بحث
بحث متقدم

عندما ولدت كآبتي, أرضعتها حليب العناية, وسهرت عليها بعين الحب والحنان 

فنمت كآبتي كما ينمو كل حيّ قوية جميلة تفيض بهجةً و اشراقاً 

فأحببت كآبتي و أحبتني كآبتي و احبنا العالم المحيط بنا 

وعندما كنا نمشي أناو كآبتي كان الناس ينظرون الينا بعيون تشع حباً 

غير أن بعضهم كانوا ينظرون إلينا بعيون الحسرة, لأن الكآبة منقبة محمودة 

وأنا كنت متباهياً فخوراً بها 

ثم ماتت كآبتي كما يموت كل حيّ و بقيت أنا لوحدي مفكراً متأملاً 

وها أنا ذا أتكلم فيثقل صوتي أذناي , و أنشد فلا يصغي أحد من جيراني لإنشادي 

وأطوف في الشوارع فلا يعبأ بي أحد 

غير أنني أتعزى إذا سمعت في منامي أحد يقول 



هنا كان يرقد من ماتت كآبته



جبران خليل جبران

كيف فيي أشفى منك

كيف بحاصرهالإدمان

قلبي اللي بيدافع عنك

بيقتلني بئلوكمان

كيف فيي أشفى منك

صرت حالة هذيان

ما تسأل قلبي لمين

قلبي الفيي مش فيي

محتلو صرلك سنين

وانا بحالي منسيي

قلبي ياشوق وحنين

بعدك فايق عليي

حبيبي بحبك انا

ضاع بحبك كياني

اعطيني يا كل المنى

تا أشفي قلب تاني

اوا قتلني بهالهنا

تينتهي زماني

 

حكي أن الجن المسخرين تحت إمرة سيدنا سليمان عليه السلام صنعوا له بساطا واسعا جدا من خشب مكللا بالذهب والحرير، بحيث إنه يسع جميع مايحتاج إليه من الدور المبنية والقصور والخيام والأمتعة والخيول والجمال والأثقال والرجال وغير ذلك من الحيوانات والطيور.

ووضع له في وسطه منبر من ذهب يقعد عليه وحوله كراسٍ من ذهب يقعد عليها الأولياء وكراسٍ من فضة يقعد عليها العلماء وحولهم الناس، وحول الناس الجن والشياطين، والطير تظله وتحميه من أشعة الشمس. وكان سيدنا سليمان عليه السلام كثير الغزو لمحاربة الكفار ونشر الإسلام وتعليم أنهُ لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا شبيه له، فكان إذا أراد سفرا أو قتال أعداء في أي بلد ما، حمل كل مايحتاج إليه على هذا البساط وأمر ريحا مخصوصة جعلها الله طائعة ومنقادة له، فتدخل تحته وترفعه، فإذا صار بين السماء والأرض أمرها أن تكون لينةً كالنسيم فتسير به، فإن أرادها أسرع من ذلك، أمر العاصفة فحملته أسرع، فوضعته في أي مكان شاء بإذن الله تعالى.


وكان لهذا البساط سرعة انتقال كبيرة جدا، حيث إنه كان يقطع مسافة شهر في وقت قصير لا يتعدى الخمس ساعات.

وكانت مدينة "تدمر" في بر الشام مستقر ملك سيدنا سليمان عليه السلام وقد بناها له الجن- كما قيل- من الحجارة الضخمة العريضة والأعمدة العالية والرخام الأبيض والأصفر، وقد خرج منها سيدنا سليمان عليه السلام ذات يوم صباحا يقصد "إصطخر" وهي من أكبر مدن بلاد فارس، وفيها مسجد يعرف بمسجد سليمان، وتبعد عن الشام مسيرة شهر فوصل إليها ظهرا بعون الله تعالى، ثم انطلق من المسجد بعد أن استراح إلى "كابل" في أرض خراسان (أفغانستان حاليا) وهي تبعد عن "إصطخر" مسيرة شهر فبات فيها، ثم عاد صباحا إلى "تدمر" فوصلها ظهرا.


ومن دلائل هذه الرحلات التي كان يقوم بها ما وجد في منزل قرب نهر "دجلة" حيث عثر على لوحة كتب فيها أحد صحابة سيدنا سليمان عليه السلام إما من الإنس وإما من الجن ما نصه: "نحن نزلناه وما بنيناه، ومبنيا وجدناه، غدونا من "إصطخر" فقلناه "وصلنا ظهرا"، ونحن رائحون منه إن شاء الله تعالى فبائتون في الشام".


