بحث
بحث متقدم

كان في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأةٌ سوداء لا يؤبه لها،  خرقاء لا تحسن عملاً، تكنى بأُمِّ محجن، ليس لها عملٌ سوى التقاط الخِرق والقذى والعيدان من المسجد، وفي إحدى الليالي فاضت نفسها ـ رضي الله عنهاـ، وفارقت الحياة، وودّعت الدنيا، فصلى عليها جمعٌ من الصحابة،  ودفنوها، ولم يخبروا رسول - صلى الله عليه وسلم-  بموتها، فافتقدها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فسأل عنها؛ اهتمامًا بها، وإكبارًا لشأنها، فأخبره الصحابة بما كان منهم تُجاهها، فقال صلى الله عليه وسلم: "دلّوني على قبرها" ثم أتى قبرها حتى وقف عليه، ثم صلى عليها، رواه مسلم.
   سبحان الله! امرأة ضعيفة قليلة الشأن عند أهل ذاك الزمان، يسأل عنها أفضل الورى، وخير من وطئ الثرى، فلا يقنعُ حتى يقفَ على قبرها ويصليَ عليها، وهو الذي صلاته سكن، ورحمة، ونور، وضياء،  فهنيئاً لها ذلك.
يا تُرى، ماذا فعلت هذه المرأة؟! وبأي شيء بلغت هذا المنزل عند نبيها؟!
لقد كانت تَقُمُّ المسجد، وتلتقط القذى والخرق والعيدان منه، نعم أيها الكرام، كانت تَقُمّ المسجد وتنظّفه، فكان ما كان من سؤال نبيها صلى الله عليه وسلم عنها، ثم صلاته صلى الله عليه وسلم عليها.
إذن فلا تحقرنّ من المعروف شيئاً، حتى القذاةَ تخرجها من المسجد،  فربما رحمك الله بذلك. 
 

Delicious Digg Facebook Fark MySpace