بحث
بحث متقدم
من هي الأم...؟

الأم هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود.

هي المرشد إلي طريق الإيمان والهدوء النفسي، وهي المصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة.

هي إشراقة النور في حياتنا، ونبع الحنان المتدفق، بل هي الحنان ذاته يتجسد في صورة إنسان.

هي المعرفة التي تعرفنا أن السعادة الحقيقية في حب الله، وهي صمام الأمان.

ولن تكفينا سطور وصفحات لنحصي وصف الأم وما تستحقه من بر وتكريم وعطاء امتناناً لما تفعله في كل لحظة، ولكن نحصرها في كلمة واحدة هي النقاء والعطاء بكل صوره ومعانيه.

ولقد عُني القرآن الكريم بالأم عناية خاصة، وأوصي بالاهتمام بها، حيث أنها تتحمل الكثير كي يحيا ويسعد أبناؤها.

ولقد أمر الله سبحانه وتعالي ببرها وحرم عقوقها، وعلق رضاه برضاها، كما أمر الدين بحسن صحبتها ومعاملتها بالحسني رداً للجميل، وعرفاناً بالفضل لصاحبه.

ومما يؤكد حنان الأم وشفقتها أن الابن مهما كان عاقاً لها، مستهزئاً بها معرضاً عنها... فإنها تنسي كل شيء حين يصاب بمصيبة أو تحل عليه كارثة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه.

والصحبة والمصاحبة هي الرفقة والعشرة، وأولي الناس بحسن المصاحبة وجميل الرعاية ووافر العطف والرفقة الحسنة هي الأم التي حملت وليدها وهناً علي وهنٍ.

ولا يستطيع إنسان أن يحصي أو يقدر حق الآباء والأمهات علي الأبناء، ولو يستطيع الأبناء أن يحصوا ما لاقاه الآباء والأمهات في سبيلهم، لاستطاعوا إحصاء ما يستحقونه من البر والتكريم ولكنه أمر فوق الوصف خاصة ما تحملته الأم من حمل وولادة، وإرضاع وسهر بالليل، وجهد متواصل بالنهار، في سبيل الرعاية المطلوبة.

منذ سنوات تم تخصيص يوم للاحتفال بالأم، تحدد يوم 21 مارس ويسمي بعيد الأم كمظهر من مظاهر التكريم لها والبر بها، يقدم فيه الأبناء الهدايا إلي الأم اعترافاً بفضلها وامتناناً بجميلها.

وفي الواقع هذا السلوك لا يعتبر مظهراً من مظاهر تكريم الأم، لأن الإسلام كرمها طوال حياتها وبعد موتها، ولم يخصص لها تاريخاً محدداً يحتفل به المسلمون، ولابد من التكريم لها والبر بها ورعايتها في كل لحظة تشهد عليه الأيام واللمسات الرقيقة الحانية.

وإذا تعمقنا وتركنا لقلوبنا أن نتأمل ما يحدث في هذا اليوم. . ونزلنا إلي أرض الواقع نجد أن عيد الأم ما هو إلا يوم الحزن العالمي في أكثر بيوت المسلمين، حيث هناك من يبكي في هذا اليوم لأن أمه قد ماتت، وآخر يبكي لأنه مسافر بعيد عن أمه، وهذا اليتيم يتألم من البكاء وقلبه يعتصر من الألم، لأنه لم ير أمه لأنها ماتت وهي تلده. .. وهذه الابنة تستعد للزفاف في هذا اليوم، وفي أعماق قلبها لمسة حزن لا يشعر بها أحد لأن أمها ليست معها في هذا اليوم الحاسم...

فنجد أن عيد الأم يوم بكاء وحزن أكثر منه فرحة علي المسلمين.

ولمن ماتت أمه أو فاته برها في الحياة. .. لا تبك ولا تحزن في عيد الأم. .. إن أغلي هدية تقدمها لها في هذا اليوم هو أن تقرأ ما تيسر من القرآن الكريم علي روحها وتدعو لها بالمغفرة والرحمة، وتنفق الصدقة علي روحها للفقراء واليتامي والمساكين، طامعاً في رحمة الله بها وبك، وأن يتغمدها الله برحمته مع عباده الصالحين. .. فهذا هو أفضل من البكاء والحزن في هذا اليوم، حيث تنتفع بهذه الأعمال فتشعر بالسعادة والرضا، فالميت ينتفع بعد موته من عمل غيره.

فالأم غالية وشامخة في كل يوم، ولابد من تكريمها والبر بها في كل لحظة، سواء أكانت علي قيد الحياة أم في رحاب الله.

والجنة تحت أقدام الأمهات، ومن بر أمه وتحمل في سبيل تكريمها واحترامها وعرف أنه مهما قدم فلن يوفي حقها، وأنها طالما تحملت من أجله، لكي يحيا ويسعد ويهنأ. .. قد أطاع الله ورسوله وأصبح من الفائزين بحب الله ورضاه وبمكان في الجنة. نبع الوفا
Delicious Digg Facebook Fark MySpace