بحث
بحث متقدم

 

فتاة مسكينة
على نمط قصة بائعة الكبريت
مأخوذة أيضاً عن قصة حقيقية
تتجول بين أكوام من البشر ولكن لا حياة لمن تنادي ولن يسمع أصم نداء قلب محروق .
هي في سن الثامنة أو التاسعة إن صح التقدير حمامة بيضاء في إيهاب أسود قد ألبسها إياه الدهر تحوم حول غرابيب سوداء , ولكن الدهر نفسه ألبسهم حلة بيضاء تحمل في يدها الصغيرة أعواد سكاكر لعلها تكسب الرزق الذي سيعيلها مع ذلك الأب الذي قاده الزمان إلى أن يرمي فلذة كبده في قارعة الطريق .
تنادي بصوتها الخافت مناديةً قلوباً من الصوان قائلة :
" اشتروا مني ولو قطعة , أنا لا أطلب هبة ولا رحمة , ولكن أيقظوا عقولكم الصغيرة فأنا فقيرة ولكني لست بلا شعور ليس ذنبي أن أكون سجينة الفقر فذلك القدر ليس ذنبي أنني اليوم منبوذة "
تعود أدراجها حزينة وتحترق الدمعة داخل عينيها الصغيرة و فجأة تنفض الغربان أجنحتها و تحلق ليظهر بينها طائر الرحمة المنتظر , والفرح المرتقب .
لقد ظهر ما كانت تنتظره على مدى خمس ساعات متوالية ..........
ليخرج يده البيضاء من داخل جيبه الكحلي ليقدم لها ما أدخل البهجة إلى قلبها , غير نظرتها في هذا المجتمع .
ومن ثم دنا منها وقال لها ألن تعطيني من تلك السكاكر أجابت نعم نعم حتماً وانهالت تدعو له بقلب محروق , وبدأت تجري وفي عينيها دموع الفرح التي سقطت كالدر من عينيها بعد أن التقت بعدد من أصحاب ذلك الشاب الذي أسمته صاحب الظل الطويل لأنها لم تعرف اسمه وما كادت أن تسأله حتى اختفى بين ظلال الأشجار وفي هياكل البشرالميتة التي ما زالت على قيد الحياة .
وسرعان ما ذهبت لأبيها تحمل له البشرى بعكس الأيام الخوالي وإذ به يصرخ دون شفقة أو رحمة , ويأخذ ما ملكت لتعود مرة أخرى لتعاني في اليوم التالي.
وهنا يكمن السؤال هل ستلقى صاحب الظل الطويل مرة أخرى لكي يدخل السرور إلى قلبها ويسعد والدها .
وإلى متى سنظل نبحث عن الخير في داخل البشر أم هل اختفى لا أدري لا أدري .....
 
أحمد الشهابي
Economic880@live.com
Delicious Digg Facebook Fark MySpace