بحث
بحث متقدم

 

أعطى إشارة الموافقة لشاب يعمل عنده أن إنصرف ، ثم  بدأ بنفسه بإعداد فنجانين من القهوة في مكان معد لذلك ، لم تكن الملعقة وحدها التي تدور في الركوة ، بل يشاركها بالدوران أفكار في رأسه ، و كلمات تتقافز في ذهنه ، يستبعد لفظا و يستثني آخر حتى يطمئن لثالث ، بعناية فائقة أصبحت الفكرة جاهزة ، فانشرح صدره و نادى شريك عمله : أبا أحمد لا تنصرف فالقهوة جاهزة ، إشارة ود و تحبب من متقن ... جاءه صوت شريكه حسنا أنا قادم ، كان في نبرته شيئا من - أنا مستعجل - و شيئا من - أنا مستغرب - فالوقت متأخر.
على طاولة العمل جلسا ... بدأ بالحديث و هو  يصب القهوة يتحاشى التقاء العينين ، كأنه خجلا من شريكه ، بل من نفسه ،  أبا أحمد أريد أن أقول شيئا لا داعي لقوله ، لكن لا بأس في سماعه و تأكيده ، فأنت تعلم أننا أخوة و قد ورثنا هذا العمل من والدينا الذين كانا كذلك ، و كانا مثالا في السوق للوفاق و النجاح و سعة الرزق ، و ها نحن مستمرون بإذن الله في ذلك ، و لكن منذ  فترة وأنا ألاحظ الفرق في وفر المال بيني و بينك  ، هذه الملاحظة أرقتني و كانت مدخل ل   لشيطاني – أستغفر الله – و لا أنكر ... لا أنكر  أن هذا دام أكثر مما يجب .
أبو أحمد يشعر أن جدران الغرفة تعصر صدره ، تقطيبة حاجب ، و علامة لأسنانه على شفاهه ، ضجيج داخلي يمتزج بصمته ، هم بدفع التهمة عن نفسه فأتاه صوت شريكه ..... لكني ؟
 لكني و بحمد الله راجعت نفسي ، و تذكرت أن عدد أولادي أكثر من عدد أولادك و زوجتك مدبرة منزل أكثر من زوجتي و هذا يفسر الفرق في وفر مالك .
يصمت قليلا ثم يتابع
 لكني أخشى أني قد أكون قد مررت دون قصد مني تلميحات تشي بذلك ، لذلك جئتك لأقطع الطريق على شيطانك ، متهما نفسي ومرافعا عنها فأرجوا أن ينال  الموافقة عندك  ذلك .
الصمت يسيطر على أبو أحمد ، شيء ما يعتمل في ذهنه ، لقد بنا خلال حديث شريكه - إستراتيجية ـ للدفاع عن نفسه ، لكن كلمات في حديث شريكه كانت كمعول يهدم جدرانا كستها مع الزمن غبار التلميحات المتبادلة ، كلمات سدت  نوافذ ..نوافذ كادت أن توصلهما إلى حل الشراكة .
 فجأة وجد نفسه يخرج من ثنائيات الحياة المتضادة ، الثنائيات القاتلة ، يخرج من متهم و بريء ، ومن منتصر و مهزوم ، و من قوي و ضعيف ، من محق و محقوق ، إلى ثنائيات متماثلة أحبك و تحبني ، أودك و تودني ، أحترمك و تحترمني ، تمتم في سره ( أحبك يا شريكي بكل علاّتك )
تنبه جانب في  شخصية أبو أحمد لا يستغني عنه ، ورثه مع المال عن والده ، يختصر في مبدأ عزيمة بعزيمة ، و هدية بهدية ، و مكرمة بمكرمة ، فأبو أحمد ( لا يرميها واطية !) و الآن أبو أحمد سمع كلاما  من شريكه  و يجب أن يرد بأحسن منه   أو على الأقل بمثله .
توجه بالحديث إلى شريكه : دعني أعترف لك بشيء ، ليس شيطاني بأضعف من شيطانك ، فقد وسوس لي..نعم  نعم  وسوس لي  عندما خف في العام الماضي دوامك أثناء مرض ابنك ، و قد مررت بعض التلميحات ...يقاطعه شريكه : لا داعي لذلك
 في لحظة واحدة وقف الشريكان و امتدت أربع أيد إلى بعضهما  لا لتتشابكا و لكن لتضم كل إثنتين منهما الآخر كأنها درع تحمي ظهره .
لم يبتعد الجسدان إلا و قد تجمعت في عيون كل منهما دمعة كانت أشبه بعنوان يختصر كل تفاصيل المشهد ، كانت دموع الشريك أكثر غزارة ربما - أقول ربما - لأنه هو من خطط لحالة الوفاق هذه .
أغلقا محلهما ، أحدهما أشعل بنشوة سيكارة و الآخر بفرح لعب بسلسلة مفاتيحه ،   مشى كل منهما إلى سيارته
في الصباح تهاتفت الزوجتان كل منهما تستنطق الأخرى ، فعلائم الفرح كانت واضحة على الزوجين ، لا بد أن صفقة رابحة حصلت في العمل مساء أمس ؟!.
 لم تعلما أن شيئا من هذا لم يحصل
 و أن شيئا من هذا قد حصل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                         نسمة الروح

