بحث
بحث متقدم

ـ جدتي استيقظي فإنه لم يحن موعد النوم!

ـ أحببت ان انام باكراً خاصة وأنكم تأخرتم عند طبيب الأسنان
 

ـ نعم فلقد كانت لديه حالة اسعافية وتأخرت كل المواعيد لهذا السبب.

ـ حبذا لو تركتيني أنام يا حبيبتي.

ـ كنت سأفعل لولا هذا السؤال المهم الذي صممت أن أطرحه عليك عند وصولنا إلى المنزل

ـ وما هو؟

ـ جدتي أين تخفينه؟

ـ ما هو الشيء الذي أخفيه؟

ـ جهاز اسنانك الصنعي

ـ من قال لك انني أضع جهاز أسنان صنعي؟

ـ طبيب أسناني ولكن ليس بشكل مباشر ... فلقد حذرني من مغبة الاستمرار في أكل السكاكر والشوكولا وقال لي أنني سأصل إلى هذا المصير باكراً جداً وقبل ان اصبح جدة بكثير... ورأيت على المونيتور جدة يضع لها الطبيب جهاز أسنان صنعي في فمها! 

ـ كيف كانت المقابلة

ـ جيدة ولم أشعر بأي ألم،  ولكن لماذا تخفين فمك بأصابع يدك ولماذا تهربين من سؤالي؟

ـ أي سؤال؟

ـ  السؤال المتعلق بطقم اسنانك... فلقد أكد لي طبيب أسناني بإستحالة بقاء الأسنان الطبيعية بالنسبة للجدات وفي هذا العمر مع السكاكر والشوكولا أو بدونهما، فأنت بلغت الخامسة والسبعين.

ـ طيب وماذا بالنسبة لك ؟

ـ بالنسبة لأي شيء؟

ـ بالنسبة لأسنانك الحقيقية وهل ستتمكنين من المحافظة عليها عندما تصبحين جدة؟

ـ لا لا أعتقد بأنني سأنجح في المحافظة عليها بعد ان اصبح جدة... البارحة وانت نائمة بحثت عن جهاز اسنانك فلم أعثر عليه ولا بد أنك تخفينه في مكان سري خاص ومنذ فترة طويلة.

ـ ولماذا بحثت عنه؟

ـ حسناً أريد أن أراه ... فلقد رأيت مثله في عيادة الطبيب من قبل... واليوم هددني به... وأريد أن أهيئ نفسي للصدمة.

ـ منذ الآن؟

ـ نعم منذ الآن!

ـ عندما تصبحين جدة يا حبيبتي ستدركين كم هو محرج تنفيذ طلبك؟

ـ حسناً حسناً توقفي عن لعب دور من وقع عليه الاضطهاد فأنا غيرت فكري ولا أريد أن أستمر في مضايقتك ... وكل ما في الأمر أنني أجهز نفسي لحالة سأمر فيها في يوم ما وحسب وأحاول أن أستوعب وأتفهم الأمر لكي لا يشكل صدمة بالنسبة لي... وكل ما قصدت أن أقوله لك أن الأسنان الصنعية جميلة ولكنني كنت أفضل لو أنني عرفتك بأسنانك الحقيقية!!!!

منقول


 

 

 

