بحث
بحث متقدم

الى متى ياقلب تتبع خطاه

مسرحية نزل السرور ( 1974 )تتحدث عن ضعف وجبن الشعب في اتخاذ قراراته المصيرية وخنوعه وتعلقه بالتاريخ

 

من اجمل مسرحيات زياد مع انو عمرو لم يتجاوز العشرين سنة

ابتعد فيها عن المثالية واقترب من الشخصيات والواقع وفيها اتضحت ثوريته ويساريته

طبعا ما في نسخة مصورة لها

تدور احداث المسرحية في فندق ( نزل السرور ) يجمع فيها زياد ابطال المسرحية ال 13 القاسم المشترك بيناتهن هو التعتير والخنوع وبيجي عباس وفهد ( بروليتاريا قفعت معن الحكاية ) في وقت الإضرابات المفتوحة والمظاهرات يقتحمو الفندق ويتركو النزلاء امام خيارين : اما البدئ بالتحضير للثورة او الموت للجميع , يقنع النزلاء عباس بتأجيل الثورة(بمساعدة رؤوف منظر ثوروي شغلتو التعليك ) حيث تتم رشوة عباس بسوسن (مع انها مخطوبة ) ومال امها عبلة صاحبة الفندق .. تهرب سوسن من عباس لاحقا وتعود للفندق لتنبه النزلاء ان عباس رح يرجع عالفندق ويقتل الجميع , الكل بيهرب ما عدا الرقاصة تحيات وزكريا يللي كان محشش وعم يحلم بمستقبل افضل لولادو بعد ما اقتنع بضرورة الثورة ..

بالنهاية بيطلع عباس بينام مع الرقاصة وبيرفض زكريا يهرب بعد حوار ( كتيير مؤثر ) بينه وبين فهد يللي عم يقنعه يهرب

يلعب الراحل جوزف دور بركات ( المطرب ) وهو غنى معظم الاغاني

 

 

إذا سهل نيل شيئ        نقص الشوق إليه

من أحسن البداية كان في منتصف الطريق

علمتني الحياة أن هناك طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى

اما أن تدمر كل مباني من حولك أو ان تبني أعلى من غيرك

علمتني الحياة أن الإنسان لا يسطتيع أن يتطور

إذا لم يجرب شيئاً غير معتاد عليه

علمتني الحياة أن النجاح ليس كل شيئ

إنما الرغبة في النجاح هي كل شيئ

...ّ

بنصّ الجو

 

بنصّ الجوّ ... بيغيّر جوّ

بيطفي الضوّ وبيرعبني!

ماهوي لو... بيخلّي الضوّ

بيصير الجو بيعجبني!

بنصّ الجو

 

زياد: شو اشبو الجوّ؟!

 

ضوّيلي الضوّ... تا اقدر شوف

إذا الموضوع مناسبني

في شي معروف... بتعمل معروف

ما صارلك جمعة مصاحبني

بهيدا الجو!... جوّ!

ع مهلك لحظة يا ابني

 

دكتور بليز... لشو التركيز

كيف فينا نضلّ طبيعي!

ليك مللا جوّ!

شو اشبو الجوّ؟!

 

لشو هالهزّ... وكتر الفزّ؟

لا تجدبها... لا تجدبني

إذا مغروم...وشي محسوم

في عندك أهلي فاطلبني!

حاكيني... كلّمني

شو ناطر تا تفهمني

لعلّو يصبّح أهدى الجوّ!

 

ما بدّي لو... ما بدّي أو...

شو قاعد يعني تجرّبني

طعميني شي... حايالله شي

ما في قوّة بتشربني

ليك مللا جوّ

شو اشبو الجوّ

 

لشو التقليد... لشو التعقيد؟

أنا أطباعي شرقيّة

ليك مللا جوّ

شو اشبو الجوّ؟!

 

بنصّ الجوّ... بيغيّر جوّ

بيطفي الضوّ وبيرعبني

ما هوي لو... بيخللي الضوّ

بيصير الجوّ بيعجبني

 

ما هوي اللي لزّ... لوحدو فزّ

بيثير الذعر بيرهبني

ما كلّ ما حطّ... هالدقة ونطّ

بفتكرو قايم يضربني

بنصّ الجو!