 

للإطلاع على ومضة 1    اضغط هنا

في الشارع أومأتْ لسيارة أجرة
رمتْ بجسدها المنهك داخلها ، ثم تكلمت من جوالها مع صديقة عمرها ...أنت في البيت ؟...حضري القهوة ، بدأت تعابير وجهها تتغير ، تفقد ملامح سرورها ... تنبأ عن عاصفة اقترب قدومها ، فما انسحابها مسرعة إلا ... إلا لأنها بدأت تفقد قناعها
قرعتْ جرسا?
فتحَ بابا?
طبعتْ قبلة
ارتمى رأسها في  صدر صديقتها ، ثم علا بكاؤها ، جاءها صوت صديقتها و يدان تربتان على كتفها : كنت عنده ؟! ، أيتها المجنونة ، ارحمي نفسك ، ارحميه ...فالواقع أقوى ...أقوى من حبكما
اختفى بكاؤها ليحلَ محله حركات صدر صاعدة نازلة ، بشبه صوتها ، بصوت تحد المهزوم داخلها ، قالت أستطيع بإتقان أن أعدد نصائحك واحدة واحدة ...ألف مرة قلت لك أنا لا آتي إلى هنا إلا لأبكي ، فإذا كان ذلك يضايقك أنسحب آسفة
تنطلق يدان إلى جسد متعب   حبيبتي ... حبيبتي   إني أحاول المساعدة
تشرب قهوتها ....
يرن جوالها ، أحد ما يستعجلها ، ترتدي معطفها ، تصلح مكياجها
تستقل سيارة ...
تدخل كنيستها ، تصلي ليسوعها و مريمها ، تدعو للطبيب محمد حبيبها ،
 ترسم ابتسامتها ، تتحدى داخلها ، تعيد رسم ابتسامتها ، يكتمل قناعها
  تعود  بعرف الناس................. طبيــــــــعـــــــــــــية !


ماذا يعني أن أتوسط صديقاتي و أصرح بأني لن أرضخ و سوف أرد كل محاولات التقرب مني ، واحدة تلو الأخرى ، فلا يوجد بينهم شاب واحد ـ يخرط مشطي ـ
ماذا يعني ذلك و هو الآن ملكا يتربع على عرش قلبي ، يطوف قلبي حبا له فيتدفق في أوردتي وشراييني ، أشتاقه بعد لحظات من مغادرته مجال بصري ، رفيق سهري و نومي و أحلامي ، أتكلم معه ـ دون وجوده ـ عن فرحي و حزني ، عن همومي و آمالي ،أنادي الغير بإسمه و أكتم أحيانا لفظ إسمه قبل أن يفتضح أمري
ماذا يعني ؟!!

غدا سوف أذهب إلى محاضرتي دون أن أرتدي قناعي ، دون مساحيق تجميلي و مجاملاتي ، دون إبتساماتي و طقوس فرحي و تمثيلية ـ  عدم إهتمامي ـ ، سأكون كمبارز ينزع قناعه معلنا فوزه أو خسارته فلا فرق عندي ...فلا فرق عندي

                                                                    نسمة الروح

ثنائية نعم و نعيما

نعم لسوريا ..
نعم لاستقراري...
نعم لأماني ...
...نعم لمقاومتي ...
نعم لكل متظاهر واعي ..

و ألف نعيما لأعداء بلادي...
يبدو أنو كل خمس سنين بدكم حلاقة ...
إشتروا ماكينة براون و خلصونا...