في هذ ا الوقت المتأخر ألقى الصمت تعويذته السحرية ناشرا سكونا غريبا لا يخترقه سوى أصوات الضوضاء الصادرة من رأسي أمواج وأمواج تدور في رأسي
لقد اختلط المكان واختلط الزمان واختلطت الوجوه في مخيلتي
لم أعد أدري من أنا ؟ أين أنا ؟
أشعر بالوحدة أنا المنفية في صحراء الضياع من دون بوصلتي من دون خريطتي فلم يعد لي وطن
أنا حضارة فقدت تاريخي فأصبحت في طي النسيان بعثرت الرياح أوراقي
أنا لست سوى شجيرة غضة أتعبها لعب دور السنديان شجيرة لا تزال تحتضن بقايا عش مهجور
أين أنت يا طائر السنونو ؟؟ أوجدت وطنا جديدا يعطيك الدفء والأمان ؟وطن يغمرك بعبير المحبة ؟ أوجدت وطنا غيري يحميك من صقيع الشتاء؟؟ظ أم أنك تهت مثلي وغرقت بماء الفيضان؟تجمدت من برودة الأحضان ؟؟ احترقت من نار الآلام ؟
يا صغيري لا تلمني
فأنا ألوم نفسي مئات المرات وأسقي وردتك الذابلة المخبأة بين طيات دفتري بآلاف العبرات
آآآآآآآآآآه
أتمنى لو توقف الزمن عند تلك اللحظة
اللحظة التي أطفأت فيها قناديل أحلامنا وخططت بيدي الآثمتين أول سطور مأساتنا
لو توقف الزمن عندها لم أكن سأتخاذل أو أتراجع
بل كنت سأعتذر إليك كنت سأحاول أن أشرح لك كيف عصف بنا الزمان
كنت سأقول لك أنه لم يكن خطأي أن السماء اختارت أن تفصل بيننا مسافات وبحار وقارات
كنت سأقول أنه من السخافة أن نحاول تغير خرائط العالم وإن استطعنا رسم خريطة جديدة لنا وأختر عنا جغرافية جديدة لأنفسنا فكيف سندخلها إلى منهاج الآخرين؟؟
لا لا تقل لي لا وجود للآخرين لا تقل أننا سنبني عالما صغيرا خاصا بنا نحمله  في قلوبنا ونخبئه بين أضلاعنا
فإني أخشى أن يكون عالمنا صغيرا لدرجة أن يختفي من الوجود ونبالغ في حمايته حتى يختنق بين يدينا
 والآن  
إني لا أطلب منك الكثير
لا أطلب منك سوى أن تترك لصورتي مكان في أرشيف ذاكرتك ولا تدع الغبار يعلوها
فحاضرك لم يعد لي ومستقبلك ليس لي
فأرجوك أترك لي ماضيك لا تمحني من صفحات حياتك أرجوك أتركني حروف باهتة على هامش دفتركalt

 

في ظلام الليل الدامس يبقى خيالك متربعا على عرش ذكرياتي 
أعرف أني قسوت عليك
و أنك لم تكن تستحق هذه المعاناة
لم تكن تستحق هذا الغدر
قدمت لي قلبك أغلى ما تملك بينما كنت أحقنه بالسم
لم يكن رحيلي هو النهاية
بل بداية آلامي بداية دماري بداية حريتك بداية حياتك
عندما قررت الذهاب
لم يكن ذلك بسبب أخطاءك
فأنت كنت دائما مثاليا في نظري
ولكنني كنت أضعف من أكون تحت مجهرك صباح مساء
كنت أضعف من أواجهك
خشيت من رؤية انكساري في عينيك
خشيت من رؤية خيبة الأمل تعلو ملامحك الطفولية
خشيت من رؤية قليك وهو يتمزق بطعنات خنجري نعم خشيت كل ذلك ففضلت الرحيل وتذرعت بالأقدار أخبرتك بأن قدرناأختار أن يبني بيننا حاجزا
يرتفع كلما اقتربنا ويزداد قوة يوما بعد يوم
ولكنك لم تدري أن يديّ بالذات هما من كانتا تجلبان الصخور وتبنيان هذا الحاجز
نعم لقد تعمدت وضع العراقيل في طريقنا
ربما لأني خشيت من المجهول من الزمن القادم
ولم أشأ اكتشاف ما وراء الجبل
ففضلت الجلوس عند سفحه لم أحاول تسلقه أبدا نعم لقد كنت أحبك وسأظل أحبك
ولكنني لست نادمة على ما فعلته
نعم لم أندم أبدا على هروبي من حبك
لا يا ملاكي لأ تدع الدموع تتراقص في عينيك الحائرتين
بل تابع طريقك أتركني خلفك لا تنظر إلي فأنا لم أكن أستحقك
أتركني وحدي فأنت لم تعد سوى ذكرى تدفئني
وذنبا سيظل يؤرقني
وداعاااااااااااااا
 

« الصفحة السابقة  |  مشاهدة نتائج 31-33من 33  |  الصفحة التالية »