شو اشبو الجوّ؟!

تلفن عيّاش... لمّا توقعنا وناطرينو
تلفن عيّاش... تلفن يعني الله يعينو
تلفن عيّاش... تلفن

كذّب عيّاش... لمّا توقعنا وناطرينو
كذّب عيّاش... وما بيحلف إلا بدينو
تلفن عيّاش... كذّب

تلفن عيّاش... وقال الأشيا مزبوطة
جوَّد عيّاش... وعارفينا مش مزبوطة
بيقللك كل شي تمام... غطّ حمام وطار حمام

تلفن عيّاش... وحرفو بيعرف كيف يزينو
موفّق عيّاش... كيف لاالله عم بيعينو
موفّق عيّاش موفّق... هيدا عيّاش موفّق

تلفن عيّاش... وخبّر ليه ما بيتلفن
بيكذب عيّاش... بيكذب راقي وبيجنن
بيقللك هوي مظلوم... هوي واضح ومفهوم

فشّط عيّاش... ومتل العادة منعرف مينو
تلفن عيّاش... فشّط يعني الله يعينو
تلفن عيّاش... فشّط

وأخيراً تلفن عيّاش... متلما كأنو ما تلفن
....
 

عايشة وحدها بلاك و بلا حبك ياولد

حاجة تحكي عن هواك ضحكت عليك البلد

بتحبها إيه بتحبها بتحبها إيه بتحبها

لكن هي فيك ياما بلاك

عايشة وحدا بلاك

و عايفة الله و سماك

شو الله بلاك يا ولد

 

 

عايشة وحدها و مرتاحة و لو شو مرتاحة بلاك

يا بو عيون الدباحة مش فارق معها حلاك

قالتلك دوبني دوب دبت و هي ما دابت

مش أول مرة قبل مية مرة

لا قدروا فهموا عقلاتك

و لا قدروا عرفوا دواك

 

 

عايشة وحدها بلاك و بلا حبك ياولد

حاجة تحكي عن هواك ضحكت عليك البلد

بتحبها إيه بتحبها بتحبها إيه بتحبها

لكن هي فيك ياما بلاك

عايشة وحدا بلاك

 

و عايفة الله و سماك

شو الله بلاك ياولد

 

 

قايلي في إشارة بعيونها صوبك بتدل

كل ما بتمرق بالحارة

بشوفها بتطلع بالكل

حاجة تحلل وحياتك تسلملي تحليلاتك

من مرة لمرة عم بترجع لورا

ولاد الحارة كلون أبدا عرفوا حبوا من عداك

 

 

 

حاجة تحكي عن هواك ضحكت عليك البلد

بتحبها إيه بتحبها بتحبها إيه بتحبها

لكن هي فيك ياما بلاك

عايشة وحدا بلاك

و عايفة الله و سماك

شو الله بلاك ياولد

 

 

 

قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد‏‏
قد كان شمر للصلاة ثيابه لما خطرت له بباب المسجد‏‏
فسلبت منه دينه ويقينه وتركته في حيرة لا يهتدي‏‏
ردي عليه صلاته وقيامه لا تقتليه بحق دين محمد‏‏
ولكن .. ما حكاية هذه الأبيات?..‏‏
يحكي أن تاجراً عراقياً جاء إلى المدينة المنورة في الحجاز , ومعه خمرٌ من مختلف الألوان وعرضها للبيع فبيعت جميعها إلا الخمر السوداء كسدت عنده فشكى الأمر إلى صديقه الشاعر ربيعة بن عامر الذي كان يلقب بالدارمي وكان هذا الأخير قد ترك الشعر وتنسك ولزم المسجد ولما سمع قصة صديقه التاجر العراقي نظم له هذه الأبيات ودفع بها إلى مغن صديق له فغناها وشاعت في المدينة فقال الناس أن الدارمي عشق صاحبه الخمار الأسود. فلم تبق مليحة في المدينة إلا واشترت خماراً أسودهوباع التاجر كل مالديه من خمر سوداء أم الدارمي فعاد إلى زهده وهكذا ظهر أول إعلان تجاري