نسمة الروح


Category: على رأسي ريشة

يقف ثلاثة أشخاص على رؤوس مثلث وجههم للداخل _ كل شخص يستطيع أن يرى إثنين _ يأتي شخص من الخلف و يضع ريشة على رأس كل واحد فإذا فرضنا أن ألوان الريش الخمسة المتوفرة هي

أحمر  أحمر  أحمر  أخضر  أخضر

و كان وضع الريش بشكل عشوائي
بعد الإنتهاء من وضع الريش يبادر شخص رابع بسؤال كل شخص ما هو لون الريشة التي على رأسك ثم يتوجه إلى الثاني و الثالث و تعاد الأسئلة حتى يحصل كل واحد على ثلاثة فرص للإجابة
الشروط :  -  لا يمكن لأحد أن ينظر إلى الريش المتبقية
            -  الإجابة إما لا أعرف أو لون الريشة
            - الأشخاص الثلاثة على قدر كامل من الذكاء بحيث أن الإجابة ليست ظنية بل قابلة للبرهان
المطلوب  ماهي الحالة أو الحالات التي لا يمكن أن يعرف الجميع ألوان الريش
دمتم بخير 

نسمة الروح

الوطن ليس شجرة، أو منزل، طريق، أصدقاء، علم أو صورة، ذكريات، أحاسيس، نظريات، والوطن ليس بقرة حلوب

الوطن ليس جغرافية ، مدن وقرى ، جنوب وشمال ، ساحل وجبل

الوطن طفل صغير يلعب في حدائقنا وشوارعنا كل يوم

لم نأبه لهذا الطفل يوما، فكل لاه بهمومه ومشاكله ومشاريعه ، وكل لاه بالكيد للآخر ومخالفة القوانين والسعي وراء ملذاتنا

لم يدرك الطفل كم كان وحيدا إلا بعد إن انطلق الرصاص بكل الاتجاهات

لم يخف، راقبنا ونحن نتراكض في كل الاتجاهات مذعورين ليحتمي كل منا وراء خندقه

ومن وراء خنادقنا رفعنا صورنا وشعاراتنا، وبدأنا بعملية الفرز

حوراني، سني، علوي، مسيحي

وغصنا في التفاصيل أكثر وأكثر

وبدأنا بالجدال حول الفرق بين الشهيد، والقتيل

وبين الحورانة وأهل درعا

وبين علوية اللاذقية وسنة الصليبة

وبين أهل دوما الطيبين ، وأهل دوما المتشددين

قرف الطفل من هذا المشهد

أغلق عيناه كي لايرى قبحنا

صم أذانه كي لايسمع أصوات التكفير والتخوين والرصاص واللهجات الحورانية والساحلية والسعودية واللبنانية والعراقية والأردنية والإسرائيلية والأمريكية

هرب الطفل منا إلى جبل قاسيون ليلا

وهناك، نظر إلينا من الأعلى

في البداية كان المشهد رائعا، نسمة ربيعية وهدوء وأضواء المدينة تتلألأ

ولكن عندما أمعن النظر

أصبح الطقس باردا ، وصدى الرصاص في كل مكان ، وأنوار البيوت خافتة محبطة قلقة

مازال الطفل جالسا هناك يراقبنا ، مازال الوطن جالسا هناك يراقبنا.أراد أن يصرخ ليخرج كل مافي صدره

ولكن الشفاه ارتجفت ، فخرج الصوت خافتا ليقول

أرجوكم ، أنقذوا الوطن

أمية المقداد

يفضل قراءة مدونتي السابقة أريد أن أطلق زوجي  لقراءتها الرجاء إضغط هنا

فكرة تسللت إلى عقلي ، أرّقت نومي ، قضت مضجعي ، هل خنت زوجي ، بوضع يدي بيد الإفرنجي ، للتأثير على زوجي لبيع البيت الأثري
فها هو زوجي يرقد إلى جانبي ، ينام قرير العين و أنا الأرق يحفر في رأسي ، لقد تعبت من جولان الأفكار في عقلي
بالأمس عندما شاورت أهلي ، توقعت منهم أن يتفهموا أمري ، بينت لهم أني أحاول أن أحسن أحوال معاشي ، لكن الأب و الأم و حتى الأخ الصغير لم يقفوا إلى صفي ، تذكرت حينها أبي عندما كان يقول ناصحا أخي الكبير
يا ولدي : إذا قال لك أحدهم أنك غبي فلا تكترث للأمر ( لعله حاقد أو حاسد أو غبي )
أما إذا أصبحوا إثنين ففكر في الأمر
فإذا أصبحوا أكثر ، فتيقن أنك بالفعل غبي
أللهم إني أتوب إليك من وضع يدي بيد الإفرنجي

