بحث
بحث متقدم

كم منا أحب و عشق حتى وصل لدرجة الهوى

كم منا تعذب و تألم حتى انتحر من درجة الهوى

لكن من منا الذي لا يحن الى حارته التي

أنجبته و أحبته و عشقته و هوته

أنجبته حينما أحسا أنه ينتمي اليها و الى هواها

أحبته حينما بدته من بين كل البشر و المخلوقات

عشقته بحضنها الدافىء و أرصفتها المتكسرة

هوته حينما أعطته هواها العاصف المنشود

اشتقت اليكي يا حارتي و الى أزقتك الضيقة

عانقتكي حينما عانقت أعمدتكي القديمة اللينة

قبلتكي حينما قبلت أحجاركي الدافئة المولهة

أحجاركي الحنونة المليئة بالعشق و الهوى

مليئة بالدم الأحمر القاني لكنها لا تحكي

انتشيت حينا انتميت اليكي و أحسست أنكي ملكي

استلذيت و جننت حينما تولد لدي شعور أنه خلق بيني و بينكي

حب أعمى طائش ثائر لا يعرف أي شيء فقط يعرف أنه يحب

حارتي و يموت فيها و لا يستطيع التفريط بها

رغم كل هذه الأبنية الجميلة و المتطورة و المصطنعة

لكن حارتي الجميلة لها جاذبها الخاص و المميز فهي

تستقطب كل السياح و كل الزوار و لكن لا تفتح قلبها

ألا الى قاطنها  الذي عشقها و روته من ماءها و دماءها

لا أريد أن أخسركي أو ابتعد عنكي أيتها الحارة الجميلة

أريد أن أضل عائشاً في حضنك دايبا في كنفك الحنون

ليتني أستطيع أن أترك شفاهي فوق حجاركي

ليتني أستطيع أن أترك أضلعي حاضنة أعمدتكي

حتى و لو ذهبت الى الثرى الأخير المكتوب

ستظل عيوني معكي حامية لكي و لأعمدتكي

سيظل قلبي معكي معانقاً أحاسيسك المكنونة

سيظل حبي لكي شمعة لا تنطفي في قلوب العشاق

حباً أحمراً بلون دمه أخضراً بلون طبيعته أزرقاً

بلون بحره الذي يعطي كل شيء و يأخذ أي شيء

نركله فيه يعطينا الأمل و الحب و الحنان و التفاؤل

و يأخذ منا التشاؤم و الكره و الحقد و اليؤس المحطم

شكراً لكي يا حارتي لأنكي أعطيتني هواكي من فم الحجر

بقبلاته الحارة المليئة بالشغف و التراث القديم 

 

 

 

Delicious Digg Facebook Fark MySpace