 

 

انقطع ربيعه بن عامر والملقب بـ “مسكين الدرامي” إلى الزهد والعبادة ، والاتصال بالملأ الأعلى عابدا قد هجر الشعر و الشعراء.
في عهد انعزاله قدم تاجر إلى المدينة يبيع خُمر النساء حيث يسترن وجوههن بها فباعها كلها إلا السود فخاف الخسران والعودة بخفي حنين فأشارت عليه جماعة من الناس : لا يساعدك في بيعها إلا مسكين الدرامي الشاعر الشهير بالصوت الجميل. توجه التاجر إلى ربيعة وقص عليه قصته فأجابه المسكين الدرامي بأنه قد هجر الشعر وانقطع للعبادة. حزن التاجر واغتم بسبب كساد بضاعته ، وحين رأه مهموم صعب عليه أمر الرجل فغادر المسجد وقد استعاد شكل الشاعر القديم بإهابه و خطابه مجلجلا بصوت صخب الناس الذين فوجئوا به بينهم ينشد شعرا :
قل للمليحة بالخمار الأسود
……ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبـــــد
قد كان شمــر للصلاة ثيابـــه
……حتي وقفت له بباب المسجــد
ردي عليه صلاته وصيامـــــه
……لا تقتليه بحق رب محمــــد
بعد هذه الأبيات انتشر بين الناس أن الدرامي قد أحب امرأة ذات خمار أسود ، وأنه قد عاد لتعاطي الشعر
فخرجت نساء المدينة تطلب الخمار الأسود حتى نفذت بضاعة التاجر بأضعاف ثمنها ، عند ذلك عاد إلى بلده مجبورا خاطره.

 

 

 

قصة هذه المقطوعة المكونة من بيتين أو ثلاثة كما أوردها صاحب الأغاني ( 3 / 45 ) أن تاجرا من أهل الكوفة قدم المدينة بأخمرة نسائية فباعها كلها , وبقيت السود منها لم تنفق , وكان صديقا للدارمي المغني الشاعر , المشهور بين أهل مكة بالظرف فشكا عليه ذلك الكساد الذي أصاب مسافعه السود , لعله يجد سبيلا لإنفاذها وكان الدارمي قد تنسك وترك الغناء وقول الشعر , ولكنه إزاء إلحاح صديقه هداه تفكيره إلى القيام بعمل إعلان شعري غنائي للخمر ’ حتى يتم بيعها وإقبال النساء عليها , ثم يعود إلى تنسكه الذي كان عليه فقال :

قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا صنعت بزاهد متعبـد ؟
قد كان شمر للصلاة ثيابه حتى وقفت له بباب المسجد .
ردي عليه صلاته وصيامه لا تقتليه بحق ديـن محمـد

وغنى في الأبيات صوتا رائعا شاع في الناس أمره , فلم تبق في المدينة ظريفة إلا ابتاعت خمارا أسود . حتى نفذ كل ماعند العراقي منها .. ورجع الدارمي إلى نسكه .
وإذا كانت الأبيات قد اجتذبت قلوب النساء للشراء , فقد لقيت رواجا عند أصحاب الإعلانات .. وأكد عمليا كيفية التآخي بين النشاط الأدبي والنشاط الاقتصادي , , كما أثار هذان البيتان إعجاب الشعراء في الأجيال اللا حقة فقاموا بمعارضتها بغية المماثلة أو التفوق عليهما مغيرين في الألوان بما يتناسب مع أذواقهم , أو بما تقترحه إحدى الملاح , أو مبقين على اللون الأسود.ولقد قرأت أن هذه الأبيات تعتبرأول إعلان في التاريخ كان في شكل بيت من الشعر نظمه الشاعر ربيعة بن عامر الملقب بالدرامي فقد حضر إليه أحد التجار يشكو نفاذ كل الخمارات التي يبيعها عدا السوداء فلم يشتريها أحد منه .. فنظم الشاعر قصيدة و أرسلها لأحد الشعراء ليتغنى بها .. و كتب في مطلعها :ـ قل للمليحة في الخمار الأسود .. ماذا فعلت بناسك متعبد . ,,, ولما انتشرت هذه القصيدة لم تبقى واحدة لم تشتر خمار أسود فنفذت كل الخمارات لدى التاجر بل أنه باعها بسعر مرتفع ..

