه اليوم غاضب و لذلك تصرف مع العجوز بفظاظة و قال له: ليس الآن , لدي مشاكل تكفيني , لماذا لا تعمل و تشتري طعامك ؟
غضب العجوز من توم , إلا أن توم على حق , فهو فعلاً رجل كسول . غادر الرجل المخزن و بدأ يضحك و يقول لنفسه : هذا صحيح إنني كسول , كما يقول توم . لا أعمل كثيراً , أقوم بعمل بسيط أحياناً فأنا لا أحب العمل لكنني أريد شيئاً آكله. لا أحب العمل.
يتابع الرجل مسيره إلى نهاية الشارع وهو لا يزال يضحك .
يغلق توم المخزن كل ليلة و يضع بعض النقود في جيبه و يتوجه إلى منزله حيث يجلس و يفتح أحد كتبه على صفحة و يضع ورقة نقدية عليها و على هذا المنوال يضع ورقة نقدية كل عشر صفحات ومن ثم يغلق الكتاب و يعيده إلى مكانه و هكذا ادخر كل ما يملكه من نقود في خمسة كتب حمراء. إنه مسرور بخطته فهو سوف يعمل في المخزن أسبوعاً إضافياًً ومن ثم ينطلق برحلة على الطائرة . و في الثالث و العشرين من نيسان متجهاً إلى أستراليا ليبدأ حياة جديدة و في تلك الأثناء كانت أليس لانكتون تنهض صباحاً عند حوالي الساعة العاشرة , تتناول فطورها و تعود إلى السرير أما الآن فقد تغير كل شيء و أصبحت خطتها جاهزة و لديها شيء هام لتفعله فقد حان الوقت لتبحث عن نقود زوجها , فهي تعتقد أنه يخفيها في المنزل . تحدث أليس نفسها : يعود زوجي في وقت متأخر كل ليلة أعلم أن لديه مالاً من عمله في المخزن , لكن أين يخبئه ؟ لا أراه مطلقاً في الليل , إذ أنام مبكرة دائماً , سأبحث عن هذه النقود في كل غرفة و سأجدها .
و في ذلك اليوم بقيت أليس مستيقظة لأنها كانت تبحث عن النقود فتملكها التعب لأنها ليست معتادة على العمل . و البحث عن النقود عمل شاق بالنسبة لها .
اليوم هو الثاني و العشرون من نيسان و ما يزال توم في مخزنه وغداً هو اليوم الحاسم , إنه سعيد جداً , يشدو ويضحك
و يردد : غداً ,. غداً, غداَ لا مزيد من المتاعب , و بينما توم في قمة سعادته , يدخل الرجل العجوز من جديد.
قال توم : ها أنت هنا مرة ثانية ؟ أجاب الرجل العجوز : حسناً , أحاول بيع بعض الأشياء البسيطة , هل لديك أية ملابس قديمة أو أشياء أخرى في المنزل , أو أية أشياء لا تحتاجها ؟ فكما تعلم بيع الأشياء البسيطة عمل كبير و لكنني أحتاج بعض النقود .
ما يزال توم يشعر بعدم ارتياح للرجل العجوز , لكنه سوف لن يراه مجدداً , فكل شيء سينتهي اليوم . أجابه : نعم , هناك بعض الأشياء , أعتقد أن هناك بعض الأشياء الغير ضرورية و بعض الملابس القديمة , و أشياء أخرى أيضاً , الآن لم أعد بحاجة إلى مقتنياتي القديمة , اطلبها من زوجتي و سوف تعطيك إياها . سر العجوز بالحصول على هذه الأشياء من السيدة لانكتون التي أعطته الكثير , فهي غاضبة لأنها لم تجد نقود زوجها , أجل فمن شدة غضبها أعطته الكثير من مقتنيات زوجها . و كانت سعادة العجوز كبيرة بحصوله على الكتب الحمراء , فهو يحب القراءة , سوف يقرأ الكتب أولاً و من ثم يبيعها , و على أية حال لن يكون مضطراً للعمل من جديد لوقت طويل جداً

 

Delicious Digg Facebook Fark MySpace