بحث
بحث متقدم

 

أحس بقربك أنى اتلفت

وأحمل حبك . . . صبح مساء

وأعشق فيك جمال الوجود

وأعشق فيك جميع النساء

ففيك الحنان وفيك التحدي

وفيك التواضع والكبرياء

وأدرك أني عبد ضعيف

أؤدي التحية . . . والانحناء

تعالي نسافر عبر الليالي

لننسى مرارة هذا العذاب

برحلة عشق تجن ائتلافا

حبيبان والليل والاغتراب

تعالي نحلق حتى كأنـــا نحس

بأنا نلامس برد السحاب

تعالي تفتح ورود الخزامى

بعطر يرف بكل الشعاب

تعالي نفسر معنى وجودي

وأنت السؤال وأنت الجواب

 

 

 

بينما كانت الشمس تختفي رويدا" رويداً خلف الأفق البعيد
لاحظت حضور صديقها القمر
فأرادت مداعبته قبل أن تنهي مشوارها الطويل
فنادته :مرحبا"بأبي الليل وعنوان الظلام وسبب السهاد والأرق للسهارى
نظر القمر إليها بحياء ورمقها بنظرة لوم وعتب
قائلا: أهلا"صديقتي رمز الحر والحرائق
ابتعدي عن طريقي واحذري غضبي واعلمي بأني ملاذ المفكرين والأدباء
فالشعراء يتغنون بجمالي بين شقيقاتي الكواكب وأنا رفيق السماء ومصدر السكينة لهم
فقاطعته الشمس مرددة لا تغتر كثيراً"
فقد وصل الإنسان إلى سطحك القاحل معدوم الحياة ولم تعد حلما"ومطلبا"للبشرية
فأجابها القمر لا تتفاخري بجمالك وطلعتك البهية يا كتلة النار الملتهبة
رغم أنك توقظين الديكة باكرا"وتنيرين دروب الفلاحين
لكن تكونين خجلي فتنكسفين وتختبئين خلف السحب والغيوم
الشمس :أتنعتني بهذه الصفات وتنسى المساوئ التي تسببها بالمد والجزر
وأنت لا شخصية لك متقلب كشهر شباط في يوم أراك بدرا" وفي يوم آخر أراك هلالاً
القمر لقد تماديت قليلا" وإن لم تسكتي سأريك النجوم في عز الظهر
وأقترح عليك سباقا"أخلاقيا" رياضيا"يفوز فيه الأفضل فينا
الشمس بعيد عنك تحقيق هذا المطلب فالله عز وجل قال
"
لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون"
فابتسم القمر ثم أحنى رأسه خاشعاً"
يقول: لقد أحرجتني فنحن توأمان لكل منا دوره على مسرح الحياة
تصافحا واعتذرا وطبعت الشمس قبلات من النور للقمر وقد سبقتهما خيوط الظلام
ارتفع القمر سابحا"بين النجوم يلهم ضياؤه الشعراء والأدباء
فيكتبون على نوره الجميل أجمل آيات الإبداع

 

 


 

سوريا ياحبيبتي
*

*

*


  وما أدراك ما الوطن بالنسبة
للسوريين سورية هي تلك الرغبة
  التي تعتريك لتناول كأس شاي وأنت
  تأكل الجبنة البيضاء البلدية،
  وذاك الخمول الذي يدفعك بعد وجبة
  الغذاء الدسمة إلى قيلولة غالية،
  هي ذاك المزيج الفوضوي الذي يجري
  في شوارع العاصمة، من آلاف
  السيارات والبشر المختلطة لا وفق
  منظومة معقدة تستطيع أن تدركها أو
  تفهم آلية عملها.... ولكنها في
  النهاية تعمل، تمتزج، تتحرك،
  وتنفصل وتتلاشى الحركة في الشوارع
  لتبدأ الحياة في المنازل التي تحب
  السهر، وتبقى البيوت المتراكمة
  المتسلقة جبل قاسيون مضاءة حتى
  يطفئوها الفجر الذي يعلنه صوت
الآذان.
**
  سورية هي فيروز في الصباح... و
  (سيرة الحب) في ليل دمشقي طويل.. أو
  موال شجي عتيق على أنغام قد حلبي
  سورية.. نشرة الأخبار بين عشق
  الرجال وكره النساء،هي السياسة
  التي ندمنها دون أن نتعاطهاهي ..
  خوف صبية عائدة إلى البيت في مساء
  متأخر ، هي حب مراهق لبنت
  الجيران وقصص البيوت التي
  تناقلناها ، هي وجوه الناس التي
  ألفناها هي النميمة بين قعدة
  رجالية في مقهى و .. ' نسوان ' في
  صبحية هي طاولة الزهر وعبق
  الدخان.. سورية هي جلسة حول أركيلة
  ، ' بحرة ' في دار قديم تجمعنا
  ' قرقعة هي عدوى الضحك على طرفة
  ' بايخة ' تنتشر بين الأصحاب
  وتتمادى لتصبح قهقهة عالية لا
  تعبأ لا بالمكان والزمان سورية هي
  محجبة وسافرة تعيش في بيت واحد،
  وطبخة شاكرية على مائدة كريم دعا
  إليها كل الجيران، مسيحي ومسلم
  الكل يحمدون الله على النعمة
  ويدعون أن يحفظها من الزوال

**
  سورية هي نزعة طفل للتسرب إلى
  الشارع واللعب مع أولاد الجيران،
  هي رائحة طبيخ تفوح عند باب كل دار
  وقت الغذاء ... وجلسة دافئة لأفراد
  العائلة حول مدفأة المازوت في
  ليلة باردة سورية هي الحارة
  والأصحاب، المدرسة والطريق الذي
  تسكعناه مئات المرات ، هي الطاولة
  التي درسنا عليها والغرفة التي
  تشاركنا بها إخوة وأخوات، هي
  همومنا الصغيرة التي كبرت
  وأحلامنا الكبيرة التي تضاءلت،
  سورية هي الحب القديم، هي القلب
  الذي خفق في صدورنا أول مرة ، هي
  الغيرة التي اشتعلت على فتاتنا
  تضحك لرفيق لتترك في النفس حرق
  لذيذ .. هي حلاوة اللقاء الذي كان
  وربما لن يتكرر، هي الحياة التي
  انتزعناها من عمر مضى واحتفظنا
  بها مجرد ذكريات .. هي ضحك، بكاء،
  مئات الكلمات، أحاديث وصور تبعثرت
  في ذاكرتنا يستحضرها الحنين
  ويحفظها الشوق ونحن نعرف بأنه لا
  أمل لنا في اللقاء .. سورية هي أيام
  عشناها في وطن.. نخاف أن يضيع ،
  سورية هي الحبيب الذي هجرناه ولم
  نستطع أن نعشق سواه، سورية هي
  الماضي الذي منه ولدنا وعلينا أن
  نحرص لكي يكون المستقبل الذي يحيا
  أولادنا فيه سورية كلمة عندما
  نسمعها، تشتعل قلوبنا بالمحبة،
  وتدمع عيوننا الحائرة فرحا وحزنا،
  وتتلعثم ألسنتنا مثل مراهق يريد
  أن يبوح لفتاته بكلمة أحبك