ومما روي في ترحال سيدنا سليمان عليه السلام كذلك أنه ركب البساط مرة وسار فمر فوق فلاح يحرث أرضه، فنظر نحوه الفلاح وقال: "لقد أوتي ءال داود ملكا عظيما"، (وسيدنا سليمان هو ابن النبي داود عليه السلام) فحملت الريح كلامه فألقته في أذن سيدنا سليمان عليه السلام، فنزل حتى وصل إلى الفلاح فقال له: "إني سمعت قولك، وإنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه، لتسبيحة واحدة يقبلها الله منك خير من الدنيا وما فيها"، فقال الفلاح: "أذهب الله همك كما أذهبت همي".


وذلك لأن نبي الله سليمان عليه السلام لم يكن متعلق القلب بالرفاهية والتنعم، بل كان زاهدا في الدنيا يأكل خبز الشعير على الرغم من سعة ملكه وعظم ما بين يديه من الأموال. وكان كل يوم يذبح مائة ألف رأس غنم وثلاثين ألف رأس بقر ويطعمها للناس وهو يأكل خبز الشعير ويأتدم باللبن الحامض

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

لا اعرف الشخص الغريب
لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ
رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،

مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً
لم أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟

وأين عاش، وكيف مات فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة

سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
( ما الحقيقة؟)

رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،
ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر

فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى
نيام هادئون وهادئون وهادئون

ولم أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
الغريب وما اسمه؟
لا برق يلمع في اسمه والسائرون وراءه

عشرون شخصاً ما عداي
وتُهْتُ في قلبي
ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،

فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت ..
لا يتكلمون وربما لا يحلمون .
وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي

لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها
لأسبابٍ عديدةْ

من بينها: خطأ كبير في القصيدة


و الدين في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ
غيرُ الأولى لهمُ في زرعهِ وطرُ
من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ
و من جهول يخافُ النارَ تستعرُ
فالقومُ لولا عقاب البعثِ ما عبدوا
رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا
كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهمْ
إِن واظبوا ربحوا او اهملوا خسروا
* * *
ليس في الغابات دينٌ......... لا و لا الكفر القبيحْ
فاذا... البلبل...غنى......... لم يقلْ هذا الصحيحْ
إنَّ...دين الناس يأْتي......... مثل ظلٍّ...و يروحْ
لم يقم في الأرض دينٌ............بعد طه و المسيح
* * *
اعطني الناي و غنِّ............ فالغنا خيرُ الصلاة
و أنينُ الناي يبقى............بعد ان تفنى الحياةْ


و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما
تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرْ
لذلك قد حوَّلوا نهر الحياة الى
أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا
فالناس ان شربوا سُرَّوا كأنهمُ
رهنُ الهوى و عَلىَ التخدير قد فُطروا
فذا يُعربدُ ان صلَّى و ذاك اذا
اثرى و ذلك بالاحلام يختمرُ
فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها
و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
فإن رأَيت اخا صحوٍ فقلْ عجباً
هل استظلَّ بغيم ممطر قمرُ
* * *
ليس في الغابات سكرٌ......... من مدامِ او خيالْ
فالسواقي ليس فيها......... غير اكسير الغمامْ
انما التخدير ُ ثديٌ............ و حليبٌ...للانامْ
فاذا شاخوا و ماتوا............بلغوا سن الفطامْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ.........فالغنا خير الشرابْ
و أنين الناي يبقى...... بعد أن تفنى الهضاب


و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده
احلامُ من بمرادِ النفس يأتمرُ
و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ
فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ
فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرِ
جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
* * *
ليس في الغابات حزنٌ......... لا و لا فيها الهمومْ
فإذا... هبّ... نسيمٌ......... لم تجىءْ معه السمومْ
ليس حزن النفس الاَّ......... ظلُّ...وهمٍ...لا يدومْ
و غيوم النفس تبدو......... من...ثناياها النجومْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ......... فالغنا يمحو المحنْ
و أنين الناي يبقى......... بعد أن يفنى الزمنْ
الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا
و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا
و أكثر الناس آلاتٌ تحركها
أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر
* * *
ليس في الغابات راعٍ.........لا...و لافيها القطيعْ
فالشتا يمشي و لكن............ لا...يُجاريهِ الربيعْ
خُلقَ الناس...عبيداً......... للذي يأْبى الخضوعْ
فإذا ما هبَّ... يوماً......... سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ......... فالغنا يرعى العقولْ
و أنينُ الناي أبقى......... من... مجيدٍ و ذليلْ

