بحث
بحث متقدم

 

.. بعثرات في البعد ..

 

.. أيا يوماً ولى مدبراً ..

 

 

ناديتك بعلو صوت

 

تترنح أصداؤه في أفق جبال الصمود

 

 

.. أما آن لك أن تعود ؟!! ..

 

 

 

.. عد إلي ..

 

 

فأنا في بعدك

 

سئمت كل أيام العمر

 

 

 

.. حزمت أمتعتي ..

 

لملمت أحرفي

 

وكل أقنعتي

 

.. وعزمت السفر ..

 

 

 

.. و ألقيت بنفسي في بحر الهوى ..

 

تحملني سفينة السهر

 

 

 

.. و أبحرْت ..

 

 

.. في بحر ..

 

عابسة أمواجه

 

 

تارة تجدها ثائرة

 

تصرخ من شدة حزنها

 

 

 

.. وتارة تجدها ساكنة ..

 

تئن في صمت مخيف

 

يحيط به غموض يحيرني

 

 

.. غموض ..

 

زاد ألمي

 

نزفت به جراح كانت قد التأمت

 

أنّت به روحي

 

.. وما عدتُ أميّز أنّاتي ..

 

.. من أنّاتها ..

 

 

 

.. و رسوت على كل الموانيء ..

 

 

وكلما رست سفينتي على ميناء منها

 

أجدني أبدل قناعي

 

بقناع جديد يلائمه

 

علني أستطيع مواكبة بشر يسكنون فيه

 

 

 

.. لكن قلبي ينفطر ..

 

وينزف

 

و يصرخ بالآه

 

.. دون صوت ..

 

 

 

فأحاول بعثرة حنيني

 

.. أحرفاً ألقي بها على رمال الشواطيء ..

 

لأرسم بأصدافي و قواقعي

 

لوحة مزقها الزمان

 

.. و كلما هممت أن أكملها ..

 

أجدها تتمزق في يدي

 

و تتلاشى بين ذرات الرمال

 

لتبتلعها مياه البحر

 

.. و تُسكنها أعماق الليل الأسود ..

 

 

فتكون منسيّة

 

.. مع ما مضى ..

 

.. و ما كان ..

 

 

 

.. فأعود بذلك أدراجي ..

 

باحثة عن ميناء جديد

 

لا أملّ

 

و لا تكلّ مجاديف قدري

 

 

 

.. إلى أن رست سفينتي على ميناء أذهلني ..

 

 

و لا أعلم

 

.. أرَست عليه بإرادتها ..

 

 

أم أن شيئاً خفياً

 

أقوى منها و مني

 

.. هو ماقد أرساها ؟!! ..

 

 

 

.. و لأول مرة منذ زمن ..

 

أسمع نبضات قلبي

 

 

 

.. عذراً أيها القلب ..

 

فقد كنت قد نسيت

 

.. أن لك نبض ..

 

 

 

.. و احترت ..

 

 

 

أي الأقنعة أضع هنا ؟!!

 

 

 

.. هاتف داخلي همس لي ..

 

أن أضعها كلها

 

 

.. لكني كلما حاولت وضع أحدها ..

 

وجدته يتمزق

 

 

 

لا

 

لم يتمزق

 

 

.. بل إنه ينصهر أمامي ..

 

كحديد تصهره النيران

 

 

 

.. و زادت حيرتي ..

 

 

و زاد خوفي

 

 

.. وقد انصهرت كل أقنعتي ..

 

 

 

و وجدتني أبكي

 

 

 

.. و أحسست فجأة بيد تداعب خصلات شعري ..

 

أو لعله كان طيف يد

 

.. لا أدري ..

 

 

 

.. و رفعت رأسي ..

 

 

.. لأجدكَ ..

 

 

.. نعم ..

 

 

 

إنه أنتَ

 

 

 

كيف غاب عني أنني مهما بعدتُ عنك

 

و أبحرت بعيداً

 

بعيداً جداً

 

 

 

.. أنني بإبحاري و بعدي ..

 

.. حتما عائد إليكي ..

 

 

 

 

.. كيف نسيت أن أقنعتي لا تسقط إلا معكَ ..

 

 

 

.. و أن مياه البحر التي يبعدني مدها ..

 

 

هي نفسها التي بجزرها

 

.. تعيدني لنفس مكاني ..

 

.. بين يديكَ ..

 

 

 

.. كيف نسيت ..

 

أن القلب القامع وسط أحشائي

 

لا يعرف النبض

 

إلا بنبضكَ

 

 

 

.. و أن الأيام لا تزهو أزهارها ..

 

إلا في ربيع عمرك

 

 

 

.. اعذرني يا حبيب قلبي ..

 

اعذرني يا كل الأماني

 

 

 

.. اعذرني ..

 

.. إن نسيت روحي ..

 

 

 

.. فروحي لم تكن في البعد ..

 

.. إلا معكَ !!! .. 

 

Delicious Digg Facebook Fark MySpace