بحث
بحث متقدم

 

ذكريات إلهة الحزن الفلسطيني
عندما نظرت في تلك العيون
شاهدت الوطن
و قرأت المعجم المنسي ... في أرض المسيح
فابتدعت صورة الزمن المعاد
صورة منسية الألوان باهتة
وطفلة تحكي ...حكاية عاشق ..وله
بيوت الشعر مأواه
يعمرها .. وبسكن في قوافيها
ويهديها لمن يهوى
شاعر يهوى حبيبته حدود الصمت
حدود الموت
لكن بلا جدوى
حكموا عليه يعيش مغلولا
بأحلام اللقاء
ما أصعب الموت غريب
لكنه زمن الفراق
فلا الدروب تميل حتى تلتقي
ولا الجبال تعانق الأفق البهي ...
فلا أفق بهي
سلبوا المحب حبيبته .....سبوها
وزينوها لغير من تهوى
وقالوا:
هكذا الله أراد
انه الرب الذي اختار الدروب
هذا هو الميعاد
ميعاد الفرح ...أرض ...لقاء
كم قاتم هذا الفرح
وكيف تغيرت ألوان أزهار الربيع
كم موحش هذا السواد ....وقاتل
فهو اتحاد بين قلب أسود ..
وضحكات هوان
*******
لم لا نعود لموسم الأطفال
نهديهم ثمار الحب ...
من أرض الولاءات
وصدر عامر ...
يضم الحب و الايمان
للأرض صدر مثل صدر الأم
لا حد يطوقه ...
ولا صيف شديد القيظ يحرقه
فينسيه الحنان
الأم لا تنسى ...
والأرض لا تنسى
*****
للأرض ذاكرة ولون صارخ
في عيون أطفال الجليل
وصبية من صبايا القدس
تحمل عبء كهل ..
فوق كتفيها كمنديل
فيه امتزاج بين ألوان لذاكرة التضاد
الأحمر , الشفق ..الأصيل
ولون دم الضحايا ...
مخضبات
والشقيق
والأخضر , الزيتون والليمون
وسنديانة وقفت على طلل الأحبة
تنشد العهد العتيق
والأسود الليلي , في شعر الصبية
شلال ألحان تهادى ...
وسحر في العيون
ولون الموت في عين الشوارع
طفل يمد يديه ...ليدي طفل ينازع
فكا منهما في آخر الرحلات ...
يحتاج رفيق
والأبيض الثلجي ...لون الصدق
وحصان أحلام يطير
ويحمل شاعرا ...قد قيدته يد المنون
وعروسه ...بالأبيض المصبوغ
تزف لغير من تهوى
باعها شيخ القبيلة....
قابضة ثمن الخيانة
والكل باركه ...
فما زالت قبيلتنا تعيش في عصر الرقيق
****
في هذه الألوان تسكن قصة
شبت على أحلام طفل
أرخت ذوائبها مع الريح
وطارت فوق أجنحة الخيال
إلهة الحزن الدفين
حطت على الأوليمب
ونادت بأعلى صوتها
آلهة الزمان
اله البحر ..اله البر
آلهة السحاب
زيوس :
قد جئت حتى أغير الدوار
ما عاد هذا الدور يرضيني
ما عاد هذا الحزن يغويني
*****
للطفل حق في الفرح ...
 وفي الحياه
فهو الإله
فانظروا في عين طفل
سترون الغد أجمل
ليس للآلام من أثر
سترون لوحة الدنيا ..
تلون بالأغاريد .... وضحكات الصبايا السمر
وحلوة تزف لشاعر عذري
يهديها تراتيل غرام
والطفل المسيح ..يوزع البشرى
بألوان المحبة , والتسامح والسلام
وصبية سمراء من عمر الزهور
تتلو صلاة النور ... تغرق في الحنين
رد الإله : لكنه زمن الأنين
تنهيدة خرجت ببوح صاخب
تحمل في طياتها حزن دفين
لاشئ في يدنا .... فقد سرقوا مناصبنا
وعرونا
لاشئ في يدنا لنفعله
لم يبق إلا ذكريات
هذي الإلهة ..ما تبقى من صدى الماضي السعيد
هذي الإلهة من بنات العيد
فشاركونا في عبادتها
وغنوها الأناشيد
فأنتم مثلنا ....
لاشيء يبقيكم على قيد الحياة
إلا الأمل ..
بأن تقود الذكريات
إلى مكان الذكريات
*****
عندما حدقت في تلك العيون
قرأت هذي الذكريات .
 
Delicious Digg Facebook Fark MySpace