وفي يوم من ذات ايام الشتاء الماطره جهز رجل صالح نفسه لكي يذهب الى صلاة الفجر ولبس افضل ما عنده وخرج ولم يكن الشارع مضائآ كفايه وقتها  وما لبث ان قطع نصف المسافه اذا به قد تعثر في بركة ماء فوقع واتسخت ثيابه ثم عاد مسرعآ الى المنزل فغير ملابسه وذهب الى المسجد وما لبث ان قطع المسافه نفسها إلا كان به قد وقع على الارض مره اخره  واتسخت ثيابه ثم عاد الكره ذهب الى المنزل وغير ملابسه وعاد الى المسجد ثم سقط واتسخت ثيابه ثم عاد الى المنزل  فغيير ثيابه وخرج من المنزل فعندما خرج من باب المنزل واذا برجل بلباس ابيض  ولحيه سوداء  ينتظره فأمسك بيده  من باب منزله الى باب المسجد  فقال الرجل الصالح لهذا الشخص تفضل ادخل قبلي فقال له انا لا ادخل المسجد فقال الرجل الصالح ولماذا أذآ اتيت بي الى المسجد  ومن انت فقال له هذا الرجل انا أبليس  رأيتك عندما وقعت اول مره غفر لك ذنبك ما تقدم منه وما تأخر وعندما وقعت مره آخره غفرلكل أهل بيتك وعندما وقعت مره آخره غفر لكل أهل حييك فخشيت ان تقع مره آخره فيغفر الله لكل أهل بلدك

 

عليك بتقوى الله إن كنت غافلا
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
أرزاق

خرج طبيب جراح مشهور واسمه سعيد من بيته على عجل
كي يذهب الى المطار للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي

الذي سيلقي بحثا فيه وسيلقى تكريما من اكاديمية
الجراحين العالمية على انجازاته الفريدة في علم الطب

كان متحمسا جدا ولم يصدق انه وصل الى المطار
دون عوائق في الطريق وصعد الى الطائرة واقلعت وهو يمني

النفس بالتكريم الكبير الذي حلم به طوال حياته المهنية ,
وفجأة وبعد ساعة من الطيران جاء صوت مضيفة الطيران

لتعلن ان الطائرة اصابها عطل بسبب صاعقة
وستهبط اضطراريا في اقرب مطار .

توجه الى استعلامات المطاروقال:
انا طبيب عالمي مشهور كل دقيقة من وقتي تساوي ارواح ناس

وانتم تريدون ان ابقى 16 ساعة بانتظار طائرة ؟
هناك مؤتمر عالمي يجب ان اصل اليه .

اجابه الموظف دون اكتراث :-
يادكتور لست انا من يقرر مواعيد الطائرات

ولكن اذا كنت مستعجل لهذا الحد فيمكنك استئجار سيارة
والذهاب بها فالمدينة التي تقصدها لاتبعد عن هنا

سوى 3 ساعات بالسيارة .
رضي سعيد على مضض فهو لا يحب القيادة لمسافات طويلة


واخذ السيارة وظل يسوق وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل
مدرارا واصبح من العسير ان يرى اي شيئ امامه ولم يتنبه

الى المنعطف على يمينه وظل مستمرا بالسير الى الامام
وبعد ساعتين من السير المتواصل ايقن انه قد ضل طريقه

واحس بالجوع والتعب فرأى امامه بيتا صغيرا
فتوقف عنده ودق الباب فسمع صوتا لامرأة عجوز يقول:

تفضل بالدخول كائنا من كنت فالباب مفتوح
دخل سعيد وطلب من المرأة العجوز الجالسة على كرسي
 متحرك
ان يستعمل تلفونها لان بطارية الهاتف النقال قد نفذت
ضحكت العجوز وقالت

اي تلفون ياولدي ؟ الا ترى اين انت ؟
هنا لا كهرباء ولا ماء حنفية ولا تلفونات

ولكن تفضل واسترح وصب لنفسك فنجان شاي ساخن
وهناك طعام على الطاولة كل حتى تشبع وتسترد قوتك

فامامك طريق طويل يجب ان تعود منه .