      نسمة الروح

من هو الشخص الذي تعرف رقم هاتفه و لا تستطيع الإتصال به

و لا يعرف رقم هاتفك و يستطيع الإتصال بك  

طبيب قديم و مشهور ، سمع عن طبيب حديث التخرج ، تلميذا كان له ، أنه بارع في الطبابة ، فأبت عليه نفسه المريضة الاعتراف بتفوق غيره ..و إليكم القصة
في يوم من الأيام ، سمعت بين الصحو و المنام ، عن طبيب يدعي الإلهام ، و أنه في آفاق الطب فهــــمان، و في العمل و المهارة فنان ، وحيد الزمان و المكان ، فلان الفلاني الفلـــــتان ، يريد أن ينافسني في الأسواق ، و يأخذ مني بعضا من الأرزاق ، فقلت في نفسي كيف لولد غرّ ، ما زال من الفأر يفر ، و من لفظ ـ البه ـ أذياله يجر  ، أن يتصدى لهذا الأمر الجلل ، فينافسني على عجل ، دون روية أو خوف أو وجل ، أو حتى هيبة أو خجل .


 فقلت لا بد من حل سريع ، لهذا الأمر المريع ، فأخذت الأمر على محمل الجد ، و قررت قبل أن يستفحل أمره أن أقف له كالسد ....وقفة الند للند 
فأخذت أبث بالخفاء الدعايات ، عن حالات له كان الإخفاق لها نهايات ، حكايات و حكايات و حكايات ، تنتهي كلها بالوفيات ، إلا ما رحمه الله فقاده إلى عيادتي ، و وضع تحت عنايتي ، فبرأ من علته على يدي ، و يوما بعد يوم أفاق ( فلان ) من الأحلام ليرى نفسه على الرصيف ينام ، بالمنافسة و المجاراة و الإقدام .
عندها أدرك من منا هو الأفضل !! و بفنون الطبابة الأشطر ! و بالبقاء هو الأجدر

بعد موجة من الطلاقات العائلية ، و أخبار خلافات زوجية قادمة من العائلات المجاورة ، و دراسة أسبابها و مسبباتها ، قررت  أن أطلق زوجي ( ليش الكذب ما قررت و لا شي ، فقط إجاني عدوى فيروس الطلاقات الجماعية )
فزوجي ليس ديموقراطي مثل زوج جارتنا فتحية ( رغم أنو كنا دائما نوصفه في صباحياتنا بالشرشور ) .
 و ليس مثل زوج أختي كميلة بيمشي على رأيها ( رغم أنو كلنا نوصفه بالعيلة بحضرط لا بحل و لا بربط )
كما أنه ليس مثل زوج بنت كيس تتن نانتي يلي زوجها إشترالها سيارة آخر موديل
و رغم كل النق الصباحي و المسائي ( مرتين باليوم قبل الأكل و بعد الأكل على نصيحة بطلة العالم بالطلاقات المتكررة )ما عم يستجيب لمطالبي ببيع بيت العيلة الأثري يلي بعيشنا حقو ببحبوحة نحن و بقية الورثة ، قال شـــــــــو هو ما ببيع بيت العيلة ، هادا إلو ذكرى حلوة عنده   ( دخــــــــــيل ربـــــه )

مو هيك و بس ...لك ما بيسمعلي كلمة أبدا ... و كل ما حاججته بقلي الرجال قوامون على النساء ..ما حافظ من الدين غير دنبه ( رغم أنو حرام  بصوم و بصلي و بذكي و أخلاقه عالية يأبش قلبي)
بصراحة أنا إجتني في أحد المناسبات غمزة من واحد شكله فرنجاوي ، الله و أعلم قادر يحقق كل أحلامي ، فهمت منه أنو مستعد يشتري بأسعار مرتفعة البيت الأثري