 

 

 

 

مجاراة أحمد بخيت لهذه الأبيات, أروع من الأبيات أصلا. يقول:

بيضاء يا وجع الخمار الأسود…سمّرتِ أقدامي بباب المسجدِ
كم فتنة في الأرض كيف تنزّلت…حور الجنان لناسك متعبّد
لي موعد في الله كدت أضيعه…ليقدّ من قبل قميص المهتدي
سكر الهوى حولي و أسكرني الهوى…فوقفت لا قدمي عرفت ولا يدي
ماست خطاك فمسّني ما مسّني…لولا تقاي لقلت جئت لتعبدي
جرّي العباءة فالقلوب أساور…وعيوننا في الجيد عقد زمرّد
و النّاس إمّا ملهم أو شاعر…و لقد خلقت لتلهمي و لتحسدي
رفقا بأهل الأرض رفقا بالسّما…بتنهّد النّجمات إن تتنهّدي
رفقا بنفسك بالجمال متوّجا…بأنوثة فيها نضلّ و نهتدي
مستعصمٌ قلبي بحب محمد…لا تفتنيه بحق رب محمد

لم أسمع أجمل من هذا القول

 

 

 

 

 

الشاعر لم يقصد المراة بحد ذاتها في هذه القصيدة يا سادتي
بل كانت نتيجة طلب أحد التجار في عصره أن يقوم بالدعاية له في تلك الفترة
حيث كانت النسوة تحب جميع الألوان الزاهية و لم يحببن اللون الأسود في ثيابهن
وكان التاجر قد اشترى هذه البضاعة و أراد من الشاعر أن يخدمه بالدعاية و قد كان الشعر في أيامهم لغة العصر……و هنا نتجت هذه القصيدة
عذرا لتدخلي سادتي لكنني أحببت مشاركتكم بهذه المعلومة

 

 

 

 

يقال أن هذه الأبيات كتبها شاعر في العصر العباسي في بغداد بناءاً على طلب من صديقه تاجر الأقمشة الذي باع كل ما يملك من خمارات عدا تلك ذات اللون الأسود، فنظم ذاك الشاعر هذه الأبيات والتي وجدت صداها لدى نساء المدينة، اللائي أدركن تأثير الخمار ذي اللون الأسود على ناسك متعبد، فما بالك بعباد الله التائهين، فباع التاجر كل ما لديه من خمارات سود، وبقيت لنا الأبيات..

وسط البلد ليسوا افضل من تُسمع منهم تلك الأبيات، فهم يغنونها كأنهم تعلموا العربية في وقت قريب، أنصح بسماعها بصوت صباح فخري مثلاً

 

بلا ولا شي . .بحبك، بلا ولا شي، ولا في بهالحب مصاري، ولا ممكن في ليرات، ولا ممكن في أراضي، ولا في مجوهرات، تعي نقعد بالفيّ، مش لحدا هالفيّ، حِبّيني وفكّري شوي

بلا ولا شي . .،وحدك، بلا ولا شي، بلا كل أنواع تيابك، بلا كل شي فيه تزيين، بلا كل أصحابي صحابك، السّقلى والمهضومين، تعي نقعد بالفيّ، مش لحدا هالفيّ، حِبّيني وفكّري شوي

بلا جوقة إمّك ، بيّك، ورموش وماسكارا، بلا ما النسوان تحيّك، بلا كل هالمسخرا، تعي نقعد بالفيّ، مش لحدا هالفيّ، حِبّيني وفكّري شوي

حب ما تعمل لتعمل ما تحب

 

في بنت عمرها 21 سنة، بلشت تظهر عليها مظاهر الحمل، وعرفت أمها...