شكر سعيد المرأة وجلس يأكل بينما كانت العجوز تصلي وتدعي


وانتبه فجأة الى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير قرب العجوز
وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة .



استمرت العجوز بالصلاة والدعاء طويلا


فتوجه سعيد لها قائلا :

يا أم والله لقد اخجلني كرمك ونبل اخلاقك واغاثتك الملهوف
وعسى الله ان يستجيب لكل دعواتك .

قالت له العجوز
ياولدي انت ابن سبيل اوصى بك الله كل من في قلبه ايمان
واما دعواتي فقد اجابها الله سبحانه وتعالى كلها الا واحدة

ولا ادرى مالسبب ولعل ذلك بسبب قلة ايماني .
قال لها سعيد :
وماهي تلك الدعوة يا أم ؟

الك حاجة في نفسك فاقضيها لك ؟ فانا مثل ولدك
قالت العجوز :
بارك الله بك يابني ولكني لست بحاجة لشيئ لنفسي
اما هذا الطفل الذي تراه فهو حفيدي وهو يتيم الابوين

وقد اصابه مرض عضال عجز عنه كل الاطباء عندنا
وقيل لي ان جراحا واحدا قادر على علاجه يقال له سعيد
ولكنه يعيش على مسافة كبيرة من هنا ولا طاقة لي

باخذ هذا الطفل الى هناك واخشى ان ياخذ الله امانته
ويبقى هذا المسكين بلا حول ولا قوة
فدعوت الله كل يوم وليلة ان يسهل امرى

وأجد طريقة اعرض بها هذا اليتيم على الدكتور سعيد
عسى الله ان يجعل الشفاء على يديه .
بكى سعيد وقال :

يا أم والله لقد طرت وسرت وعطلت الطائرات
وضربت الصواعق وامطرت السماء كي تسوقني اليك سوقا
فوالله ماايقنت ان الله عز وجل يسبب الاسباب لعباده المؤمنين

الا في بيتك هذا فوالله أنا سعيد ...
فبكت العجوز وقالت: سبحان الله ما أعظمك يا ربي

قال ذئب مضياف لحمل مسكين
هل تريد أن تشرف منزلنا بزيارة؟؟
فأجابه الحمل: كم كان فخري بزيارتك عظيما
لو لم يكن منزلك في معدتك

 

 

كنت في الثامنة عشرة من عمري عندما فتح الحب عينيَّ بأشعته السحرية،ولمس نفسي لأول مرة بأصابعه النارية . وكانت روبا المرأة الأولى التي أيقظت روحي لمحاسنها ، ومشت أمامي إلى جنة العواطف العلوية حيث تمر الأيام كالأحلام وتنقضي الليالي كالأعراس. روبا هي التي علمتني عبادة الجمال بجمالها، وأرتني خفايا الحب بانعطافها، وهي التي أنشدت على مسمعي أول بيت من قصيدة الحياة المعنوية. أي فتى لا يذكر الصبية الأولى التي أبدلت غفلة شبيبته بيقظة هائلة بلطفها، جارحة بعذوبتها، فتاكة بحلاوتها؟ من منا لا يذوب حنيناً إلى تلك الساعة الغريبة التي إذا انتبه فيها فجأة رأى كليته قد انقلبت وتحولت، وأعماقه قد اتسعت وانبسطت وتبطنت بانفعالات لذيذة بطل ما فيها من مرارة الكتمان، مستحبة بكل ما يكتنفها من الدموع والشوق والسهاد. كل فتى له حب يظهر على حين غفلة في ربيع حياته. ويجعل لانفراده معنى شعرياً ويبدل وحشة أيامه بالأنس، وسكينة لياليه بالأنغام. كنت حائراً بين تأثيرات الطبيعة وموحيات الكتب والأسفار عندما سمعت الحب يهمس بشفتي حبيبتي في آذان نفسي، وكانت حياتي خالية مقفرة باردة شبيهة بسبات آدم في الفردوس عندما رأيت روبا منتصبة أمامي كعمود النور، حبيبتي هي حواء هذا القلب المملوء بالأسرار والعجائب، هي التي أفهمته كله هذا الوجود وأوقفته كالمرآة أمام هذه الأشباح. حواء الأولى أخرجت آدم من الفردوس بإرادتها وانقياده، أما حبيبتي فأدخلتني إلى جنة الحب والطهر بحلاوتها واستعدادي، ولكن ما أصاب الإنسان الأول قد أصابني، والسيف الناري الذي طرده من الفردوس هو كالسيف الذي أخافني وطردنني من جنتي  .... "


