بحث
بحث متقدم
قصة مستقاة من قصة واقعية .أحببت كتابتها لمشاركتكم الفائدة التي استفدتها منها حين حدوثها...ساعدني في صياغتها ..من أدين لهم بتشجيعي على الكتابة الهادفة ..
أتمنى أن تجدوا فيها الفائدة

 
ببسمة وثقة دخلت إلى مكتب شؤون الموظفين ..تحمل طلب توظيفها..سعادة ترتسم على وجهها وبقايا طفولة تلمع في عينيها ..تمسك بفخر وقوة شهادة الثانوية التي استلمتها حديثا ..و التي تعتبرها سلاحها الوحيد لكي يتم قبولها .
بجوارها كانت امها ..علائم التعب و الحزن بادية عليها ..تنظر الى فتاتها بنظرة ممزوجة بالفرحة و الحسرة ..فرحة لاحتمال حصول ابنتها على عمل يخفف عليهم العبء الثقيل ..وحسرة اضطرارها دفع فلذة كبدها للعمل بعد وفاة عائلهم المفاجئة.
بدات الأسئلة الروتينية تتالى من قبل الموظف المسؤول ..و كانت ردود الفتاة تمثل نموذجا لما يجب تلافي البوح به او الحديث عنه في مثل هذه المواقف.
و لكن حاجة الشركة الماسة ..لوظيفة مساعدة مكتب ..وقلة المتقدمين لها ..لبعد موقع الشركة..و ضآلة رواتبها..دفعته للتغاضي عن الاجوبة ..و القبول بخضوعها لتجربة الثلاثة اشهر ..تلك التجربة التي يخشاها كل موظف جديد ..و يحسب ايامها و يراقب تناقصها ليعرف منتهاها.
تم اعلامها بمواعيد دوامها و مهامها..و في اليوم التالي باشرت الفتاة ممارسة مهام عملها الجديد ..سارعت بالتعرف على الموظفات و التعريف بنفسها ..و استقبلها الجميع بلطف ..و أبدوا رغبتهم في مساعدتها دعما لها و مراعاة لصغر سنها.
و لكن لسوء حظها ..كانت الأخطاء تلاحقها اينما حلت و ارتحلت ..بعضها ناتج عن قلة خبرتها ..و بعضها كان سيقع بها او بدونها ..
حاولت جاهدة تحسين صورتها ..و لكن اخطاءها وصلت إلى مالك الشركة ..
وبدات الاشاعات تحيط بها من كل جانب ..بان مشوار عملها سينتهي بانتهاء الشهر الثالث ..و لا مجال و لا أمل بالتمديد ..
و مع ذلك كانت تدخل كل يوم إلى الشركة بوجه بشوش و ابتسامة مشرقة و تواظب عملها ..و تحسنه يوما بعد يوم ..تجد و تتعب ..و تعمل بإخلاص ..إلى أن مر اليوم الموعود و فوجئ الجميع ..بان ما سمعوا لم يطبق. و ان مشوار عملها بدا للتو ..و لم ينتهي
وهنا اقتربت إحدى الموظفات و سالتها ....من أين أتتك هذه الثقة ..و هذا التفاؤل..؟؟
فاشرقت ابتسامتها وقالت .أخبرتني والدتي أن الإنسان إن قدر له أمر فما من قوة تحول دون تمامه ..و إن حرم من أمر فما من قوة قادرة على منحه ما حرم ..وكانت تدعو لي ان يبارك لي في عملي إن كان خيرا لي و يبعدني عنه إن كان شرا لي..فوثقت بما قالته ..وتوكلت على ربي ..و أخذت بالأسباب..فكان ما كان ..
كانت اجابتها مفاجئة للجميع ..فالاغلب كان ينتظر جوابا مخالفا تماما...جوابا اعتادوا على سماعه .. ..فكانوا في الواقع ينتظرون منها تسمية الشخص الذي استخدمته كواسطة لتمرير أمورها ..لعلهم يستفيدوا منه أيضا في مواقف مشابهة .
فللأسف صار فتامين (و) هو الحل لاي أزمة .. و من لديه عوز منه ..يحيل عوزه إلى مرض عضال يكاد يوقف حياته ..
فيصبح انعدام الواسطة في حياة البعض ..شماعة يعلقون عليها ..كل مشاكلهم ..فيستكينوا لهذا التبرير و يكتفوا بالعتب والحزن و النظر بعين حاقدة لكل ناجح ...فلا ناجح برأيهم إلا من لديه دعم و مؤونة لا باس بها من هذا الفتامين السحري الذي يفتح الأبواب الموصودة و يمهد الطريق للفرص المبهرة.
معتقد ترسخ للاسف في أذهان الكثيرين..وأصبح من الصعب أن يدرك الناس أن تسليم الامر لصاحب الامر ..و الايمان الصادق بان ما كتب لهم سيصلوا اليه ..دون الاضطرار لمداهنة فلان ..و دفع مبلغ لفلان ..
فالعمل الصادق الجاد ..و الايمان ..هما اهم مفاتيح النجاح
Delicious Digg Facebook Fark MySpace