الأم اتدايقت, وراحت للصيدلية واشترت جهاز اختبار للحمل, وبعد الفحص بالجهاز طلعت البنت حامل! جنت الأم، وبهدلت بنتا و قالتلا مين هو اللي عمل فيكي هيك؟ بدي اعرف بسرعة!

 

قامت البنت و اتصلت بواحد وبعد نص ساعة:  وقفت على باب البيت سـيارة فيراري آخر موديل ونزل منها واحد حليوة لبسو مرتب و شكلو ولد نعمة... الشب قعد بصالون البيت وحاط رجل على رجل، وقال: يا جماعة الخير.... بنتكم قالتلي عالمشكلة، بس بالحقيقة أنا ما بقدر أتزوجها لظروفي العائلية الخاصة، بس أنا ممكن عوضها....

إذا جابت بنت، بكتب باسم البنت مركز تجاري وفيلا على البحر ومبلغ مليون دولار..

وإذا جابت ولد بكتب باسم الولد مصنعين ومليونين دولار..

أما إذا جابت توم بكتب باسم كل واحد منهم مصنع ومليون دولار

انفلجوا الأهل.......

وكمل كلامه وقال: بس إذا ما جابت شي ؟ (طلع الحمل كاذب) شو بدكون التعويض يكون؟

اطلع الأب فيه وابتسم وقلو:

 

.

..

.

.

 

بتحاول مرة تانية يا ابني !alt!alt!

مالذي أبكى الرسول صلى الله عليه وسلم
قبل أن تبدأ القراءة اقطع الإتصال ، واقرأ بتمعّن و رويّة . .أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما نقرأ . . .
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( مالي أراك متغير اللون )) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم ))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد  عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها _ولا جمرها .
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها ..
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما _يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها ..
حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و الصديد ، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء .
فقال صلى الله عليه وسلم: (( أهي كأبوابنا هذه ؟! ))
قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ، ويُسحَبُ على وجهه ، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟! ))
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون ، و اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ، و اسمه لَظَى ..
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة ..
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟ ))
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا . فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: (( يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟؟؟ ))
قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك . .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل ..
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى .
فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. .
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه غائباً ، فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول ..
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: (( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟ افتحوا لها الباب ))
ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن ، فقالت: يا رسول الله ما الذي .نزل عليك ؟!
فقال: (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني و أحزنني ))
قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!
قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم على أفواههم ، و لا يقرّنون مع الشياطين ، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال ))
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه ، و كم من شاب قد قُبض على لحيته ، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه ، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ، حتى يُنتهى بهم إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء ؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !!
فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ..
فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!
وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا : وامحمداه ، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته ، فيقول لهم : من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصوم رمضان . فيقول لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى .. فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم ..
فيقول مالك للزبانية : ألقوهم .. ألقوهم في النار
فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ، _فترجع النار عنهم ، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان .. فيبقون ما شاء الله فيها ، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر ما حالهم .
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ، فيقول له يا جبريل : ماأدخلك هذا الموضع ؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد ؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،قد أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان .
فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم . قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا .
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم .فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم . فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره ..
فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب ، فيقول: يا محمد . . قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا .
فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..
فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع تُشفّع .
فيقول: (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم ))
فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله . فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول : (( يا مالك ما حال أمتي الأشقياء ؟! ))
فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى الله عليه وسلم : (( افتح الباب و ارفع الطبق )) ، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان ، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر ، مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ، فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله تعالى :
(رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ )[ الحجر:2 ]
*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار ، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً ))
.* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية : } وَ إِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ { [ الحجر:43 ] ، وضع سلمان يده على رأسه و خرج هارباً ثلاثة أيام ، لا يُقدر عليه حتى جيء به .
اللهم أَجِرْنَا من النار .. اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار ..
اللهم أجر مرسلها من النار .. اللهم أجرنا والمسلمين من النار ..
آمين . . آمين . . آمين
** انشرها و لك الدعاء و الأجر إن شاء الله تعالى


« الصفحة السابقة  |  مشاهدة نتائج 16-30من 41  |  الصفحة التالية »