بحث
بحث متقدم
Category: الحياة

يأجوج ومأجوج
أسطورة تاريخيه أم .... نهاية العالم
أسماء أشخاص .... أم أسماء شعوب ... أم لا هذا ولا ذاك ... إنما هي رموز للدلالة على أمور في التاريخ الإنساني
يستقي منها الإنسان العاقل معاني وقيماً تبعده عن الشر واتبعاعه .... وما ورود هذين الاسمين في الكتب السماوية عن عبث
إنما بمعنى ودلالة ... إلا أن تحولهما إلى خرافات وقصص أسطورية وتجارة في سوق الكتب الرخيصة وضياع وتشتت لأعداد كبيرة
من الناس ضعاف العقول ومحدودي الثقافة والمعرفة هو ما لا يقبله العاقل .. فهذا لم يكن المبتغى من ذكر هذين الاسمين في
الكتب السماوية خاصة أنه بالإطلاع على ما كتب قديماً وحديثاً في قرننا الحالي عن يأجوج ومأجوج يجعل منهم فردين أو شعبين
موصوفين بالخوارق والكعجزات بما يحملانه من رعب حقيقي .. حيث افترض من كتبوا عنهم أنهم ملؤوا الأرض ذعراً قديماً
وسيلؤونه لاحقاً في نهاية الدنيا مما سيكون نذيراً لقيام الساعة ... والغرابة أنه لم يتم تناول يأجوج ومأجوج تناولاً علمياً
بعيداً عن الخرافة والأسطورة والحكاية والخيال المموج .. ما حمل في طياته إفساداً للعقل وتشويهاً للحقيقة وتزييفاً للتاريخ
وتهويلاً لما هو منتظر وإساءة للأديان وخدمة لأعداء الإسلام والعلم وتكريساً للفكر الخرافي السلبي لقد أصبح كل مستكتب يدلي
بدلوه في الكشف عما ليس هو بحاجة للكشف عنه فيما يخص يأجوج ومأجوج ....
فهل يأجوج ومأجوج اسم واحد لا اسمان كما يدعي البعض ؟؟ وهل هذا الاسم الواحد هو من أولاد يافث بن نوح ؟؟ فهذا ما لا دليل
علمي وتاريخي يدعمه .. وهل ليافث حقاً ولد اسمه يأجوج ؟؟ وإذا كان الأمر كذلك فأين يأجوج من مأجوج ؟؟ وكيف اندمجا
معاً في اسم واحد ؟؟ أليس هذا هروباً من الحقيقة وضعفاً في الإسناد العلمي والتاريخي لأن نعثر على يأجوج ومأجوج بعيداً عما
ورد ذكرهما في سورتين من القرآن الكريم وما تعرضت له قبلاً الكتب السماوية الآخرى ...
أما أن يكون يأجوج ومأجوج اسمين عربيين أو عجميين فهذا ما لايهم في دراسة ما دار حولهما .. وأما أن يكون يأجوج ومأجوج
شعبين مختلفين أو ثلاثة شعوب كما يرى البعض .. اتصفوا بالهمجية والقسوة والإجرام .. مما أدخل الرعب في قلوب أعدائهم
بني البشر الذين عاصروهم .. فهذا ما يتوقف عموماً مع المنطق التاريخي ... ومع السرد الديني لقصتهما .. وأما أن يكون
الترك والمغول وسكان شرق آسيا من أبناء عمومهم وممن يشبهونهم في الصفات الجسدية .. فهذا غير مقبول وليس له بمدلول يدل
عليه .. فالترك والصقالبة يختلفون في صفاتهم عن المغول بما فيهم سكان شرق آسيا .. غير أن ما يدل حقاً على وجود شعبين
بهذا الاسم وما يدل على كثرتهم وحجم المساحة المنتشرين فيها قياساً بأعداد غيرهم ممن عاصروهم في العصر الذي وجدوا فيه ..
وهو قديم وقد يعود لإلى ما بعد النبي نوح ( عليه السلام ) .. فهذا ما أصبح مضرب المثل .. وما أتصفوا فيه من قسوة ووحشية
وإفساد في الأرض التي يحلون فيها .. مما لا يمكن نكرانه لوروده في القرآن الكريم حيث تم وصفهم في سورة الأنبياء 96 , 97
بقوله تعالى ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ) وكذلك قوله تعالى ( واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة
أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ) .. وما هذا إلا تحذير لعدم غزوهم لكثرتهم لأنهم سيطبقون من كل جهة ..
وليترك الأمر لله لأن مصيرهم محتوم لكفرهم وتمردهم وطغيانهم ...

Delicious Digg Facebook Fark MySpace