أنا آكلة هم الأولاد بدن يتشردوا ، و قراءاتي بتقول أنهم رح يتأثروا ، و الأغلب رح ينقسموا ، شي مع أمهم و شي مع أبوهم و يمكن ينتحروا .
 مع العلم أنو إجتني معلومات مؤكدة أنو هو كتير بحبنـــــــــــــــــــــــــــــــي
أنتم بم تنصحوني
أروح مع الموجة ..و لاً كبر عقلي  ..أنا قلبي عم يميل لأن أحافظ على بيتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
........................................................................نسمة الروح

بعيداً عن نشرات الأخبار المغرضة وعن البغاء السياسي القادم من الخارج..
بعيداً عن الاغتصاب المنظم له من سنين في جسد الأمة العربية، وبعيداً عن المستتر بحلة الثورة والمهيَّأ لولادة خارطة شرق أوسطية جديدة مصابة بداء براون.. جنين محمَّل بأنقاض كانت تفوح منها رائحة شيء من تاريخ لا يفقه المغتصب به شيئاً، ملطخ بدماء نساء وأطفال وشيوخ أبرياء لم يكونوا يحلمون سوى بلحظات بعد من حياة.
 بعيداً عن كل ما سبق، تركت حواسي المتحفزة في مكانها وخرجت، في محاولة مني للهرب من أفكاري وهواجسي.. أخذت ابني الصغير في نزهة قصيرة إلى حديقة مجاورة لمنزلي، جلست قبالته أراقب البراءة المتقافزة أمامي وهو يلعب مع أقرانه بقطع بلاستيكية كبيرة يتأرجح فيها تارة وينزلق عليها تارة أخرى.. كنت أراقبه حيطة وحذراً، حيث بدأ نزهته واقفاً أمام الأرجوحة، ينتظر الوقت المناسب لاقتناصها، دون الحاجة إلى مشاحنات لا ضرورة لها. وحين نال مبتغاه، بدأ يتأرجح بتواتر مقصود، يجيد التهدئة حيناً والإسراع حيناً آخر، ويدرك تماماً مسؤوليته عن سلامة من حوله حتى في أعلى درجات تحليقه في الهواء.. شاهدته، حين سمع بكاء طفل صغير أمامه، كيف اقترب بحذر ليعرف السبب. وحين علم، ببساطة الأطفال، أنه تعثّر بجذر شجرة، قارب الأرض وارتفع عنها قليلاً، اتعظ ببديهية، ونأى عنه ما استطاع وتابع اللعب. اختار، في لعبه الكرة، أطفالاً من سنه أو أقرب إليه، رغم محاولة أحد الأطفال الأكبر سناً والأكثر حجماً الاقتراب منهم.. إلا أنهم لم يعيروه الاهتمام، وأبعدوه عنهم بفطرة الخاسر، وبفطنة أبعدتهم عن اشتباك لا بدَّ قادم إن هم أدخلوه الملعب. ثوان قليلة غافلته عيناي، بمحادثة هاتفية قصيرة أنهيتها وتابعت ملاحقته؛ حيث أصبح واقفاً بجانب متاهة بلاستيكية يراقبها ولا يجرؤ على دخولها.. اقتربت منه، عارضة عليه المساعدة، فأبى قائلا لي: إنني حتى ولو ساعدته على دخولها، فليس متأكداً من أنه يستطيع الخروج منها.. ابتسمت وعدت أدراجي أفكر: ابني الصغير ذو الأعوام الخمسة يجيد قراءة الخطوة التالية قبل أن يقدم على الأولى. بعد مضي ساعة في الحديقة معه، في محاولتي الفاشلة الابتعاد عن السياسة والأخبار، عدت من حيث اعتقدت أنني خرجت.
كلُّ ما راودني وأنا في الحديقة لم يكن مجرد حركات طفل صغير ومبالغات أمّ تمضي الوقت بها، إنما يبدو أنني لست قادرة على متابعة تفاصيل حياتي مهما صغرت، سوى بحواس متحفزة كما تركتها أمام تلفازي، فقد خرجت بها وجلست في الحديقة بها، وراقبت ابني الصغير بها. لم يكن في الحديقة دمار، ولم أشتم رائحة الجثث، ولم يكن هناك ثورة ومظاهرات وخطابات، إنما يبدو أنَّ صغارنا، في لحظات لعبهم، أعقل من بعضنا في أكثر اللحظات جدية ومسؤولية في حياتهم

                                     من مقال ل مي حايك....................................................................................................................................................
 


