بحث
بحث متقدم
Category: قصيدة

                
حين تغضب

تعلق ضحكتك على المشجب

تترك للهاتف مكر صمتك..

وتنسحب

وتغتالني في غيبتك أسئلتي

أبحث في جيوب معطفك

عن مفاتيح لوعتي

أود أن أعرف.. أتفكر فيَ؟

أيحدث ولو لغفوة

أن تلامسني أحلامك قبل النوم؟

أن تبكيني ليلا وسادتك؟

***

حين.. أمام حماقاتي الصغيرة

تفقد كلماتك أناقتها

ويخلع وجهك ضحكته

لا أدري عن أي ذنب أعتذر

وكيف في جمل قصيرة

أرتب حقائب الكذب

أمام رجل لا يتعب

من شمشمة الكلمات

***

..على صحوة غيرتك تأتي

بثقة غجري اعتاد سرقة

الخيول

أراك تسرق فرحتي

تطفئ أعقاب سجائرك

على جسد الأمنيات

تحرق خلفك كل الحقول

وتمضي

تاركاً بيننا جثة الصمت

***

حين يستجوبني حبك

على كرسي الشكوك

عنوة يطالبني بالمثول

يأخذ مني اعترافاً بجرائم لم

أرتكبها

كمحقق لا يثق في ما أقول. .

يفتش في حقيبة قلبي عن رجل

يقلب دفاتر هواتفي. .

يتجسس على صمتي بين الجُمل

ماذا أفعل؟

أنا التي أعرف تاريخ إرهابك العاطفي

أأهرب؟

أم أنتظر؟

***

أنت الذي بمنتهى الإجرام..

منتهى الأدب

تغير أرقام قلبك

إثر انقطاع هاتفي

كما تغير الزواحف جلودها

كما تغير امرأة جواربها

عسى تجن امرأة بك.. أو تنتحر

***

منذ الأزل

تموت النساء عند باب قلبك

في ظروف غامضة

فبجثثهن تختبر فحولتك

وبها تسدد أحزانك الباهظة

 

ل: احلام مستغانمي

 

Category: قصيدة

 

ما طلبتُ من اللّهِ

 

في ليلةِ القدر

 

سوى أن تكون قَدَري وستري

 

سقفي وجُدران عُمري

   

وحلالي ساعةَ الحشرِ

 

**

 

يا وسيمَ التُّقَى

   

أَتَّقي بالصلاةِ حُسنكْ

   

وبالدعاءِ ألتمسُ قُربكْ

 

أُلامسُ بالسجودِ سجاداً

 

عليه ركعتَ طويلاً

   

عساني أُوافق وجهك

 

**

 

مباركةٌ قدماك

   

بكَ تتباهَى المساجد

 

وبقامتك تستوي الصفوف

 

هناك في غربة الإيمان

 

حيثُ على حذر

يُرفع الأذان

**

 

ما أسعدني بك

 

مُتربِّعاً على عرش البهاء

مُترفِّعاً.. مُتمنعاً عصيَّ الانحناء

 

مُقبلاً على الحبّ كناسك

 

كأنّ مهري صلاتُك

**

 

يا لكثرتكْ

 

كازدحام المؤمن بالذكرِ

 

في شهر الصيام

   

مزدحماً قلبي بكْ

   

**

   

كيف لــي

   

أن أكون في كلّ التراويح روحَكْ

   

كي في قيامك وسجودك

   

تدعُو ألاَّ أكون لغيرك.

 

 

احلام مستغانمي

 

Category: قصيدة

االجزائر >> أحلام مستغانمي
 


   أخذنا موعداً

 

في حيّ نتعرّف عليه لأوّل مرّة

جلسنا حول طاولة مستطيلة

لأوّل مرّة

ألقينا نظرة على قائمة الأطباق

ونظرة على قائمة المشروبات

ودون أن نُلقي نظرة على بعضنا

طلبنا بدل الشاي شيئاً من النسيان

وكطبق أساسي كثيراً من الكذب.

...

وضعنا قليلاً من الثلج في كأس حُبنا

وضعنا قليلاً من التهذيب في كلماتنا

وضعنا جنوننا في جيوبنا

وشوقنا في حقيبة يدنا

لبسنا البدلة التي ليست لها ذكرى

وعلّقنا الماضي مع معطفنا على المشجب

فمرَّ الحبُّ بمحاذاتنا من دون أن يتعرّف علينا

...

تحدثنا في الأشياء التي لا تعنينا

تحدّثنا كثيراً في كل شيء وفي اللاّشيء

تناقشنا في السياسة والأدب

وفي الحرّية والدِّين.. وفي الأنظمة العربيّة

اختلفنا في أُمور لا تعنينا

ثمّ اتفقنا على أمور لا تعنينا

فهل كان مهماً أن نتفق على كلِّ شيء

نحنُ الذين لم نتناقش قبل اليوم في شيء

يوم كان الحبُّ مَذهَبَنَا الوحيد الْمُشترك؟

...

اختلفنا بتطرُّف

لنُثبت أننا لم نعد نسخة طبق الأصل

عن بعضنا

تناقشنا بصوتٍ عالٍ

حتى نُغطِّي على صمت قلبنا

الذي عوّدناه على الهَمْس

نظرنا إلى ساعتنا كثيراً

نسينا أنْ ننظر إلى بعضنا بعض الشيء

اعتذرنـــــا

لأننا أخذنا من وقت بعضنا الكثير

ثـمَّ عُدنــا وجاملنا بعضنا البعض

بوقت إضافيٍّ للكذب.

...

لم نعد واحداً.. صرنا اثنين

على طرف طاولة مستطيلة كنّا مُتقابلين

عندما استدار الجرح

أصبحنا نتجنّب الطاولات المستديرة.

"الحبُّ أن يتجاور اثنان لينظرا في الاتجاه نفسه

.. لا أن يتقابلا لينظرا إلى بعضها البعض"

...

تسرد عليّ همومك الواحد تلو الآخر

أفهم أنني ما عدتُ همّك الأوّل

أُحدّثك عن مشاريعي

تفهم أنّك غادرت مُفكّرتي

تقول إنك ذهبت إلى ذلك المطعم الذي..

لا أسألك مع مَن

أقول إنني سأُسافر قريباً

لا تسألني إلى أين

...

فليكـــن..

كان الحبّ غائباً عن عشائنا الأخير

نــــاب عنــه الكـــذب

تحوّل إلى نــادل يُلبِّي طلباتنا على عَجَل

كي نُغادر المكان بعطب أقل

في ذلك المساء

كانت وجبة الحبّ باردة مثل حسائنا

مالحة كمذاق دمعنا

والذكرى كانت مشروباً مُحرّماً

نرتشفه بين الحين والآخر.. خطأً

...

عندما تُرفع طاولة الحبّ

كم يبدو الجلوس أمامها أمراً سخيفاً

وكم يبدو العشّاق أغبياء

فلِمَ البقاء

كثير علينا كل هذا الكَذب

 

ارفع طاولتك أيّها الحبّ حان لهذا القلب أن ينسحب