قم ضع يدك بيدي
قم احمي غدك و غدي
نفتدي ارضنا بالدماء نفتدي
نقضي نقضي على الشرور و ننشر السلام
نحيا بزهو و سرور في حب و وئام
هيا بنا هيا بنا يا رفاق هيا يا اصحاب
بعزما و بئسنا نذلل الصعاب
ساعدي ساعدك نساعد الجميع
ساسوكي قوتك قوة الجميع
نقضي بها على الأشرار و ننصر الاخيار
قم ضع يدك بيدي
قم احمي غدك و غدي
نفتدي ارضنا بالدماء نفتدي

ساسوكي

ايها المارون في الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم .. و انصرفوا
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا .. و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء

***
ايها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة اخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا
وعلينا ، نحن ، ان نحرس ورد الشهداء
و علينا ، نحن ، ان نحيا كما نحن نشاء

***
ايها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
خلنا في ارضنا ما نعمل
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر.. او خجل
فخذوا الماضي ... اذا شئتم الى سوق التحف
و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد ، ان شئتم
على صحن خزف لناما ليس يرضيكم ، لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل

***
ايها المارون بين الكلمات العابره
كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة ،.. وانصرفوا
واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس
!او الى توقيت موسيقى مسدس
فلنا ما ليس يرضيكم هنا ،... فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم ....وطن ينزف و شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة
ايها المارون بين الكلمات العابرة
آن ان تنصرفوا ...
وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا يننا
آن ان تنصرفوا ......
ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا
فلنا في ارضنا مانعمل
ولنا الماضي هنا ..
ولنا صوت الحياة الاول
ولنا الحاضر .. والحاضر .... والمستقبل
ولنا الدنيا هنا.... و الاخرة
فاخرجوا من ارضنا
من برنا ..من بحرنا
من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا
من كل شيء ......... واخرجوا
من ذكريات الذاكرة .....
ايها المارون بين الكلمات العابرة
 

الشاعر الكبير محمود درويش  رحمه الله

 

صبَاحُ الخَيْرِ يَا وَطنَاً .. يَسِيرُ بِمَجْدِهِ العَالِي إلى الأَعلى

ويَا أرْضَاً عَشِقنَا رَمْلَهَا .. والسَفْحَ والشُطْآنَ والسَهْلا

صباحُ الخيرِ يا قِمَمَاً .. إليكِ الشمسُ تُهدي القُبلةَ الأولَى

وأنتِ الخيرُ يا من .. في كتابِ اللهِ ذِكرُكِ آيةً تُتلى

وأنتِ الخيرُ يا بَلدي .. يا بلدي

تُرابُكِ طُهْرُ مَنْ صَلّى .. وماؤكِ مِن دَمي أغلى

وحُبّكِ هَدْيُ مَنْ ضَلّ .. حَمَاكِ الخَالِقُ المَولى

على مِندِيلِكِ الأَخْضَر .. سكبتُ عَواطِفي عِطرَا

وفوقَ جَبينكِ الأسْمر .. رأيتُ المَجْدَ والفَخْرَا

وفِيكِ بِحُبِّنا الأكبر .. أذوبُ بلوعة حرى

أحِنّ إليكِ أنْدَاءاً .. خُيُوطُ الفَجْرِ مِرشَفُهَا

وألحَانَا عَلى أوْتَارِ هَذا القَلْبِ أعْزِفُهَا

وَلَوْعَةَ عَاشِقٍ فِي عَجْزِهِ .. يَحْتَارُ وَاصِفُهَا
 

من روائع الشاعر اليمني الكبير  الكاتب الأستاذ  عباس الديلمي وقد قام في أحياء هذه القصيده  صوت يسكب الراحه في النفوس وصوت يعطي الروح فضاء تسري به دون خوف المطربين السوريين أمل عرفه وفهد يكن


« الصفحة السابقة  |  مشاهدة نتائج 16-30من 30  |  الصفحة التالية »