Category: الخاروف


إنتباه ...إنتباه ..إنتباه
فرمانات جديدات ...
باسم صداقات قديمات  مديدات  متينات
تحيات و سلامات
..بعد النظر والمناقشة..و الأخذ والعطاء و المجادلة..وإستشارة أولي الأمر و المسألة..
وبعد البحث و التمحيص..اتخذنا قرارا لم نجد له من محيص ..و لا مفر و لا تخليص
و لأننا لم نجد لدعوتكم من تصريف ..وجدنا الخير أن ندعوكم دونما إبطاء ..لننزل عن كاهلنا البلاء...الصادر عن ذلك الداء.. المعرف طبيا على أنه نقص الغذاء (ناس فجعانة)الذي حل بالصديقات و الأصدقاء
لذا
ندعوكم إلى الترحم و إقامة صلاة الجنازة على روح خاروفنا المغدور المنذور عقيقة لولدنا البكر غدا عند الفطور .حيث سيوارى الثرى في بطونكم ( صحة وهنا)على أن تمتد جلستنا بذكر مناقب الفقيد  حتى السحور
و لخشيتنا أن يفهم فحوى الفرمان من باب الفرض و الإكراه ..فإننا نذكر
 أن كل نفس حرة ..أن تأتي أو لا نراها بالمرة ..
و أن صلاة الجنازة بإتفاق الأئمة ليست فرض عين و إنما فرض كفاية ..وحضور البعض لا الكل كافي و زيادة ..و أن يقرأ الواحد منكم الفاتحة و بعضا من الذكر الحكيم خير له و فيه إفادة و قد حدثنا فلان ..عن فلان .. عن المصطفى صلى الله عليه  وسلم أنه قال
ما ملأ بن آدم وعاءا شر من بطنه

                             ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ع

نسمة الروح

Category: الخاروف

  متابعة لثلاثية الخاروف التي تتضمن أغنية تراثية(1 و2) منسية تقريبا إضافة إلى العزيمة في المدونة الثالثة

مبارح إجونا زوار             عمي أرسل الجزار
ذبحولي خاروفي               دموعي تنزل كالأنهار
عزموا كل الأصاحب          صنعوا اللحمة و الكباب
ما حدا سأل عني               أنا ببكي جنب الباب
أنا يلي كنت رفيقو              قالولي تاعا ذوقو
أهلي ما عندن إنصاف          حدا بياكل صديقو
خاروفي كتير أنتيكا            ما في مثلو ببلجيكا
يمكن لو تم عايش              كان أخد السرتافيكا 

ههههههههههه

إنتهت الأغنية

يتبع.......

Category: الخاروف

نبشا في التراث ...و نبشا في الذاكرة ....أحببت أن أنقل لكم أغنية طالما علمتها لأطفالي ...طالما إستمتعنا بأطفالنا يرددوها ...أهديها اليوم إلى ليليان النابلسي 

عمي اشترى لي خاروف               عيني متلو ما بتشوف
يا ربي تخليلي ياه                        صوفه كاقطن المندوف
خاروفي لونه أبيض                    عما يسمن و يعرض
وقت الصرفة بطعميه                  من حبه رايح أمرض
عم يرعى العشب الأخضر             لما بيمشي بيتمختر
بيقتل كل الخاواريف                    أنا سميته عنتر


أمس كنت بتسلى                        بمسائل بحله
شفت خاروفي واقف                   و تمو بالعشب تملى
إلتلو  إشبك حباب                      صار يطلع بالكتاب
يمكن خاروفي مثلي                   بيعرف يحل بالحساب
حطيتله في عنقه                       ترغيب و أربع مرحات
لما منطلع عالفلوات                    خاروفي بياكل نبات

يتبع

 

العمر نصيب  لكن الحياة قرار

المرض نصيب  لكن العلاج قرار

الزواج نصيب  لكن الطلاق قرار

الحزن نصيب  لكن الفرح قرار

وجود اشخاص بحياتك نصيب لكن الاحتفاظ بهم وبقائهم قرار

قراءة هذه المدونة نصيب   لكن  التصويت لها قرار

فأن لم تكن تملك النصيب …فأنت تملك القرار

منقوووول

نسمة الروح


« الصفحة السابقة  |  مشاهدة نتائج 1-15من 25  |  الصفحة التالية »